بطل الجولوف النيجيري — طاهٍ حطم الأرقام القياسية

الطاهية النيجيرية هيلدا باتشي، صاحبة رقمي غينيس العالميين، لا تخفي دوافع نجاحها. تقول بلا مواربة وبصوت ضاحك من لاغوس: «حبي للمال ولامتِع الحياة»، تصريح يعكس صراحةً شخصية لا تميل للخجل أو التردد.

هيلدا — التي غيّرت تهجئة اسم عائلتها من “باسي” إلى “باتشي” — تستمتع بأضواء الشهرة وتعي تماماً قيمة البريق الذي يرافق كونها أشهر شخصية طهو في بلادها. لكنها تبيّن أن هناك جانبين في هويتها: هيلدا الشخصية التي يعرفها أهلها وشريكها، وهيلدا العلامة التجارية المصممة بعناية لتخدم أهدافها المهنية.

تؤكد: «أنا سيدة أعمال أولاً، وما أفعله يجب أن يخدم عملي». وتحت اسم علامتها My Food by Hilda، الذي يحظى بملايين المتابعين بين حسابيها الرسمي والشخصي، تدير مطعماً مشهوراً في لاغوس، وتُقدّم دورات طهي وخدمات طباخ خاص.

شهرتها لم تأتِ صدفة؛ إنها نتيجة تخطيط واعٍ واستراتيجية بناء صورة. فقد بدأت التفكير بتحطيم رقم قياسي في طبق الجولوف قبل أكثر من عام من تنفيذ الفكرة، وفي تجربة الماراثون الطهي التي حققت فيها رقماً أولياً — 93 ساعة و11 دقيقة — لم تغفل عن حسابات الجدوى وكيف سيؤثر ذلك على عملها وبصمتها التجارية.

نشأت هيلدا في كالراب ثم انتقلت إلى أبوجا في الخامسة مع امها وإخوتها، وهناك كوّنت مذاق التميز مبكراً. كانت تساعد والدتها التي كانت تدير مطعماً أمام وزارة الدفاع، وتتذكر كيف كانت تحفظ قائمة الطعام وتناشد الزبائن بصوت طفولي: «شو بدكم؟ عندنا الفوفو والجارّي والسمو» — بدايات صغيرة شكّلت مدخلاً لمهنة كبرى.

في الجامعة بدأت تطبخ للنوادٍ والجمعيات، ثم أسست مع شقيقها خدمة توصيل طعام، وعملت في التلفزيون مقدمة فقرة الطهي في برنامج صباحي، ثم أطلقت برنامجها الخاص “تذوّق بميزانية محدودة” حيث كانت تُحضّر وجبات من ثلاثة أطباق لنجوم وتجرى معهم حوارات، بينما كانت تعمل أيضاً طاهية خاصة. فوزها في مسابقة Jollof Face-Off ضد طاهٍ غاني عزّز مكانتها ونالها مكافأة مالية أيضاً.

يقرأ  بطل العالم السابق في السنوكر غرايم دوت يواجه محاكمة بتهم الاعتداء الجنسي — أخبار الرياضة

الحدث الذي حظي بأوسع اهتمام كان ماراثون الطهي في 2023، ثم النجاح الأحدث بتحضير أكثر من 8.7 طن من الجولوف في قدر واحد — إنجازان رفعا من درجة شهرتها لدى السياسيين والمشاهير وأطلقا موجة من محاولات التحمل عبر نيجيريا.

هي تُقر بتأثير أمها عليها وتشكرها لعدم دفعها نحو وظيفة مكتبية تقليدية، وتُنسب بعض النجاح إلى ايمانها بأن لله دوراً يوجّهها عندما تقوم بما يُريده لها. وفي مواجهة الضغوط الاجتماعية المتعلقة بالزواج، تقول إنها تتلقى يومياً استفسارات من متابعيها عن موعد زواجها، لكنها ترى أن الإنجاز لا ينبغي أن يُقاس بلحظة الزواج: «طبعاً أريد الزواج فأنا رومانسية، لكني لا أضغط على نفسي. أريد ذلك لأنني مع من أحب، لا لأن المجتمع يقرر موعدي».

وعندما تفكر هيلدا بعلامتها التجارية، تتبدى طموحات أكبر من مجرد أطباق شهيرة: هي تبني إرثاً يرافقها ويستمر بعد رحيلها، علامة تجارية متكاملة تمتد عبر المطاعم والتعليم والخدمات وتُسهم في إلهام نساء أخريات للسير في درب الريادة وتحقيق أحلامهن. حقوق الصورة: وكالة الصحافة الفرنسية (أ ف ب) عبر غيتي ايماجز

أضف تعليق