بوتين يشجب «هستيريا الحرب» في الغرب والاتحاد الأوروبي يدرس تحويل أصول روسية لصالح أوكرانيا

ليس جميع أعضاء الاتحاد الأوروبي يؤيدون تجميد أصول روسيا، إذ يثير الاقتراح مخاوف قانونية وخشية من ردود انتقامية من موسكو.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال إن موسكو ستحقق أهدافها، ونفى احتمال اندلاع حرب مع الغرب، بينما يناقش الاتحاد الأوروبي مصادرة أموال روسية لتمويل أوكرانيا مع دخول الصراع شتائه الرابع القاسٍ. خلال اجتماع رفيع المستوى الأربعاء مع مسؤولين في وزارة الدفاع نقلت عنه وسائل الإعلام الرسمية وصفه الدعوات الغربية للاستعداد لحرب مع روسيا بأنها «هستيريا وكذبة».

وأكد بوتين أن أهداف الكرملين الحربية ستتحقق «بلا شك»، مشيراً إلى أن نحو ثلاثمائة منطقة «تحررت» خلال العام الماضي. وكرر أن موسكو تفضل معالجة ما تصفها بجذور النزاع عبر القنوات الدبلوماسية، لكنها تبقى مستعدة — إذا رفض الغرب الدخول في مفاوضات جوهرية — إلى تحقيق «تحرير أراضيها التاريخية بالوسائل العسكرية».

تصريحات بوتين صدرت قبل قمة يجتمع فيها قادة الاتحاد الأوروبي ليقرروا ما إذا كانوا سيتفقون على استخدام نحو 210 مليارات يورو من أصول البنك المركزي الروسي المحتجزة في أوروبا لدعم الاحتياجات الاقتصادية والعسكرية لأوكرانيا. «أمر واحد واضح جداً»، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أمام نواب البرلمان الأوروبي الأربعاء: «يجب أن نتخذ قرار تمويل أوكرانيا للعامين المقبلين في هذا المجلس الأوروبي».

رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا، الذي سيرأس القمة، تعهد بإبقاء القادة في مفاوضات حتى التوصل إلى اتفاق، وإن استلزم ذلك أياما. يسعى مسؤولون في الاتحاد إلى توظيف الأصول المجمدة لضمان قرض إصلاحي يبلغ 90 مليار يورو لأوكرانيا.

لكن الفكرة تثير تحفظات لدى دول مثل بلجيكا وإيطاليا وعدد آخر من أعضاء التكتل، الذين اعتبروا أن المسألة قد تكون على أرضية قانونية هشة وقد تقوّض ثقة المستثمرين في الأسواق الأوروبية. في البرلمان الإيطالي الأربعاء، وصفت رئيسة الحكومة جورجيا ميلوني المفاوضات في برلين بأنها «بناءة» واتهمت روسيا بالمطالبة مطالب «غير معقولة» للاحتفاظ بأراض أوكرانية في أي اتفاق محتمل، غير أنها اعترفت بأن إيجاد أساس قانوني لاستخدام الأصول الروسية المجمدة لتمويل أوكرانيا لا يزال «بعيداً عن السهولة» وأن روما تشترط أساساً قانونياً قوياً لكل إجراء مقترح.

يقرأ  تايوان تكافح تراجع معدلات المواليد بحوافز أسرية جديدة— أخبار الحكومة

في الوقت نفسه، صرّح رئيس وزراء المملكة المتحدة كير ستارمر لمجلس العموم الأربعاء بأن حكومته ستصدر تعليمات رسمية لنقل 2.5 مليار جنيه إسترليني من عائد بيع رومان أبراموفيتش لتغطية أسباب إنسانية في أوكرانيا. أشار ستارمر إلى أن الملياردير الروسي، الذي باع النادي عام 2022 تحت ضغط الحكومة البريطانية بعد الغزو، «يجب أن يدفع».

مستجدات ساحة المعركة

قالت أوكرانيا الأربعاء إنها استولت على 90 في المئة من مدينة كوبيانسك في منطقة خاركيف، التي كانت موسكو تزعم أنها سيطرت عليها في نوفمبر. ونفى وزير الدفاع الروسي أندريه بيلوسوف لاحقاً ذلك خلال اجتماع تلفزيوني لكبار المسؤولين العسكريين، قائلاً إن القوات الأوكرانية تحاول دون جدوى استعادة السيطرة على كوبيانسك.

من بين المناطق التي أعلنت روسيا ضمها، تسيطر موسكو حالياً بالكامل على شبه جزيرة القرم، وحوالي 90 في المئة من منطقة دونباس الشرقية (دونيتسك ولوهانسك)، وحوالى 75 في المئة من منطقتي خرسون وزابوريجيا. كما تحتفظ بسيطرة على أجزاء من مناطق خاركيف وسومي ودنيبروبتروفسك وميكولايف المجاورة.

وفي الأسابيع الأخيرة، صعدت روسيا وأوكرانيا من استهداف منشآت الطاقة والمصافي النفطية لبعضهما البعض، ما زاد من وطأة النزاع وتداعياته على البنية التحتية الحيوية.

أضف تعليق