برابوو سوبريانتو يلغي زيارته إلى الصين وتيك توك يعلّق البثّ المباشر وسط احتجاجات

نُشِر في 31 أغسطس 2025

إندونيسيا: احتجاجات دامية تُلغي زيارة الرئيس إلى الصين

ألغى الرئيس الإندونيسي برابوو سوبِيانتو رحلة مقررة إلى الصين بعدما اجتاحت موجة احتجاجات مناهضة للحكومة شوارع المدن، وأسفرت عن وقوع قتلى وأضرار واسعة، فيما أوقفت منصة تيك توك ميزة البث المباشر مؤقتاً مبررة قرارها بارتفاع مستوى العنف في البلاد.

قال المتحدث باسم الرئاسة إن القرار اتُخذ حتى يتمكن الرئيس من متابعة التطورات ميدانياً والبحث عن حلول مناسبة، وأضاف أن برابوو يعتذر للصين عن عدم تمكنه من حضور القمة المرتقبة. الإعلان جاء بعد أن أعلنت السلطات الإندونيسية مقتل ما لا يقل عن ثلاثة أشخاص في حريق عمد إلى إضرامه داخل مبنى البرلمان في مكاسار، عاصمة إقليم سولاوسي الجنوبي، في اليوم السابق.

انطلق الغضب الشعبي أولاً في جاكرتا احتجاجاً على زيادة مخصصات السكن للنواب — بحسب التقارير، يتقاضى جميع أعضاء البرلمان الـ580 بدل سكن شهري بقيمة 50 مليون روبية (حوالي 3,075 دولار) بالإضافة إلى رواتبهم — وهو ما اعتبره كثيرون مبالغة فاضحة في ظل تضخم تكاليف المعيشة وارتفاع الضرائب والبطالة. تفاقم السخط بعد مقتل سائق توصيل شاب يبلغ من العمر 21 عاماً، أفّان كورنياوان، إثر اصطدام سيارة تابعة للشرطة بدراجته؛ ومقطع مصور لحادثة مقتله انتشر بسرعة وأثار موجة استنكار واسعة ضد قوات الأمن.

على صعيد الرد الرسمي، دعا برابوو إلى ضبط النفس وقدم تعازيه لأسرة الضحية، لكنه في الوقت نفسه طلب من قادة الجيش والشرطة اتخاذ إجراءات حاسمة لاستعادة النظام.

شهدت أعمال عنف وحراقة ونهب لمبانٍ برلمانية إقليمية في ثلاث محافظات أخرى — نوسا تينغارا الغربية، وبكالونغان في جاوة الوسطى، وسيربون في جاوة الغربية — كما أفادت وسائل إعلام محلية بأن جماعات محتجة نهبت تجهيزات مكتبية تابعة للبرلمان في سيربون، بينما استُخدم الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين في باكالونغان ونوسا تينغارا الغربية.

يقرأ  إسرائيل تعلن توقف إسقاطات المساعدات الإنسانية على مدينة غزة خلال الأيام المقبلة

مظاهرات إضافية مرتقبة

لا تزال الشوارع مكتظة بالآلاف في العاصمة، وفق مراسلة الجزيرة، مع امتداد الاحتجاجات لتشمل مدناً أخرى وتزايد المطالب الشعبية بتوسيع نطاق المعالجة بدل الاقتصار على دعوات الهدوء. أُبلغ أيضاً عن اقتحام منزل النائب أحمد ساهروني في جاكرتا ونهب محتوياته، في ظل جدل حاد بعد تصريحاته الاستفزازية التي وصف فيها منتقديه بأنهم «أغبى الناس في العالم».

شملت التحركات الاحتجاجية أيضاً جزيرة بالي السياحية، حيث استخدمت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع ضد المتظاهرين. وفي تطور لافت، قالت شركة بايتدانس المالِكة لتطبيق تيك توك إنها ستعلّق ميزة البث المباشر في إندونيسيا لبضعة أيام «ضمن إجراءات أمنية إضافية» نظراً لتصاعد العنف، في حين استدعت السلطات هذا الأسبوع ممثلين عن منصات التواصل الكبرى مطالبة إياهم بتشديد رقابة المحتوى للحد من انتشار المعلومات المضللة التي تُحمّلها الحكومة مسؤولية تأجيج الاحتجاجات.

منظمات حقوقية تحذّر

وصفت منظمات حقوق الإنسان، ومن بينها فرع منظمة العفو الدولية في إندونيسيا، موقف الحكومة بأنه يهدف إلى ضبط السرد العام والسيطرة على الاحتجاجات بدلاً من تلبية المطالب الجوهرية للناس. وقالت النائب في المنظمة إن السلطات تعيد استخدام «أساليب قديمة»، مشيرةً إلى قانون حديث منح الجيش حضوراً أوسع ونفوذاً متزايداً في الشؤون المدنية — خطوة أثارت مخاوف من تداخل أدوار القوات المسلحة في الحياة المدنية بشكل لم يكن معه من قبل.

تتواصل الاحتجاجات مع توقعات بمواكب إضافية في الأيام المقبلة، وسط توتر متصاعد وحالة من الغموض حول مسار الأزمة ومآلاتها على الاستقرار السياسي والاجتماعي في البلاد.