باكستان: تعثّر المفاوضات مع أفغانستان بعد اشتباكات حدودية دامية

مأزق في مفاوضات إسطنبول بين باكستان وافغانستان بعد اشتباكات حدودية

نُشر في 7 نوفمبر 2025

قال مسؤول أفغاني إن أربعة مدنيين قُتلوا وأُصيب خمسة آخرون في اشتباكات حدودية بين قوات باكستانية وأفغانية، فيما أعلن إسلام أباد أن المحادثات في إسطنبول وصلت إلى طريق مسدود، بعد يوم من تبادل الطرفين الاتهامات بالتصعيد الذي هدد بخرق وقف إطلاق النار الذي توسطت له قطر.

أفاد وزير الإعلام الباكستاني عطاالله طرّار يوم الجمعة بأن المحادثات متعثرة، وجاء ذلك بعد تصريح المسؤول الأفغاني حول سقوط الضحايا على الجانب الأفغاني رغم المفاوضات المشتركة. شكر طرّار تركيا وقطر على وساطتهما، مؤكدًا في الوقت نفسه أن حركة طالبان الأفغانية فشلت في الوفاء بالتزاماتها أمام المجتمع الدولي بشأن الحد من «الإرهاب» بموجب اتفاق الدوحة 2021.

وقال طرّار إن باكستان «لن تدعم أي خطوات من قبل حكومة طالبان لا تُصب في مصلحة الشعب الأفغاني أو الدول المجاورة». ولم يَدْخُل في تفاصيل إضافية، لكنه أضاف أن إسلام أباد تواصل السعي للسلام وحسن النية تجاه الأفغان لكنها ستتخذ «كل الإجراءات الضرورية» لحماية مواطنيها وسيادتها.

من جهته حمّل علي محمد حقمل، رئيس دائرة الإعلام والثقافة في سبين بولدك، باكستان مسؤولية إطلاق النار، مشيرًا إلى أن القوات الأفغانية امتنعت عن الرد وسط المفاوضاتت الجارية في إسطنبول. بينما ذكرت وزارة الخارجية الباكستانية على لسان الناطق طاهر أندراوبي أن أفغانستان هي من بادر بإطلاق النار.

وأعربت وزارة الإعلام الباكستانية عن التزام باكستان بالحوار المستمر وتوقعها بالمقابل نفس الانفتاح من السلطات الأفغانية، مشيرةً إلى أن وقف إطلاق النار لا يزال قائمًا. وأضاف أندراوبي أن مستشار الأمن القومي الباكستاني عاصم مالك يقود الوفد الباكستاني في المباحثات، فيما يقود الجانب الأفغاني عبد الحق وسيق، مدير الاستخبارات العامة، بحسب ما ذكر مجاهد.

يقرأ  مع حصول قائدة المعارضة الفنزويلية على جائزة نوبل: إلى أي مدى قد يذهب ترامب لمساندتها؟

وقالت باكستان إنها سلّمت مطالبها للوسطاء «بهدف وحيد هو وضع حد للإرهاب العابر للحدود»، وأن الوسطاء يناقشون مطالب باكستان مع وفد طالبان الأفغاني بندًا بندًا.

توتر العلاقات

تتهم إسلام أباد كابول بإيواء جماعات مسلحة، لا سيما حركة طالبان باكستان (Tehreek-e-Taliban Pakistan ــ TTP) التي تتبنى بانتظام هجمات قاتلة داخل باكستان، بينما تنفي حركة طالبان الأفغانية منح أي ملاذ للجماعة. ويُعتقد أن العديد من قيادات ومقاتلي طالبان باكستان وجدوا ملاذًا في أفغانستان منذ عودة طالبان إلى السلطة في 2021، ما زاد من الاحتقان بين البلدين.

ختامًا للمباحثات الأسبوع الماضي، قالت تركيا إن الأطراف اتفقت على إنشاء آلية للمراقبة والتحقق للحفاظ على السلام ومعاقبة المنتهكين.

الخسائر المسجّلة

أفادت الأمم المتحدة بأن 50 مدنياً قُتلوا وأُصيب 447 آخرون في الجانب الأفغاني خلال الاشتباكات التي بدأت في 9 أكتوبر. كما قُتل ما لا يقل عن خمسة أشخاص في انفجارات بصفت الحكومة طالبان اتهمت باكستان بالمسؤولية عنها. من جانبها قالت الجيش الباكستاني إن 23 من جنوده قُتلوا وأُصيب 29 آخرون، من دون أن يذكُر حصيلة للضحايا المدنيين.

أضف تعليق