باتيل بمكتب التحقيقات الفيدرالي يمثل أمام جلسات استماع في الكونغرس الأمريكي بعد إخفاقات في تحقيق وفاة «كيرك»

تدقيق في كفاءة مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي

يواجه مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي كاش باتيل موجة تدقيق من الكونغرس بعد أخطاء مبكرة خلال إدارة تحقيق مقتل الإعلامي المحافظ تشارلي كيرك، من بينها إعلان خاطئ على وسائل التواصل بأن «المشتبه به» قد تم توقيفه، ثم تبيّن لاحقًا أن هذا الإعلان غير دقيق.

من المقرّر أن يمثل باتيل أمام لجنتي القضاء في مجلس الشيوخ ومجلس النواب يومي الثلاثاء والأربعاء، حيث سيتلقى أسئلة لا تتعلق فقط بكيفية تعامل المكتب مع قضية كيرك، بل أيضاً بإمكانية احتواء مدير قادر على توحيد وكالة مشتّتة بنتيجة صراعات سياسية واضطرابات داخلية منذ توليه المنصب، في وقت تعصف فيه الانقسامات السياسية بالبلاد.

أشاد الرئيس الامريكي دونالد ترامب يوم السبت بسرعة تحديد وكشف هوية وملاحقة المشتبه به المزعوم، تايلر روبنسون، لكن هذه الثناءات لم تمنع انتقادات حتى من جانب مسؤولين ومحافِظين متعاطفين معه، الذين بدأوا يتساءلون عن مدى أهلية باتيل لقيادة جهاز يضم نحو 38 ألف موظف من بينهم 13 ألف عميل.

في تغريدة على منصة إكس، دعا كريستوفر روفو، زميل في معهد مانهاتن المحافظ، الجمهوريين إلى إعادة تقييم ما إذا كان باتيل «الرجل المناسب لقيادة الـFBI»، منتقدًا أداءه خلال الأيام الأخيرة ومشككًا بقدراته العملياتية على التحقيق والتوغّل وتعطيل الحركات العنيفة مهما كان توجهها.

وانضم المعلق المحافظ إريك إريكسون إلى النقد، مشيراً إلى أن وضع الـFBI يثير القلق. كما نقلت تقارير صحفية أنّ جماعات يمينية متطرفة سخرَت من رد فعل باتيل الذي وصف بأنه «أخرق» إزاء مقتل كيرك.

الانتقادات تصاعدت سريعًا بعد خطأ باتيل بتغريدة مفادها: «الشخص المشتبه به في إطلاق النار الذي أودى بحياة تشارلي كيرك الآن قيد الاحتجاز»، وهو ما تبين لاحقًا أنه غير صحيح، ثم عاد ونشر أن الشخص المحتجز أُطلِق سراحه.

يقرأ  ما بعد إنشاء المحتوى: الذكاء الاصطناعي كقوة دافعة في التعلّم والتطوير

وصف النائب الجمهوري ديك دوربن هذا الخطأ بأنه «ساعة هواة» وطرَح تساؤلات حول مستوى الاحترافية. ومع امتداد البحث، أبدى باتيل استياءه أمام موظفي المكتب بسبب ما اعتبره تقصيراً في إبقائه على اطلاع، بما في ذلك إشارته إلى أنه لم يُعرض عليه بسرعة صورة المشتبه به، بحسب وكالة أسوشيتد برس.

في اليوم ذاته تعرّض باتيل أيضاً لضغوط مرتبطة بدعوى قضائية رفعها ثلاثة من كبار مسؤولي الـFBI جرى فصلهم في موجة تسريحات شهر أغسطس، وصفوا إياها بأنها حملة انتقامية من إدارة ترامب. من بين المدعين براين دريسكول الذي اتهم بأنه فُصل بعد معارضته طلبات وزارة العدل الكشف عن أسماء عملاء شاركوا في التحقيقات حول أحداث السادس من يناير 2021.

تثار ضمناً أسئلة أخرى حول تورّط باتيل في متابعة تظلمات ترامب لأمدٍ طويل بعد انتهاء تحقيق «روسيا»، وإعادة توجيه موارد المكتب نحو مكافحة الهجرة غير الشرعية والجريمة الشارعية على حساب أولويات أخرى.

قال غريغوري براور، المسؤول السابق لشؤون الكونغرس في الـFBI، إن «لدى بعض أعضاء مجلس الشيوخ شكوكاً موجودة ومستمرة، ومن الأهمية القصوى أن يقدّم باتيل أداءً متميزاً في جلسات الرقابة هذه»، معبّراً بذلك عن ضرورة استعادة الثقة عبر مَثُلٍ مقنع أمام الهيئات الرقابية.

المكتب امتنع عن التعليق على شهادة باتيل المقبلة.

أضف تعليق