أعلنت إدارة ترامب أنها ستقوم بترحيل كيلمَر أبريغو غارسيا إلى أوغندا، بعد محاولتها السابقة إعادة توطينه إلى السلفادور.
نُشر في 27 أغسطس 2025
كيلمَر أبريغو غارسيا، الذي تحوّل طرده الخاطئ إلى رمز لحملة الرئيس دونالد ترامب المشدّدة على الهجرة، يسعى للحصول على حق اللجوء في الولايات المتحدة. محاموه أخبروا القاضية يوم الأربعاء أن الشاب البالغ من العمر 30 عاماً يخشى التعرض للاضطهاد والتعذيب إذا نجحت إدارة ترامب في ترحيله إلى أوغندا كما تخطط.
أبريغو غارسيا، وهو سلفادوري وصل إلى الولايات المتحدة عندما كان في السادسة عشرة من عمره، أعيد اعتقاله مرة أخرى يوم الإثنين في سياق صراع قضائي محتدم حول حقه في البقاء داخل البلاد. في مارس، تصدّر اسمه الأخبار بعد أن أُعيد إلى بلده الأصلي السلفادور رغم وجود أمر قضائي صادر عام 2019 يحميه من الترحيل.
اعترفت إدارة ترامب في البداية بأن عملية الترحيل كانت “خطأً إدارياً”. وكان أبريغو قد أعرب أمام المحكمة عن مخاوفه من أن عودته إلى السلفادور ستعرضه لعنف العصابات. الأب المقيم في ماريلاند والمتزوج من مواطِنة أميركية كان من بين المرحّلين الذين أُرسِلوا من الولايات المتحدة إلى مركز الاحتجاز لمكافحة الإرهاب (CECOT) في السلفادور، وهو سجن شديد الحراسة لحقت به تقارير عن انتهاكات حقوق الإنسان.
يقول محاموه إنه تعرض في ذلك المرفق للتعذيب، بما في ذلك ضربات عنيفة وحالات حرمان من النوم. الإدارة الأميركية رفضت في البداية إعادته إلى البلاد بزعم أنه خارج نطاق ولايتها القضائية، لكن في بداية يونيو أعيد فجأة إلى الولايات المتحدة بالتزامن مع إعلانها اتهامات جنائية بحيازته صلات مزعومة بعمليات تهريب بشر.
اتهمت إدارة ترامب أبريغو بالمشاركة في نشاطات عصابية، مستندةً إلى توقّف مروري عام 2022، حيث ظهر في تسجيل وهو يقود شاحنة مملوءة بأشخاص، وتوقّع ضابط شرطة في موقع الحادث عن طبيعة ما كانوا يفعلونه؛ إلا أنه لم تُوجَّه تهم جنائية حينها. وحتى الرئيس ترامب أشار إلى وشوم أبريغو كدليل على انتمائه المزعوم، رغم أن الصور التي استشهد بها كانت معدّلة بحيث أضيف عليها اسم العصابة “MS-13” فوق بشرته.
أبريغو نفى أي روابط مع عصابات وقدم بلا ذنب في قضايا تهريب البشر. وصف محاموه لائحة الاتهام بأنها “مُقاضاة انتقامية وانتقائية” تهدف إلى تشويه سمعته، بعد أن أثار قضيّته انتقادات على سياسات ترحيل إدارة ترامب. كما جادلوا بأن قضيته تُبرِز غياب الإجراءات القانونية الواجبة بحق المرحّلين.
أُفرج عن أبريغو من سجن في تينيسي يوم الجمعة بعد تأخيرات متكررة، لكن فريقه القانوني خاف من أن يعاد اعتقاله فوراً إذا أُطلق سراحه، فتقدّم بطلب للمحكمه لإبقائه محتجزاً حفاظاً على سلامته. عند حضوره لمراجعة مع سلطات الهجرة يوم الإثنين، أُعيد بالفعل احتجازه وُحدد ترحيله إلى أوغندا.
في ذات اليوم، أصدرت قاضية اتحادية في ماريلاند، باولا زينيس، قراراً مؤقتاً بوقف الترحيل الثاني لأبريغو إلى أن تسمع التماسه ضد الإبعاد؛ وجُدولت جلسات استماع في القضية لشهر أكتوبر. وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن إدارة ترامب عرضت في وقت سابق إرسال أبريغو إلى كوستاريكا بدلاً من أوغندا إذا قبل الاعتراف بالذنب في تهم تهريب البشر، لكنه رفض القبول.
“أن يحتفظوا بكوستاريكا كجائزة ويستخدموا أوغندا كعصا لابتزازه ليرتكب اعترافاً بجريمة هو دليل واضح على أنهم يسخّرون نظام الهجرة كسلاح بطريقة تنافي الدستور تماماً”، قال سيمون ساندوفال-موشينبرغ، أحد محاميّه.