قُتل ثلاثة من رجال الشرطة وأُصيب ما لا يقل عن خمسة عشر شخصاً في انفجار غازي بدا متعمداً وقع في مزرعة بشمال إيطاليا.
وقع الانفجار حين توجهت قوات الشرطة ورجال الإطفاء إلى المنزل قرب فيرونا لتنفيذ أمر إخلاء يطال شقيقين وأختهما في أواخر خمسينياتهم ووسط ستينياتهم.
الضحايا الثلاثة الذين فقدوا حياتهم كانوا من صفوف كارابينيري، بينما نُقل عدد من الجرحى إلى المستشفى لتلقّي العلاج.
اعتُقِل رجل وامرأة في موقع الحادث، وعُثر سريعاً على رجل ثالث فرّ بعد التفجير، ونُقِل الثلاثة إلى المستشفى لتلقي العلاج والرعاية الطبية.
سُمِع دويّ الانفجار على بعد نحو خمسة كيلومترات، وأظهرت لقطات من المكان أن المبنى تحول إلى كومة من الأنقاض.
قال رئيس إقليم فينيتو، لوكا زايا، إن المزرعة كانت خاضعة لأمر إخلاء نتيجة تراكم ديون على المالكين الثلاثة.
وصف وزير الداخلية ماتّيو بيانتيدوزي الحدث قائلاً: «هذا وقت حداد»، وأوضح أن محاولات سابقة كانت قد بُذلت لإخلاء الأشقاء.
أشار الوزير إلى أن هناك توقعات بأن الأطراف التي تُطالَب بالمغادرة قد تُقِرّ بالمقاومة، لافتاً إلى أن وسطاء أُرسلوا للتفاوض مع من تحصّنوا داخل المنزل.
عند وصول العناصر إلى مكان الحادث بعد نحو الثالثة فجراً، تفاجأوا بانفجار يعتقد المحققون أنه نُفِّذ عمدًا؛ إذ بدا أن أسطوانة غاز أُشعلت داخل المسكن ما أدى إلى ضرب الانفجار العناصر فور دخولهم.
وصف قائد الشرطة الإقليمية الموقف بأنه «فعل جنوني مطلق»، مؤكداً أن التحقيقات الأولية أشارت إلى إشعال أسطوانة غاز وربما أدوات تفجير أخرى داخل المبنى.
عُثِر أيضاً على عبوات حارقة في المكان، بحسب ما أفاد وزير الداخلية، فيما أبلغت وكالة أنسا أن الجرحى شملوا أحد عشر عنصراً من الشرطة العسكرية بالإضافة إلى ثلاثة من أفراد الشرطة المدنية ورجل إطفاء.
وأوضح مدّعٍ عام فيرونا أن المزرعة كانت في حالة اهتراء تام وبدون كهرباء، وأن الانفجار وقع على طابق فوق المدخل، واصفاً الحادث بأنه «قتل عمد ومتعمد»، بحسب ما نقل عن شرطة التحقيق التي أفادت بأنها سمعت قبل التفجير صوت فتح ربما لأسطوانات الغاز.
قال جيران إنهم كانوا على علم بمدى خطورة الوضع، وأضافوا أن الثلاثة سبق وأن هددوا بأن «يفجروا أنفسهم» بدلاً من الرحيل.
أعرب وزير الداخلية عن أن التفجير خلَّف خسارة فادحة ومؤلمة للغاية، فيما انضم وزير الدفاع غيدو كروزيتّو وقادة سياسيون آخرون لتقديم التعازي والتبجيل لذكرى الضحايا الذين ضحّوا بحياتهم أثناء تأديتهم الواجب الوطني.