يُلقَّب بـ«نيلسون مانديلا فلسطين»، وقد أمضى أكثر من 23 عاماً خلف القضبان وتعرّض لانتهاكات وحشية مستمرة.
حملة دولية متصاعدة تطالب بالإفراج عن القيادي الفلسطيني البارز مروان برغوثي، المعتقل في إسرائيل منذ عام 2002، وصرخات التضامن شهدت انضمام أكثر من مئتي شخصية عامة وثقافية من أمثال مارغريت آتوود وخافيير بارديم وغيرهما.
في رسالة مفتوحة نُشرت يوم الأربعاء، أعرب الموقعون عن قلقهم الشديد إزاء استمرار اعتقال برغوثي، والتعامل العنيف معه، وحرمانه من حقوقه القانونية أثناء السجن، ودعوا الأمم المتحدة والحكومات إلى التحرك العاجل.
الرسالة هي جزء من حملة دولية بعنوان «حرّروا مروان» أطلقها أفراد أسرته في وقت سابق من هذا الأسبوع، وترافق ذلك مع فعاليات في دول عدة بينها المملكة المتحدة وفرنسا. أغلب الموقعين الثقافيين كانوا منخرطين سابقاً في جهود ناهضة ضد ما وصفته تقارير بـ«الحرب الإبادة» على غزة، لكن الرسالة أعادت تسليط الضوء على وضعه الصحي والإنساني.
برغوثي، القيادي البارز في حركة فتح المقربة من الرئيس محمود عباس، والذي يعتبره كثيرون رمزاً للوحدة والمقاومة، يقضي خمسة أحكام بالسجن المؤبد على ذمة تهم تتعلق بهجمات وقعت خلال انتفاضة الأقصى (2000–2005). متابعوه يرونه مرشحاً محتملاً للعب دور محوري في أي ترتيبات لدولة فلسطينية قادمة، ويمثّل لدى شريحة واسعة منهم أملَ التحرر الأخير.
في حادثة أثارت استياءً واسعاً هذا العام، ظهر برغوثي في فيديو بثته قناة 12 الإسرائيلية في أغسطس، حيث انبرى إليه وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير في زنزانته بسجن غانوت وقال له «لن تنتصر». الظهور الأول منذ سنوات أظهره بحالة مروعة نتيجة الإرهاق والجوع، وفق أفراد العائلة. وفي سبتمبر نقلت العائلة أن نجله أعلن تعرض والده لاعتداء شديد أثناء نقلٍ إلى جهة احتجاز أخرى، ما أدى إلى كسر أربع أضلاع وإصابات في الرأس.
خوفاً من أن يلفظ أنفاسه في الأسر، دشّنت الأسرة الحملة الدولية التي تراعي الضغط السياسي والشعبي من أجل ضمان سلامته وإطلاق سراحه.
استطلاع رأي أجرته شركة «بيبولز» للأبحاث في أكتوبر أظهر أن برغوثي يتصدر قائمة المرشحين في حال إجراء انتخابات للسلطة الوطنية، يليه حركة حماس في المركز الثاني، فيما حلّ محمود عباس ثالثاً. يرى كثيرون أن إدارة عباس التي استمرت لعقدين تُعامل كواجهة تفوّض بعض مهامها للاحتلال الإسرائيلي، في ظل تصاعد حملة عسكرية إسرائيلية شاملة في الضفة الغربية وهجمات يومية من مستوطنين وعزوف عن إنهاء مخاطر الضم.
على الصعيد الدولي، يسعى عباس للحصول على دور للسلطة في إدارة غزة بعد انتهاء العمليات الحربية، مستنداً إلى خطة من 20 نقطة اقترحها الرئيس الأمريكي ودعمتها الأمم المتحدة، مع وعود بإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية خلال عام من انتهاء الحرب في القطاع. لكن الفلسطينيين يبدون تشككاً واسعاً: الاستطلاع نفسه بيّن أن 60% من المشاركين لا يعتقدون أن الانتخابات ستُجرى فعلاً.