بعد فرار دام ٢١ عامًا — دانيال أندرياس سان دييغو يواجه طلب تسليمه

دانييل أندرياس سان دييغو — الذي أُلقي القبض عليه في نوفمبر 2024 بعد غياب دام 21 عاماً منذ تفجيرات في منطقة خليج سان فرانسيسكو — سيواجه محكمة هذا الأسبوع لتقرير ما إذا كان سيُسلم إلى الولايات المتحدة لمحاكمته بموجب مذكرة توقيف فيدرالية.

المكتب الفدرالي للتحقيقات (إف.بي.آي) يعتبر سان دييغو المشتبه به الرئيسي في سلسلة تفجيرات وقعت عام 2003، ويرجّح وجود روابط له مع جماعات متطرفة تدافع عن حقوق الحيوان. كان على رأس قائمة المطلوبين لديه، وقد رُصدت جائزة قدرها 250 ألف دولار مقابل معلومات تؤدي إلى إلقاء القبض عليه.

يزعم عملاء سابقون في الإف.بي.آي أن هناك “فرصاً ضائعة” للاعتقال قبل اختفائه؛ فقد عثر المحققون، بعد مطاردة في ساعة الذروة امتدت نحو 65 ميلاً، على ما وصفوه بمختبر مُحتمل لصنع المتفجرات في صندوق سيارته المُهجورة. وبعد عقدين من الاختفاء، تبيّن أن الرجل وُجد على بعد نحو 5 آلاف ميل في كوخ معزول بشمال ويلز، حيث كان يستخدم اسم مستعار.

من المقرر أن يُجرى أمام محكمة الصلح في وستمنستر استماع تسليم يمتد خمسة أيام لتقرير ما إذا كانت المملكة المتحدة ستُسلّمه إلى الولايات المتحدة. تتهمه النيابة الأميركية بتعمد الإضرار والتدمير باستخدام متفجرات بعد حادثتين منفصلتين في 2003، ما يجعل قضيته في صلب اهتمامات مكافحة الإرهاب.

المجموعة المتطرفة المعروفة باسم “الخلايا الثورية — لواء تحرير الحيوان” نسبت لنفسها الهجمات، مستهدفة شركات اعتبرتها جزءاً من سلسلة إمداد مرتبطة بتجارب على الحيوانات. وكشف عملاء سابقون أن سان دييغو كان يتمتع بملامح “عادية” جداً، ما صعّب عملية التعرف عليه أثناء المراقبة. أحد ضباط المراقبة وصفه بأنه “لا يلفت الانتباه”، وهو أمر مثّل تحدياً لمَهمات التتبع.

روايات المحققين تُشير إلى أن خيار الاعتقال طُرح مبكّراً، لكن مكتب المدعي العام الأميركي وطاقم القضية قرَّرا أحياناً انتظار مزيد من الأدلة على أمل أن يقودهم سان دييغو إلى أشخاص آخرين داخل الشبكة العنيفة. وقال بعض المشرفين إن طول فترة المراقبة قد يُعرّض فرص النجاح للخطر لأن من تتم مراقبته قد يلاحظ شيئاً غير مألوف وينفر.

يقرأ  تنمية طلاقة القراءة لدى الأطفال

تفجيرا 28 أغسطس 2003 استهدفا مؤسسة أبحاث بيولوجية في إميريفيل قرب أوكلاند؛ ويعتقد المحققون أن القنبلة الثانية وُضعت عمداً لاستهداف المستجيبين الأوائل. وفي 26 سبتمبر 2003 انفجرت عبوة ملحقة بمسامير في مقر شركة منتجات غذائية بتبلانتون على بعد نحو 30 ميلاً شرق موقع الانفجار الأول؛ ولم تُسجَّل إصابات في أي من الهجومين.

في يوم فراره من المراقبة، لفت سلوكه الانتباه—قاد بشكل متسرّع ومن ثم غادر سيارته والمحرك يعمل في مفترق مزدحم قرب محطة مترو، ثم اختفى وسط ضباب سان فرانسيسكو الكثيف الذي أعاق طائرات المراقبة. عندما فُتح صندوق السيارة لاحقاً، عثر المحققون على مواد وأدوات اعتُبرت بمثابة مختبر لصنع الأجهزة المتفجرة، ما أعاد إثارة شعور بالندم لدى الفريق الذي شعر أنه أضاع فرصة توقيفه قبل ذلك.

كانت السلطات تعتقد لسنوات أن سان دييغو قد فرّ إلى أمريكا الوسطى أو الجنوبية، وبعد توجيه لائحة اتهام في 2004 وُصِف حينها بأنه مسلح وخطير، استمر البحث عنه لفترات طويلة. إلا أن المشهد تغيّر حين نفذت وكالة الجريمة الوطنيّة البريطانية وقوات مكافحة الإرهاب اعتقاله في نوفمبر 2024 في كوخ منعزل في وادي كونوي، شمال ويلز، حيث كان يعيش تحت اسم مستعار هو “داني ويب”.

قادة سابقون في التحقيق أعربوا عن اقتناعهم أنه لم يكن يعمل بمفرده وأنه حتماً تلقى دعماً لوجستياً أو ملاجئ آمنة خلال سنوات الهروب. وعند توقيفه صرّح مدير الإف.بي.آي آنذاك أن القبض على سان دييغو بعد أكثر من عقدين يبيّن أن الهيئة لا تتخلى عن ملاحقها مهما طال الزمن، وأنها ستحاسب المسؤولين عن أعمال عنف من هذا النوع.

حالياً يُحتجز سان دييغو في سجن بلمارش شديد الحراسة بلندن، ولم يدلِ بأي تصريح عند اعتقاله. بقضية تسليمه لواشنطن تطلّ على مرحلة جديدة من الإجراءات القانونية، وفي ظل ادعاءات وتوثيقات تراكمت عبر سنوات، تبدو مسارات المحاكمة المقبلة مرتبطة بتقييم أدلة قد تعيد فتح سجلات قديمة وثغرات في طرق المراقبة السابقة التي شهدتها هذه القضية.

يقرأ  تشيكيتا تعلن عودة مرتقبة إلى بنما بعد تسريحاتٍ جماعية وإضراب

أضف تعليق