انطلاق أول رحلة بحرية عالمية صديقة للمسلمين الشهر المقبل

أول رحلة بحرية موجهة للمسلمين تنطلق من ماليزيا في نوفمبر المقبل

سفينة “باينو لاند” ستفتتح في ماليزيا هذا نوفمبر كأول باخرة مصمّمة لتلبية احتياجات المسافرين المسلمين، مع باقة من الخدمات والمرافق المخصصة، بينها طعام بنسبة 100% حلالّ، مشروبات خالية من الكحول مثل الموكتيـلز، مرافق صلاة مخصصة، وإرشادات زمنية لأداء الصلاة على متن السفينة.

تستهدف هذه المبادرة جعل السفر عبر الرحلات البحرية أكثر سهولة وارتياحًا لملايين المسافرين المسلمين الذين يواجهون غالبًا قوائم طعام محدودة، وكثرة المشروبات الكحولية الرخيصة، ونقصًا في الأنشطة والمرافق الملائمة ثقافيًا ودينيًا.

تتسع السفينة لـ880 مقصورة موزعة على 10 طوابق، بسعة إجمالية تصل إلى 1,760 راكبًا، ما يجعلها مناسبة لمَن يهوون العافية والرفاهية، والمسافرين لأسباب دينية، والعائلات متعددة الأجيال على حد سواء.

الترفيه المسائي سيُتاح يوميًا، إلى جانب جلسات شاي بعد الظهر حلال، وعلاجات سبا وورش عمل للصحة والعافية، وبرامج ترفيهية مناسبة للأطفال ونوادٍ مخصصة للصغار لتلبية احتياجات العائلات.

كما سيقدّم المطبخ المؤسسي أطباقًا مميزة مثل بطة مشوية على الطريقة الهونغ كونغية محضّرة من مكونات معتمدة حلالًا بعناية.

وقالت المسافرة سارة عمرو: “بصفتي مسلمة ومالكة مجموعة Halal Expeditions، واجهت كثيرًا من الشركات التي لا تفهم تمامًا ما يحتاجه المسافر المسلم. الأمر أبسط مما يظن البعض — طعام حلال، عدم تقديم الكحول، وإذا لم يتوفر لحم حلال فترتيبي السمك أو المأكولات البحرية تنجح تمامًا”.

دور ماليزيا في تعزيز السياحة الصديقة للمسلمين

يندرج إطلاق باينو لاند ضمن مساعي ماليزيا لأن تصبح رائدة عالمية في السفر الصديق للمسلمين، عبر شراكة بين شركة “هواجينغ للسفر والسياحة” الماليزية وخط الرحلات البحرية الصيني “أسترو أوشن كروز”.

تشمل مسارات الرحلات، منذ 29 نوفمبر، رحلة مدتها أربعة أيام لثلاث ليالٍ تمر بلانكاوي وبنغ وجبل كلانغ، بالإضافة إلى مسار أقصر يمتد ثلاثة أيام لليلتين بين بورت كلانغ وبنغ.

يقرأ  القدس الشرقية المحتلة: إطلاق نار يقتل خمسة أشخاص بحسب السلطات الإسرائيلية — أخبار الصراع الإسرائيلي الفلسطيني

ورغم أن شركات أخرى مثل “أروايا كروز” السعودية تقدم بعض التسهيلات للمسافرين المسلمين، كوجود سجاجيد صلاة في كل غرفة وتقديم طعام حلال، يتوقع أن تذهب باينو لاند أبعد من ذلك في مستوى التكامل والخدمات المتخصصة.

وقال الإعلامي والكاتب شِبْس ألوم: “إطلاق أول رحلة بحرية صديقة للمسلمين يُعد وسيلة رائعة للترويج للسفر الشامل. من المشجع رؤية خطوط الرحلات والوجهات تدرك أهمية الخدمات الحلال، فذلك يصنع فرقًا كبيرًا عندما تسافر وأنت مراعي لمعتقداتك.”

سوق السفر المسلم والاتجاهات العالمية

تشير تقديرات مؤشر السفر العالمي للمسلمين (ماستركارد-كريسينت ريتينج 2025) إلى أن سوق السفر المسلم العالمي قد يتجاوز 200 مليار يورو بحلول عام 2030.

وفي ظل هذا النمو، يأتي إطلاق باينو لاند في وقت تتجه فيه وجهات عالمية لتوسيع خيارات السفر الصديقة للمسلمين، وعلى رأسها إندونيسيا وماليزيا، اللتان تقودان هذا التوجّه بفضل كثافتهما السكانية المسلمة وتنوّع المناظر السياحية في اسيا.

وقال جيان-فينغ تونغ، نائب رئيس أسترو أوشن كروز، لصحيفة Travel Weekly Asia: “هذا التعاون لا يقتصر على توسيع خيارات الرحلات البحرية؛ بل يعزز هوية ماليزيا كدولة تحتفي بالتنوع، وتدافع عن معايير الحلال، وتتصدر المنطقة في السياحة الملائمة للمسلمين.”

اتجاهات أخرى وملاحظات المسافرين

تتبع دول شرق آسيا الأخرى، مثل تايوان وهونغ كونغ، نهجًا مماثلًا في إضافة مرافق صلاة وتوسيع خيارات الطعام الحلال للزوار.

وعلّقت سارة عمرو قائلةً: “ليس من اللطيف أن يصل الضيوف إلى حفلات افتتاحية وتُعرض عليهم الشمبانيا بدلًا من موكتيل جيد. إن موجة الوعي المتنامية تجعل السفر أكثر شمولًا واحترامًا للمسافرين المسلمين حول العالم.”

ورغم تحسّن الأوضاع في آسيا والشرق الأوسط، لا تزال دول غرب أوروبا أقل مواكبةً إلى حد ما، لكن دولًا مثل فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة وإيرلندا تبذل جهودًا لتحسين مرافق الضيافة الحافظة للهوية وتوسيع خيارات الطعام الحلال.

يقرأ  إنشاء محتوى ذكي للتخفيف من الإرهاق المهني لدى المعلمين

من جانبه، قال ألوم عن تجربته: “من خلال تجربتي كمُسافر مسلم، يختلف توفير الطعام الحلال ومرافق الصلاة باختلاف المكان. عادةً ما تكون جنوب شرق آسيا والشرق الأوسط متساهلتين وسهلات لرواد الرحلات البحرية هناك، أما في أجزاء من أوروبا والأمريكيتين فالأمر متباين. أحيانًا اضطررت للابتكار وطلب إعداد أطباق نباتية أو بحرية منفصلة. ومع ذلك، أصبحوا الآن يسألون عن الاحتياجات الغذائية قبل الصعود إلى السفينة، فالوضع أفضل بكثير مما كان قبل عشرين عامًا.”

أضف تعليق