تتجه شركة بارامونت سكاي دانس إلى تحضير عرض لشراء شركة وارنر بروس ديسكفري، حسبما أفادت مجلة فايريتي نقلاً عن مصادر مطلعة على المجريات.
وفق التقرير، شكّلت الشركة تحالفاً استثمارياً مع الصناديق السيادية في السعودية وقطر وابوظبي لتقديم عرض بقيمة نحو 71 مليار دولار لشراء وارنر بروس ديسكفري. وستتحمل بارامونت سكاي دانس نحو 50 مليار دولار من قيمة الصفقة المقترحة، فيما يتولى بقية المبلغ الصناديق السيادية، بحسب المصدر.
ورداً على الأنباء، وصفت بارامونت سكاي دانس مشاركة هذه الصناديق بأنها «غير دقيقة قَطْعِيًا». ويتولى إدارة الشركة حالياً ديفيد إليسون، نجل لاري إليسون مؤسس شركة أوراكل والمقرب من الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب؛ وكانت شركة وارنر بروس قد رفضت سابقاً عرضاً تقدّم به أفراد عائلة إليسون، الذين يملكون كامل صلاحيات التصويت في مجلس إدارة بارامونت.
لم ترد بارامونت ولا وارنر بروس ديسكفري على طلب تعقيب من قناة الجزيرة. ووفق التقرير، سيحصل كل صندوق سيادي على حصة أقلية صغيرة ضمن الهيكل المقترح، بالإضافة إلى «حقوق ملكية فكرية، وعرض أول فيلم، وإمكانية استضافة تصوير فيلم».
وتواجه وارنر بروس ديسكفري، المالكة لعالم أفلام DC واستوديوهات التلفزيون ومنصات مثل إتش بي أو وسي إن إن وتي إن تي واستوديو وارنر بروس للألعاب، ضغوطاً مالية كبيرة أدت إلى تراجع نشاطها التلفزيوني ودفعتها إلى احتمال تفكيك أصولها.
وأعلنت الشركة في أكتوبر أنها تدرس عدة خيارات، بينها فصل مخطط للأقسام، أو بيع كامل الشركة، أو إجراء صفقات منفصلة لوارنر بروس أو لأعمال ديسكفري العالمية. ومن المقرّر أن تُسلم العروض غير الملزِمة في الجولة الأولى يوم الخميس القادم.
وبحسب موقع أكسيوس الأميركي، تبدو بارامونت الشركة الوحيدة التي تدرس اقتراح شراء كامل، فيما تسعى وارنر بروس ديسكفري إلى إبرام صفقة قبل نهاية العام.
الضغوط السياسية
يتشكل هذا المسار جزئياً بفعل نظرة إدارة ترامب للتغطية الإعلامية التي تقدمها وسائل الإعلام المملوكة لورنر بروس ديسكفري. كما تدرس نيتفليكس وكمكاست عروضاً محتملة، لكن أي محاولة تقودها كمكاست ستحتاج إلى موافقات تنظيمية.
وقد هاجم ترامب شركة كمكاست مراراً بسبب تغطية أخبارها التلفزيونية، ووصفها بأنها «ينبغي أن تُجبَر على دفع مبالغ طائلة مقابل الأضرار التي سببتها لبلدنا». وتمتلك كمكاست شبكة NBC News وشركتها الفرعيةVersant Media، صاحبة منصة MS-Now (المعروفة سابقاً بـ MSNBC) وCNBC.
من جهتها، اتخذت شبكة CBS المملوكة لبارامونت موقفاً أكثر تساهلاً تجاه الإدارة، وشملت خطواتها تعيين مرشح من ترشيحات ترامب كمتابع مستقل للتحقيق في ادعاءات التحيّز بعد تسوية دعوى قضائية رفعها ترامب ضد الشبكة تتعلّق بتحرير برنامج «60 دقيقة» لمقابلة المرشحة الديمقراطية لعام 2024 كامالا هاريس بطريقة وصفها المدّعون بأنها مضلّلة. كما عيّنت بارامونت مؤخراً الصحفية اليمينية باري ويس لتتولى رئاسة قسم الأخبار بالبث في CBS، رغم افتقارها لخبرة تلفزيونية واسعة.
تثير أي صفقات من هذا النوع مخاوف مكافحة الاحتكار؛ إذ يحذر باحثون مثل رودني بنسون، أستاذ الإعلام والثقافة بجامعة نيويورك، من أن امتلاك كيان واحد لوسيلتيْن إعلاميتين رائدتين داخل مجموعة صناعية ضخمة تربطها علاقات معلنة بالحزب الحاكم «سيزيد مخاطر تضارب المصالح، ويضعف الدور الرقابي المستقل، ويضيّق نطاق الأصوات والآراء المتاحة في الفضاء العام».
وتظل وارنر بروس ديسكفري الشركة الأم لشبكة سي إن إن حتى الآن.
على صعيد وول ستريت، ارتفعت أسهم بارامونت سكاي دانس بنسبة نحو 1.7% في تعاملات منتصف الجلسة، بينما صعدت أسهم وارنر بروس ديسكفري بنحو 2.8% منذ فتح السوق. وحققت كمكاست مكاسب طفيفة بنحو 0.5%، ونمت أسهم نتفليكس بنحو 3.5%.