بعد الحرب مع إسرائيل: إيران تتصارع من أجل الحريات الاجتماعية أخبار السياسة

طهران — كشف الرئيس مسعود بيزشكيان قبل نحو شهر عن “مستشار من جيل زد” والتقط معه صورة مبتسمة انتشرت بسرعة على الشبكات الاجتماعية. المستشار، أميررضا أحمدي، وصف مهمته محليًا بأنها الاستماع إلى الشباب في كل أنحاء ايران، حتى حدود البلاد، وذهب إلى حد نشر رقم هاتفه المحمول، قبل أن يغلق لاحقًا إمكانية التعليق على حساباته بعد انتقادات تقول إنه لا يعكس فعلاً صورة جيل زد الإيراني، وأن حساباته مُدعّمة بروبوتات ولا ترتبط بجماعات شبابية أو طلبة مناهضين للحالة الراهنة.

يبدو أن التعيين كان جزءًا من محاولة إدارة معتدلة وعدت خلال الحملة الانتخابية بتحسين الحريات الاجتماعية ورفع بعض العقوبات، سعياً للتقرب من أجيال أصغر تقود — كما في مناطق أخرى من آسيا والعالم — موجات تغيير سياسي. لكن جهود السلطة المعتدلة اصطدمت بعقبات: تجاهل واسع من قِبل شريحة كبيرة من الشباب، ومقاومة من فصائل المؤسسة الأكثر تشدداً التي لا تبدي رغبة كبيرة في استرضاءهم.

صنم فاكِل، مديرة برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في تشاتم هاوس، ترى أن الدولة تكافح لتحدث بلغة جيل نشأ على الإنترنت وخارج الإطار الأيديولوجي التقليدي. وأن مبادرات التواصل تبدو في كثير من الأحيان مُعاملاتية لدرء الاحتقان وإخماد الاحتجاجات، بدل أن تكون تحويلية وجذرية؛ فخوف النخبة المتشددة من فقدان السيطرة يطغى على أي اعتبار لخسارة تأييد الشباب.

من جهة أخرى، كثير من من يخالفون ضوابط الدولة هم من جيل زد، وهم أيضاً — كمعظم الإيرانيين — مضغوطون بتدهور الظروف الاقتضادية وبتضخم متفشٍّ وتقارير فساد وسوء إدارة أثرّت على مستوى المعيشة.

اختبار للحدود
مع تصاعد الخطاب الغربي والإسرائيلي الداعي لتغيير النظام لا سيما بعد حرب الاثني عشر يوماً في يونيو، تعترف السلطات بحاجتها إلى دعم شعبي لتجاوز تبعات العقوبات الأممية المطبقة مجدداً والتهديد المستمر بصراع. هذا الواقع دفع بعض المسؤولين، خصوصاً في المعسكرات الاعتدال والبراغماتية، للمطالبة بتخفيف بعض القيود على الحريات الاجتماعية.

يقرأ  بريطانيا تعتزم فرض هوية رقمية إلزامية مع تزايد الضغوط الشعبوية بشأن الهجرة

حتى الرئيس السابق حسن روحاني انتقد أخيراً نواب وسياسيين متشددين لدفع تشريعات لا تحظى بتأييد غالبية الإيرانيين، في إشارة واضحة إلى ملف الحجاب الإلزامي، فيما أبلغت الحكومة أنها لن تُطبّق القانون عملياً.

في المشهد العام انتشرت هذا الأسبوع مقاطع فيديو لاحتفالات موسيقية شارعـية في وسط طهران تُظهر شبّاناً وشابات تجاهلوا قواعد اللباس التي تفرضها المؤسسة الدينية، وبعد سنوات من تحدي موسيقيين لحظر العروض في الشوارع أصبحت هذه الممارسات أكثر انتشاراً لكنها لا تزال معرضة للتضييق عند لفتها انتباهاً كبيراً. أُغلق حساب إنستغرام لأحد أعضاء فرقة موسيقية بأمر قضائي، مع إشارات من قبل الشرطة إلى “نشر محتوى إجرامي”، ولم تُعلن السلطات ما إذا كان سيواجه عقوبات إضافية.

في المقابل، ذكرت وسائل إعلام محافظة وجود حملات مداهمة واعتقالات؛ فقد أُلغي بيع تذاكر ما وصفتها تقارير بـ”ديسكو ضمّ نساء عاريات يرقصن مع شبّان” في منطقة پاکدشت وفتحت قضايا قانونية ضد منظّمَيْن لحفلة موسيقية إلكترونية كانت تعمل رسمياً بعد الحصول على تصاريح. الرقص في الأماكن العامة، وخصوصاً المختلط، محظور وغالباً ما يُعاقَب عليه، بينما يظل شرب الكحول ممنوعاً رسمياً، ما يدفع بعض المواطنين إلى شراء بضائع مهربة أو منتجات منزلية خطيرة.

الخلاصة أن النظام يبقى محاصراً بتوتر بين سياسات قمعية من جهة ومطالب متزايدة بالتجديد والانفتاح من جهة أخرى، ما يتركه في حالة تراكمية من الرسائل والسياسات المتضاربة ومخاوف مستمرة من انفجار احتجاجي أكبر. لم يصلني أيّ نصّ لأعيد صياغته أو لأترجمه.
ارجو إرسال النصّ الذي تريد إعادة صياغته وترجمته إلى العربية، وساباشر العمل فوراً.

أضف تعليق