مشاهد مؤثرة: لمّات عاطفية بعودة الرهائن المحرَّرين إلى إسرائيل
ماتان زانغاوكر، البالغ من العمر 25 عاماً، دخل إلى أحضان والدته وهو يبتسم بعفوية. في لقطات نشرتها القوات الإسرائيلية، قالت والدته وهي تعانقه بقوة: «أنت حياتي، بطلي. تعال، تعال».
كان ماتان واحداً من عشرين رهينة حياً بقيوا في قطاع غزة بعد اختطافهم خلال هجمات حركة حماس في 7 أكتوبر 2023، وأُفرج عنهما يوم الاثنين بعد عامين من الأسر.
والدته، ايناف، قادت حملة حثيثة للمطالبة بعودته، وأصبحت من وجوه الحركة المعروفة التي طالبت الحكومة الإسرائيلية بإبرام صفقة تبادل أسرى مع حماس. الأسبوع الماضي أضاءت هي وابنتها ألعاباً نارية في ساحة «الرهائن» بتل أبيب احتفالاً باتفاق وقف إطلاق النار الذي جرى كجزء من خطة السلام المقترحة خلال إدارة دونالد ترامب.
تجمّع حشد كبير في الساحة نفسها يوم الاثنين، وتفاعلت الجماهير مع شاشات عرض كبيرة عرضت لقطات وصول ماتان والتسعة عشر رهينة المحرَّرين الآخرين إلى إسرائيل ولقاءاتهم بأسرهم. لوّح الناس بالأعلام الإسرائيلية والأميركية، ورفعوا صور الرهائن ولافتات كتب عليها «قادمون إلى الوطن».
اختطف ماتان مع شريكته إلانا غريتزفسكي من مستوطنة نير عوز، ولكن إلانا أُفرج عنها أثناء هدنة الشهر التالي. وفي كانون الأول/ديسمبر 2024، نشرت حماس فيديو يظهر ماتان في الأسر، أشار فيه إلى معاناتهم من مشكلات جلدية ونقص في الغذاء والمياه والأدوية.
في اتصال فيديو قصير مع ابنها مباشرة بعد تحريره، قالته ايناف: «الحمد لله، انتهت الحرب. انتهت الحرب». وفي بيان لاحق، قالت العائلة إن «بعد عامين من الجحيم، نبدأ اليوم فصلاً جديداً في حياتنا — فصل الشفاء وإعادة التأهيل». هذا الشعور تكرر لدى عائلات أخرى التقت بأحبائها بعد الإفراج عنهم.
عائلة إيتان هورن، الذي اختطف أيضاً من نير عوز وكان شقيقه يائير قد أُطلق سراحه أثناء هدنة في فبراير، قالت إنهم «سيملأون الأيام بالعناق والكثير من الحب وسنرافقه طوال عملية التعافي».
وعبّرت أسرة إفياتار ديفيد، البالغ من العمر 24 عاماً والذي اُختطف من مهرجان نوفا الموسيقي وظهِر مريِضاً في نفق في فيديو نشرته حماس في أغسطس، عن ثقتها بأنهم «دائماً كانوا يعلمون أنه سيعود». وأضافوا: «بعد عامين من المعاناة، هو هنا. الآن تبدأ رحلة جديدة للشفاء لنا ولإفياتار».
جمعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الرهائن الأحياء من نقاط لقاء داخل غزة، ولعبت دور الوسيط المحايد في عمليات التسليم. ثم التقت العائلات بالرهائن عند نقاط استقبال قرب حدود غزة، قبل نقلهم جوياً إلى مستشفيات لبدء برامج العلاج الجسدي والنفسي.
عمّت الاحتفالات أنحاء إسرائيل لدى عودة العشرين رهينة؛ ولوّح الناس في السماء وهتفوا حين مرت عليهم مروحيات عسكرية في طريقها بالمحرَّرين إلى المشفيّات.
إينبار غولدشتاين، التي تحرّرت أقاربها خلال هدنة نوفمبر 2023، قالت لهيئة الإذاعة البريطانية إنها «سعيدة وممتنة». وأضافت: «أعلم أن أيام الحزن قد لا تزال أمامنا، لكني أريد أن أفرق بين ما أعرفه وما أشعر به». وفي مكان آخر من الساحة، قال مراهق يُدعى يحمل اسم ياردن: «نحن هنا من أجل الرهائن، من أجل إطلاق سراحهم والاحتفاء بهم. اليوم كل الإسرائيليين متحدون — ليس عن يمين أو يسار، إنما كلنا معاً لنحتفل بالرهائن».
ورغم عودة الرهائن الأحياء، لا تزال العديد من عائلات القتلى في الأسر تنتظر تسلّم جثث أحبائها، حيث قالت حماس إنها ستسلّم أربعة فقط من بين ثمانية وعشرين جثة يوم الاثنين. وأوضحت القوات الإسرائيلية أنها ستجري فحوصات جنائية قبل تأكيد هوية الجثث وإبلاغ العائلات.
ونُشر نص اتفاق وقف إطلاق النار في وسائل الإعلام الإسرائيلية وأشار إلى أن رفات جميع الرهائن المتوفين كان من المفترض أن تُسَلَّم بحلول الساعة 12:00 بالتوقيت المحلي (09:00 بتوقيت غرينتش) يوم الاثنين، لكنه أقر أيضاً بأن حماس وفصائل فلسطينية أخرى قد لا تتمكن من تحديد موقع كل الرفات ضمن هذه المهلة.
وتضمن الاتفاق أيضاً الإفراج عن نحو 250 معتقلاً فلسطينياً في السجون الإسرائيلية مدانين بجرائم بينها القتل والهجمات القاتلة بحق إسرائيليين، وحوالي 1700 محتجز من غزة كانوا رهن الاعتقال الإداري أو بلا توجيه تهم.
ودعت قوات الدفاع الإسرائيلية حماس في بيان إلى «الوفاء بالتزاماتها» وإعادة جميع الجثث. وقالت عائلة ماتان إنه لا يمكن أن يكون هناك إغلاق حقيقي حتى يتم ذلك: «سنستمر بالوقوف إلى جانب العائلات الثكلى والنضال حتى يعود آخر رهينة إلى الوطن».