بوتين منفتح على لقاء زيلينسكي في موسكو — وكييف تصفه بـ«غير مقبول»

نُشر في 3 سبتمبر 2025

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه «لم يستبعد» قط إمكانية لقاء نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لإنهاء حرب استمرت ثلاث سنوات ونصف، مضيفًا أن موسكو، في حال فشل التوصل إلى اتفاق سلام، ستحقق أهدافها بالقوة العسكرية.

أوضح بوتين، في ختام زيارته للصين، أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب اقترح عليه عقد مثل هذا اللقاء، فقال: «نعم، ذلك ممكن، فليأتِ زيلينسكي إلى موسكو»، موضحًا أن الأمر مرهون بما إذا كان اللقاء سيُسهم في حلّ جوهري. وأضاف في بكين متسائلاً عن شرعية زيلينسكي وداعياً إلى إجراء انتخابات: «هل ثمة فائدة؟ سنرى».

سعى ترامب، الذي يعمل على التوسط لتسوية سلام، إلى لقاء ثنائي بين بوتين وزيلينسكي بعد محادثاته مع الزعيم الروسي في ألاسكا منتصف أغسطس، لكن حتى الآن لم يحرز ذلك تقدّمًا عمليًا، في حين اقترح المستشار الألماني فريدريش ميرتس يوم الثلاثاء جنيف كمكان محتمل للاجتماع.

وطالب بوتين بإنهاء الأحكام العرفية في أوكرانيا وإجراء استفتاء بشأن المسألة الإقليمية، مطالب قوبلت بالرفض من كييف. وأكدت روسيا أن أي اتفاق سلام ينبغي أن يُقرّ بقاء الأقاليم الأربع التي ضمتها عام 2022 تحت سيادتها، بينما شددت كييف على عدم قبول أي صفقة تتضمن التنازل عن أراضيها.

«حسم كل مهامنا عسكريًا»

من جانبه قال وزير الخارجية الأوكراني أندريي سيبيها إن هناك «مقترحات جدية» من سبع دول لاستضافة لقاء بين الزعيمين، وأن زيلينسكي مستعد لذلك «في أي لحظة». وأضاف أن بوتين يواصل المماطلة بتقديم مقترحات تُعرف مسبقًا بأنها غير مقبولة، وأن زيادة الضغوط هي الوسيلة الوحيدة لإجبار روسيا على اتخاذ موقف جاد تجاه عملية السلام.

بيّن بوتين أن النزاع قد يُختتم باتفاق إذا تغلّبت الحكمة والمنطق، لكنه حذّر من أنه في حال عدم تحقق ذلك فسيكون من الضروري حسم المسائل عسكريًا. وقال للصحفيين رداً على سؤال حول آفاق التوصل إلى صفقة: «لننتظر لنرىا كيف ستسير الأمور؛ وإذا لم يحدث، فسيتعين علينا حسم كل مهامنا عسكريًا».

يقرأ  زيارة مفاجئة للتبت: شي جين بينغ يؤكد على الوحدة والتنمية

قدمت مراسلة الجزيرة في موسكو دورسا جاباري قراءة لوجهة نظر بوتين حول مُستقبل الحرب، مشيرة إلى اعتقاد الأخير بأن إدارة الولايات المتحدة في عهد ترامب تفهم موقف روسيا، وأن موسكو مستعدة للتفاوض على إنهاء النزاع لكنها لن تخضع لمطالب أوكرانيا إذ يجب تلبية ضماناتها الأمنية.

ترامب سيتحدث إلى بوتين

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه سيتحدث مع بوتين في الأيام المقبلة، وقال إنه ليس لديه رسائل محددة عن إنهاء الحرب لأن «بوتين يعرف مكانيّة موقفي وسيتخذ قراره»، محذرًا: «مهما كان قراره، سنبتهج أو نستنكر، وإذا شعرنا بالاستياء فسترون إجراءات تأتي لاحقًا».

أشاد بوتين يوم الأربعاء بالمبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، قائلاً إن القمة مع ترامب في ألاسكا بيّنت أن المبعوث نقل وجهات نظر روسيا بدقة إلى الإدارة الأمريكية. وكان بوتين قد قال يوم الثلاثاء إن إدارة ترامب تستمع إلى موقف موسكو بشأن الحرب في أوكرانيا.

وصل الرئيس الروسي إلى مؤتمر صحافي في بكين في ختام زيارته للمشاركة في قمة شنغهاي للتعاون واستعراض عسكري بمناسبة الذكرى الثمانين لنهاية الحرب العالمية الثانية.

فيما يتباحث بوتين حول إمكان عقد لقاء مع زيلينسكي، يأمل الأخير في التحدث إلى ترامب يوم الخميس لدفع فرض عقوبات جديدة على روسيا. وخلال زيارة للعاصمة الدنماركية كوبنهاغن، قال زيلينسكي إن هناك «إشارات» من الولايات المتحدة على أنها ستوفر دعماً احتياطياً، واصفًا ذلك بأنه أمر مهم.

من البيت الأبيض، قال المراسل آلان فيشر إن إعلان ترامب عن اتصاله ببوتين يُتوقع أن يتركز على إمكانية لقاء بوتين وزيلينسكي لبحث إنهاء الحرب، وهو لقاء رفضه بوتين ما لم يُعقد في موسكو. وأعلنت الرئاسة الفرنسية أن زيلينسكي سيجتمع عبر شبكة التحالف الراغب إما افتراضيًا أو حضورياً يوم الخميس، وأنه يُرتقب أن يتبع ذلك اتصال هاتفي مع دونالد ترامب—مما يشير إلى تسلسل محتمل للأحداث: اجتماع التحالف مع زيلينسكي، ثم اتصال زيلينسكي بترامب، يليه اتصال ترامب ببوتين.

يقرأ  تستمر الحياة اليومية على جزيرة نائية بالأمازون رغم الخلاف الدبلوماسي

أضف تعليق