أدّى مسؤولو هونغ كونغ وقفة حداد وصمتاً دقيقتين عند افتتاح فترة حداد رسمية امتدت ثلاثة أيام، تكريماً لضحايا أسوأ حريق شهدته المدينة منذ نحو ثمانين عاماً.
أعلنت السلطات مقتل 128 شخصاً حتى الآن إثر الحريق الذي اجتاح عدة أبراج سكنية يوم الأربعاء، بينما لا يزال المئات في عداد المفقودين.
وأُلقِي القبض على ثمانية أشخاص للاشتباه في تورطهم بقضايا فساد تتعلق بأعمال الترميم في الأبراج، فيما احتُجز ثلاثة آخرون سابقاً بشبهة القتل الخطأ.
أُقيمت مراسم السبت الصباحية أمام مقر الحكومة، وشهدت مشاركة زعيم المدينة جون ليّ وعدد من المسؤولين المحليين في الوقوف ثلاث دقائق حداداً تذكارياً.
رفعت أعلام الصين وهونغ كونغ على سارية النصف، وأعلنت الحكومة نصب نقاط تذكارية في أحياء متفرقة ليتمكن المواطنون من تقديم واجب العزاء وتوقيع دفاتر التعزية.
انتشر الحريق بسرعة ليطال سبعة من أصل ثمانية مبانٍ في مجمع وانغ فوك كورت، واستعان أكثر من 2,000 من رجال الإطفاء بمحاولات كبح النيران على مدى ما يقرب من يومين.
لم تحدد السلطات بعد سبب الحريق، غير أنها أشارت إلى أن مادة البوليسترين والشباك الواقية المثبتة خارجيّاً حول النوافذ سهّلا امتداده.
كما غطّت الأبراج أُطُراً من السقالات المصنوعة من الخيزران، وهي طريقة شائعة الاستخدام في هونغ كونغ، ما قد ساهم في تسارع انتشار اللهب.
أكدت الشرطة أنها ستباشر تحقيقاً شاملاً خلال الأسابيع المقبلة، فيما واصلت الفرق المعنية جمع الأدلة من موقع الحادث استعداداً للمرحلة الجنائية، والسلطات تتعهد بتحديد المسؤولين وتحميلهم المسؤولية في أقرب وقت؛ التحيقيق جارى.
سادت موجة من الغضب في أوساط السكان بعد الحريق، مع شكاوى متكررة عن أعطال في أجهزة إنذار الحريق وإهمال من قبل الشركة المنفذة لأعمال الترميم في مجمع وانغ فوك كورت.
قالت اللجنة المستقلة لمكافحة الفساد (ICAC) إن من بين الموقوفين في تحقيقات الفساد مدراء بشركة هندسية ومقاولون فرعيون مختصون بتركيب السقالات.
أفاد وزير العمل والشؤون الاجتماعية في هونغ كونغ، كريس صن، بأن مركزه أجرى 16 تفتيشاً على أعمال الترميم في وانغ فوك كورت منذ يوليو العام الماضي.
بُني مجمع وانغ فوك كورت عام 1983، وكان يضم 1,984 شقة يقطنها نحو 4,600 نسمة، وفق تعداد حكومي صدر عام 2021.