الصين تحث مواطنيها على تجنب السفر إلى اليابان بعد توتر دبلوماسي ناجم عن تصريحات لرئيسة وزراء طوكيو الجديدة
نُشر في 15 نوفمبر 2025
دعت الصين مواطنيها إلى تجنّب السفر إلى اليابان، في ظل تصعّد نزاع دبلوماسي إثر تهديدات أطلقتها رئيسة الحكومة اليابانية الجديدة سَناء تاكايتشي بشأن إمكان نشر قوات في حال شنّت الصين هجوماً على تايوان.
تصاعد التوتر بعد أن صرّحت تاكايتشي أمام البرلمان الياباني في 7 نوفمبر بأن استخدام القوة ضد الجزيرة ذاتية الحكم والمطالَبَة بها من بكين قد يبرّر استجابة عسكرية من طوكيو، ما أثار استنكار بكين التي اعتبرت التصريحات استفزازية. وفي يوم الجمعة استدعت بكين سفير اليابان لديها.
من جانبها استدعت طوكيو سفير الصين بعد ظهور منشور مثير للجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، نشره قنصل عام صيني في أوساكا ثم حذفَه لاحقاً، وبدت منه تهديدات موجهة إلى تاكايتشي. مع ذلك، جددت طوكيو تأكيدَ موقفها الثابت تجاه تايوان، التي تبعد نحو 110 كيلومتر (70 ميلاً) عن أقرب جزيرة يابانية.
في منشور على تطبيق وي تشات في وقت متأخر من يوم الجمعة، حذّرت السفارة الصينية في اليابان مواطنيها من السفر إلى هناك، قائلة إن “التصريحات الاستفزازية الأخيرة لبعض القادة اليابانيين بشأن تايوان أضرت بشدة بأجواء التبادل الشعبي بين البلدين”. وأضاف المنشور أن الوضع ينطوي على “مخاطر كبيرة على سلامة وحياة المواطنين الصينيين في اليابان”. وختم المنشور بتذكير من وزارة الخارجية والسفارة والقنصليات الصينية في اليابان لمواطنيها بضرورة تجنب السفر إلى البلاد في المستقبل القريب.
رداً على بيان بكين، قال كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني مينورو كيهارا للصحافيين يوم السبت إن دعوة بكين “لا تتوافق مع الترويج لعلاقة استراتيجية ومربحة للطرفين”، بحسب وكالة جيجي برس. وطلبت الحكومة اليابانية من الجانب الصيني اتخاذ “إجراءات مناسبة”، وفق ما نقلت الوكالة.
وفي تطور آخر يوم السبت، أعلنت أكبر شركات الطيران الصينية عن قبول استرداد كامل أو تغيير مجاني لتذاكر الرحلات إلى اليابان حتى نهاية العام. وأصدرت كل من شركة إير تشاينا، والصين الجنوبيّة، والصين الشرقيّة بيانات منفصلة توضّح أن حاملي التذاكر لرحلات بين يوم السبت و31 ديسمبر يمكنهم استرداد أموالهم أو تعديل مساراتهم مجاناً.
وبكين تصرّ على أن تايوان، التي احتلّت اليابان أجزاءً منها لعقود حتى عام 1945، جزء من أراضيها ولم تستبعد استخدام القوة لضمها. وتظل الصين واليابان شريكين تجاريين رئيسيين، لكن الثقة التاريخية المتشابكة والخلافات الإقليمية على السيادة والنفقات العسكرية تمثل اختباراً مستمراً للعلاقات التجارية التجارية بينهما.
اعتمدت القيادة اليابانية سابقاً نهج “الغموض الاستراتيجي” عند مناقشة سيناريوهات مشابهة، وهو الموقف الذي تُفضِّله أيضاً الحليف الأمني الأبرز لطوكيو، الولايات المتحدة. من جهتها قالت كارين كو، المتحدثة باسم مكتب رئاسة تايوان، إن قيود السفر الصينية على اليابان والتدريبات النارية المحيطة قد سلّطت الضوء على تطورات إقليمية، محذرةً من أن “التهديدات متعددة الأبعاد والمتحفزة سياسياً من جانب بكين تجاه اليابان تشكل خطراً جسيماً على الأمن والاستقرار في منطقة المحيطين الهندي والهادئ”.
وقالت إدارة سلامة الملاحة البحرية الصينية، بحسب التلفزيون الرسمي CCTV الذي لم يحدّد المنطقة، إن تدريبات إطلاق نار حقيقية ستُجرى في أجزاء من بحر الصين الأصفر المركزي على مدار الساعة من الاثنين إلى الثلاثاء، مع حظر دخول المنطقة خلال تلك الفترة.