انطلاق الحملات في ميانمار تحت الحكم العسكري قبيل انتخابات صورية

التصويت الذي يُفتتح في 28 ديسمبر يُنظر إليه على نطاق واسع كمحاولة لتثبيت شرعية حكم الجيش

نُشر في 28 أكتوبر 2025

انطلقت الحملات الانتخابية في ميانمار التي تُديرها القوات المسلحة قبل شهرين من موعد الاقتراع، في استحقاق يصفه كثيرون داخل البلاد وخارجها بأنه مناورة شفافة لمنح غطاء شرعي لانقلاب 2021 الذي استولى فيه الجيش على السلطة واعتقل الزعيمة المدنية أونغ سان سو كي.

الحزب المدعوم من الجيش، حزب الاتحاد للتضامن والتنمية (USDP)، أطلق فعالياته الحزبية يوم الثلاثاء في العاصمة نيبيتاو وفي يانغون، أكبر مدن البلاد، في محاولة رسمية لشدّ الأنظار وإظهار وجود شعبية انتخابية.

منظمات حقوقية مثل هيومن رايتس ووتش وُصفت العملية الانتخابية بأنها «مهزلة»، في حين أعلنت المفوضية الأوروبية أنها لن ترسل مراقبين معتبرة أن ظروف الاقتراع لن تَحترم معايير الحرية والنزاهة، ما يشكل ضربة إضافية لمساعي الحكومه العسكرية للحصول على شرعية دولية.

انحلال أحزاب المعارضة

تروّج السلطات الانتخابية لتقديم الانتخابات كمسار للتصالح في بلد مزقته الحروب الداخلية منذ انقلاب 2021 الذي أطاح وحبَس زعيمة حزب الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية (NLD)، الفائزة بأغلبية ساحقة في الاستحقاقين الانتخابيين السابقين.

مع ذلك، لن تُجرى الانتخابات في نحو دائرة واحدة من كل سبع دوائر بالبرلمان الوطني—العديد منها مناطق نزاع نشط—، في حين تمّ حلّ عشرات الأحزاب المعارضة، ومن ضمنها حزب الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية، بأوامر من لجنة الانتخابات المعينة من قبل الجيش.

في المقابل، أعلنت عدد من التنظيمات المعارضة، بما في ذلك جماعات مقاومة مسلحة، نيتها محاولة إفشال العملية الانتخابية والدعوة إلى مقاطعتها.

تحذيرات دولية وتوقّعات النتيجة

جاء إطلاق الحملة بعد يوم واحد من تحذير أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أن الانتخابات قد تؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار في ميانمار. وقالت مصادر دبلوماسية إن رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) لن ترسل مراقبين أيضاً، ما يضعف من رهان الحكومة على اكتساب غطاء دولي.

يقرأ  لقطات مفجعة: حوت أنثى وصغيرها عالقان وملتفان بشدة في شبكٍ مضادٍ للقروش قبل إنقاذهما

تسجّل الجهات الرسمية مشاركة 57 حزباً في السباق، لكن غياب حزب الرابطة الوطنية أو أي معارضة وطنية ذات مصداقية يجعل من المتوقع أن يحقق حزب الاتحاد للتضامن والتنمية أكبر عدد من المقاعد.

«الانتخابات لا تعنيني»

بينما تجمّع عدد محدود من الناس في فعاليات USDP بالعاصمة ويانغون، عبّر آخرون عن لامبالاة أو رفض صريح للمشاركة.

قال رجل في الستين من عمره في مدينة سيتوي بولاية راخين لوكالة فرانس برس: «هذه الانتخابات لا تعنيني شيئاً. ليست انتخابات حقيقية ولا أرى من يدعمها».

وروى آخر نزح قسراً إلى ماندالاي أنه من غير المرجح أن يصوّت. «نحن غير مهتمين جداً، كل ما نريده هو العودة إلى بيوتنا»، قال الرجل، معبّراً عن الإرهاق من الصراع المستمر.

أضف تعليق