الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تعهّد بـ«رد فعل كبير» على «تسليح أوروبا»، ووصف الهستيريا المحيطة بإمكانية هجوم بلاده على حلف شمال الأطلسي بأنها «هراء لا يُصدق».
«لا يصدقون ما يقولون؛ أن موسكو ستهاجم الناتو»، قال بوتين أمس في منتدى للسياسة الخارجية بمدينة سوتشي المطلة على البحر الأسود. «إمّا أن أصحاب هذا الادعاء عاجزون تماماً إن صدقوا ذلك — لأن من المستحيل تصديق مثل هذا الهراء — أو أنهم ببساطة غير أمناء».
أعرب عن استيائه من حشد أوروبا العسكري، مشيراً إلى أن موسكو تراقب هذا الاتجاه عن كثب ومُحذّراً من أن الإجراءات الردعية ستكون سريعة وحاسمة.
«في ألمانيا، مثلاً، يُقال إن الجيش الألماني يجب أن يصبح الأقوى في أوروبا. حسناً. نحن نسمع ذلك ونرصد ما سيُقصد من وراءه»، أضاف.
«روسيا لن تُظهر أبداً ضعفاً أو تردداً»، أكّد. «لا يمكننا ببساطة تجاهل ما يحدث».
تدهورت العلاقات بين روسيا والاتحاد الأوروبي منذ غزو موسكو لأوكرانيا عام 2022، ما دفع التكتّل إلى تعزيز دفاعاته. طائرات مسيّرة حلّقت فوق الدنمارك وتوغّلات جوية من جانب موسكو في سماء إستونيا وبولندا زادت المخاوف من امتداد الحرب خارج حدود أوكرانيا.
ادّعى مسؤولون أوكرانيون وبعض حلفاء الناتو أن التجاوزات الروسية في الأجواء الأخرى كانت متعمدة، بينما نفت موسكو هذه الاتهامات ووصفتها بأنها اتهامات بلا دليل، متهمة أوروبا بتأجيج «الهستيريا» لتبرير زيادات الإنفاق العسكري. «اهدأوا فقط»، قال الرئيس الروسي.
«ترامب شخص يستطيع أن يستمع»
حمّل بوتين دول أوروبا مسؤولية فشل جهود إرساء السلام في أوكرانيا، بسبب ما اعتبره سياسة «تصعيد مستمر». «جميع دول الناتو تقاتلنا، ولم يعودوا يخفون ذلك»، قال، مضيفاً أنهم «في الواقع يشاركون في العمليات القتالية» عبر مركز ينقل معلومات استخباراتية ويزوّد الأسلحة.
في كلمته أثنى بوتين أيضاً على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مشبهاً محادثاتهما في قمة ألاسكا في آب/أغسطس بأنها تناولت تسوية للحرب في أوكرانيا واستعادة العلاقات بين البلدين. «ترامب شخص يستطيع أن يستمع»، قال بوتين عن المحادثات — وقد سعى ترامب منذ عودته إلى البيت الأبيض في كانون الثاني إلى إنهاء الحرب.
حتى الآن لم تُظهر موسكو أي استعداد للتنازل في المفاوضات مع كييف، ولا تزال مُصِرّة على مطالبها، بما في ذلك أن تتخلى أوكرانيا عن سعيها للانضمام إلى الناتو والتنازل عن أراضٍ.
وحذّر بوتين أوكرانيا من أنها تلعب لعبة خطرة بضرب المناطق القريبة من محطة زابوريجيا النووية الخاضعة لسيطرة روسيا، ملمّحاً إلى إمكانية رد مماثل على محطات نووية تسيطر عليها أوكرانيا.
المحطة النووية، الأكبر في أوروبا، انقطعت عن الطاقة الخارجية لأكثر من أسبوع وتُبرّد الآن بواسطة مولدات ديزل احتياطية. ويتبادل الطرفان الاتهامات بقطع التيار الخارجي وبقصف المنطقة.
«ما زال لديهم محطات نووية عاملة على جانبهم. ما الذي يمنعنا من الرد بالمثل؟ دعهم يفكّروا في هذا»، قال بوتين، واصفاً توجيه التهمة لموسكو بقصف محطة نووية تسيطر عليها بأنه أمر «أحمق»، ومؤكداً أن الوضع حول المحطة، بصورة عامة، «تحت السيطرة».