بوتين: روسيا ستتخذ «تدابير متبادلة» في حال استأنفت الولايات المتحدة اختباراتها النووية أخبار الأسلحة النووية

بوتين يأمر بإعداد مقترحات لاستئناف محتمل للتجارب النووية

أبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كبار المسؤولين في الكرملين بضرورة إعداد مقترحات حول إمكان استئناف اختبارات الأسلحة النووية، رداً على أمر الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي دعا إلى “استئناف فوري” للتجارب بعد توقف استمر عقوداً. ووفق محضر جلسة مجلس الأمن الذي نشرته الرئاسة، أكد بوتين أن على موسكو أن تتخذ “إجراءات مماثلة” إذا نفذت الولايات المتحدة أو أي طرف موقع على معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية مثل هذه التجارب.

ووجّه بوتين إلى وزارة الخارجية ووزارة الدفاع والأجهزة الخاصة والهيئات المدنية المعنية بذل كل جهد ممكن لجمع معلومات إضافية حول الموضوع، وتحليلها عبر مجلس الأمن، وتقديم مقترحات منسقة بشأن الخطوات الأولى المحتملة مع التركيز على التحضيرات لاختبارات الأسلحة النووية. وأشار إلى ضرورة فهم النوايا الأميركية قبل اتخاذ قرار نهائي، بتالي يستغرق الأمر الوقت اللازم لذلك.

لم تُجرِ روسيا أي تجارب نووية منذ انهيار الاتحاد السوفييتي عام 1991، لكن التوترات بين أكبر قوتين نوويتين في العالم تصاعدت في الأسابيع الأخيرة بعد سلسلة من الإجراءات الأميركية ضد موسكو—من إلغاء قمة مُرتقبة وفرض عقوبات على شركات نفط روسية إلى إعلان ترامب استئناف الاختبارات النووية على “أساس متكافئ” مع القوى النووية الأخرى. وأشار وزير الدفاع أندريه بيلوسوف إلى أن تحرّكات واشنطن ترفع “مستوى الخطر العسكري على روسيا” وأنه لا بد من الحفاظ على قواتنا النووية في حالة جهوزية كافية لإلحاق ضرر لا يمكن التسامح معه. كما لفت إلى أن موقع نوفايا زيمليا في القطب الشمالي جاهز لاستضافة اختبارات نووية بسرعة إذا اقتضى الحال.

وحذّر نائب رئيس الأركان فاليري جيراسيموف من أن عدم اتخاذ خطوات مناسبة الآن قد يؤدي إلى فقدان الوقت والفرص للرد في الوقت المناسب على خطوات الولايات المتحدة. ونقلت وكالة تاس عن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف قوله إن بوتين لم يحدد مهلة نهائية لتقديم المقترحات، وأن التقييم سيستغرق “الوقت اللازم لفهم نوايا الولايات المتحدة بالكامل”.

يقرأ  ليتوانيا توجّه اتهامات إلى 15 شخصًا في قضية طرود مفخخة يُشتبه بدعمها من روسيا

من حيث الترسانة، تُعدّ روسيا والولايات المتحدة الأعلى عدداً من الرؤوس الحربية عالمياً؛ ويقدّر مركز مراقبة الأسلحة ومنع الانتشار (CACNP) أن لدى موسكو نحو 5,459 رأساً حربياً، منها نحو 1,600 منتشرة فعلياً، في حين لدى الولايات المتحدة نحو 5,550 رأساً، منها نحو 3,800 نشطة. وعلى الرغم من أن الصين لا تزال خلف هاتين القوتين، فقد وسّعت مخزونها بسرعة ليبلغ نحو 600 رأس خلال السنوات الأخيرة، بمعدل إضافة يقارب 100 سنوياً منذ 2023، وفق معهد ستوكهولم لأبحاث السلام. وتُكمل فرنسا وبريطانيا والهند وباكستان وإسرائيل وكوريا الشمالية قائمة الدول الحائزة على أسلحة نووية.

آخر انفجار نووي أميركي سجّل عام 1992 بعد أن أعلن الرئيس جورج إتش.دبليو. بوش حظراً على الاختبارات عقب انهيار الاتحاد السوفييتي. ومنذ فتح معاهدة الحظر الشامل للتوقيع عام 1996، لم تُجرِ سوى ثلاث دول تجارب تفجيرية: الهند وباكستان في 1998، وكوريا الشمالية التي أجرت خمسة تفجيرات منذ 2006 (آخرها 2017)، ما يجعلها الدولة الوحيدة التي اختبرت نووياً في القرن الحادي والعشرين. وتُعرف هذه الانفجارات بتداعياتها البيئية الواسعة والمدمرة.

محلّلون أمنيون يحذرون من أن استئناف الاختبارات التفجيرية النووية من أي قوة نووية سيؤدي إلى زعزعة الاستقرار وربما يثير ردود فعل مماثلة من دول أخرى، ما يفتح الباب لسباق تسلّح نووي جديد. وكتب أندري باكليتسكي، الباحث في معهد الأمم المتحدة لأبحاث نزع السلاح، على منصة X: “دورة الفعل ورد الفعل بأبهى صورها. لا أحد بحاجة إلى هذا، لكن قد نصل إليه بغض النظر.” قالو كذلك إن وزير الدفاع الروسي أشار إلى ضرورة التحضير لاختبار نووي كامل النطاق استجابةً للخطاب الأميركي، ما يعكس حجم القلق الذي يساور المسؤولين العسكريين.

أضف تعليق