طائرة مستأجرة تقل مجموعة من الفلسطينيين تهبط للمرة الثانية في جنوب أفريقيا خلال أسابيع قليلة
سمحت جنوب أفريقيا لنحو 150 راكبًا فلسطينيًا بالنزول من طائرة بعد أن احتجزتهم سلطات الحدود على متنها لما يقارب 12 ساعة، بحسب ما أفادت به الجهات الرسمية.
أذنت وزارة الشؤون الداخلية لمرافقي الطائرة بمغادرة الطائرة مساء الخميس بعدما قدمت جهة إنسانية محلية، هي مؤسسة Gift of the Givers، ضمانات بتوفير مأوى للزوار خلال إقامتهم في البلد إن استدعى الأمر ذلك.
وقالت هيئة إدارة الحدود الجنوب أفريقية في بيان لاحقًا إن الفلسطينيين مؤهلون للسفر إلى جنوب أفريقيا دون تأشيرة لمدة 90 يومًا، لذا تم معاملتهم وفق الإجراءات الاعتيادية مع إلزامهم بالامتثال لكل شروط الدخول.
حطت الطائرة المستأجرة التي كانت تقل 153 فلسطينيًا بعد الساعة الثامنة بقليل صباح الخميس في مطار أور تامبو الدولي الذي يخدم جوهانسبرغ وبريتوريا. وبحسب الهيئة، مُنع الركاب من النزول فورًا لأن جوازات سفرهم لم تُسجل فيها طوابع الخروج المعتادة، كما لم يبيّن المسافرون مدة الإقامة المقصودة أو عنوان مكان إقامتهم داخل البلاد.
وأضافت الهيئة أن “فشلهم في اجتياز اختبار الهجرة، وبما أن أحدًا منهم لم يبدِ نية التقدم بطلب لجوء، فقد رُفض دخولهم مبدئيًا”.
أثار خبر احتجاز الفلسطينيين لساعات على المدرج استياءً واسعًا في جنوب أفريقيا، البلد الذي يُعرف بدعمه القوي للقضية الفلسطينية وبتصديه لمساءلة اسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بشأن ما وصفته بتهمة ارتكاب إبادة في غزة.
أمر بالسماح أخيرًا للركاب بالنزول جاء بعد أن تلقت وزارة الشؤون الداخلية التزامًا من Gift of the Givers باستضافة القادمين. ودخل 130 فلسطينيًا البلاد بعد ذلك، في حين نقل 23 آخرون من المطار إلى وجهات أخرى، بحسب هيئة إدارة الحدود.
وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن الطائرة كانت رحلة مستأجرة تشغّلها شركة Global Airways الجنوب أفريقية قادمة من كينيا.
قال مؤسس Gift of the Givers، إمتياظ سوليمن، لمحطة البث العام SABC إنه لا يعلم من الذي استأجر الطائرة، وأن هناك طائرة سابقة حطت في جوهانسبرغ في 28 أكتوبر كانت تقل 176 فلسطينيًا، غادر بعضهم إلى دول أخرى. وأضاف أن عائلات المجموعة الأولى أبلغت مؤسسته أمس أن أقاربهم قادمون على طائرة ثانية لم يكن يعرف أحد عنها.
وصف سوليمن حالة الركاب بأنهم “في مأساة حقيقية بعد عامين من الإبادة”. وأشار إلى، بناءً على معلومات من وصلوا بالفعل إلى جنوب أفريقيا، أن اسرائيل تبدو وكأنها “تنقل أشخاصًا من غزة على متن طائرات مستأجرة” دون ختم جوازات سفرهم.
وكتب سوليمن على وسائل التواصل أن “اسرائيل عمدت عمداً إلى عدم ختم جوازات سفر هؤلاء المساكين لتزيد من معاناتهم في بلد أجنبي”.
أعلنت أيضاً منظمات إنسانية أخرى استعدادها لتقديم الدعم للزوار الفلسطينيين.
من جهته، قال نايجل برانكن، عامل اجتماعي جنوب أفريقي ساعد المحتجزين على متن الطائرة، إن ركابًا من غزة أفادوا بأنه طُلب منهم من قبل السلطات الإسرائيلية ترك جميع متعلقاتهم قبل الصعود إلى طائرة غير معلمة في قاعدة تابعة للقوات الجوية الإسرائيلية. وأضاف برانكن أن كل دلائل التدخّل الاسرائيلي في هذه العملية تشير إلى محاولة نقل الناس وتهجيرهم.
وأبلغت تقارير إخبارية أن نحو 160 لاجئًا فلسطينيًا هبطوا صباح اليوم في مطار أور تامبو، بينهم أطفال ونساء حوامل، وأن جوازات كثيرين منهم بلا طوابع خروج.