انطلق أسطول الصمود العالمى (GSF) من تونس، مؤكِّدًا المنظمون والمشاركون عزمهما على كسر الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزا وتقديم مساعدات إنسانية عاجلة.
غادرت القافلة من ميناء بنزرت الشمالي وعلى متنها ناشطون من أكثر من أربعين دولة. تأخّر الإبحار بعد أن تعرّضت سفينتان من الأسطول لهجوم في وقت سابق هذا الأسبوع.
في يوم الإثنين، استُهدفت السفينة الرئيسية «فاميلي» بطائرة مسيّرة أثناء رسوّها في سيدي بوسعيد، وتبع ذلك هجوم على القارب «ألما» ليلة الثلاثاء.
لم تُسجَّل إصابات بين المشاركِين جراء تلك الهجمات.
قال حسن مسعود، مراسل الجزيرة من على متن زورق شيرين أبو عاقلة: «أبحر الأسطول العالمي من الميناء في تونس متجهًا إلى قطاع غزة، وهو وجهته الرئيسة، دون أي توقفات مقررة، بعد أربعة عشر يومًا على انطلاقه من برشلونة».
وأضاف: «تحمل السفن مواد غذائية ومساعدات إنسانية نحو غزة. يؤكد المتطوّعون والمشاركون أنّ المهمة غير عنيفة؛ هدفهم الوحيد فتح ممر لتسليم الإغاثة إلى الشعب الفلسطيني في غزة».
انضم إلى الأسطول عدد من الشخصيات البارزة، من بينها الناشطة المناخية غريتا ثونبرغ والممثل الإيرلندي ليام كانينغهام وعمدة برشلونة السابقة آدا كولاو.
ويشارك في الأسطول أيضًا على الأقل أربعة أعضاء برلمان إيطاليين إلى جانب عشرات المسؤولين المنتخبين والنشطاء الآخرين.
قال وزير الخارجية الإيطالي، أنطونيو تاجاني، في البرلمان إن روما طالبت إسرائيل بالاحترام التام لحقوق مواطنيها الموجودين على متن الأسطول، بمن فيهم البرلمانيون.
وأضاف تاجاني: «سفارتنا في تل أبيب، بتوجيهي، تواصلت مع السلطات الإسرائيلية بشأن احترام حقوق جميع المواطنين المشاركين في الأسطول، ومن بينهم عدد من أعضاء البرلمان». وأضاف أنه اتصل شخصيًا بوزير الخارجية الإسرائيلي غيديون ساعر لإبلاغه بالأمر.
وأوضح تاجاني أن 58 إيطاليًا من بين المشاركين وأنهم سيتلقون المساعدة القنصلية والدبلوماسية اللازمة.
يقول المنظمون إن أسطول الصمود، المعروف باسم «الصمود» نسبةً إلى الكلمة العربية، يمثل أحد أشد التحديات تصميمًا على حصار إسرائيل لساحل غزة.
وتأتي هذه المحاولة في وقت تحذر فيه الأمم المتحدة من أن أكثر من نصف مليون فلسطيني يواجهون جوعًا كارثيًا، فيما تصف مجموعات الإغاثة وخبراء القانون الدولي حرب إسرائيل على غزة بأنها عملية إبادة جماعية.
تتزامن هجمات هذا الأسبوع مع حوادث سابقة اعترضت فيها سفن أساطيل أو استُهدفت في عرض البحر. ففي أوائل يونيو اعترضت القوات البحرية الإسرائيلية سفينة الإغاثة «مادلين» في المياه الدولية، وصادرت حمولتها واحتجزت طاقمها المكوّن من 12 عضوًا، بينما تعرّضت في مايو سفينة أخرى اسمها «الضمير» لهجمات بطائرات مسيّرة قرب المياه المالطية ما أوقفها عن الاستمرار.