رئيس الوزراء البولندي: المشتبه بهما غادرا الأراضي البولندأ متجهين إلى بيلاروس
قال دونالد توسك، رئيس وزراء بولندا، إن اثنين من المواطنين الأوكرانيين يُشتبه في قيامهما بتفجير جزء من سكة حديد قرب العاصمة وارسو خلال عطلة نهاية الأسبوع، وأنهما على الأرجح غادرا الأراضي البولندية إلى بيلاروس بعد الحادث.
أوضح توسك أمام مجلس النواب البولندي أن المشتبه فيهما، اللذان تُنسب إليهما صلات بخدمات استخبارات روسية، متهمان بتنفيذ أعمال تخريب استهدفت خط سكة حديد يربط وارسو بحدود أوكرانيا عبر خط وارسو–لوبلن. وأضاف أن الجهات القضائية والتحقيقية تبيّن أن “المشتبه بهما يعملان ويتعاونان مع الأجهزة الروسية منذ وقت طويل”، مستنداً إلى معلومات مقدمة من المدعين والسلطات المنوطة بالتحقيق.
وقع الانفجار يوم السبت بالقرب من قرية ميكا، على بُعد نحو مئة كيلومتر إلى الجنوب الشرقي من وارسو، وقد ألحق أضراراً بالمسار الذي يخدم خط وارسو–لوبلن المتجه نحو الحدود الأوكرانية. وقال توسك إن “الانفجار كان على الأرجح مقصوداً لتفجير قطار”.
في حادث منفصل تُحقّق فيه السلطات باعتباره عملاً تخريبياً، تعرضت خطوط كهرباء للتجهيز في منطقة بولافي على بعد نحو خمسين كيلومتراً من لوبلن، ما اضطر القطارات الحاملة للركاب إلى التوقف في كلا الموقعين. وفتحت النيابة العامة تحقيقاً في “أفعال تخريب ذات طابع إرهابي” استهدفت البنية التحتية للسكك الحديدية وارتكبت لصالح أجهزة استخبارات أجنبية، مؤكدة أن هذه الأفعال خلقت “خطرًا داهمًا لحوادث مرورية برية، مهددةً أرواحَ وصحةَ عدد كبير من الناس ومُعرضةً ممتلكاتٍ على نطاق واسع للخطر”.
أُصلحت الأضرار في الموقعين ولم تُسجَّل إصابات، حسب ما أفادت به السلطات. وتأتي هذه الحوادث في سياق موجة من الحرائق وأعمال التخريب والهجمات الإلكترونية التي شهدتها بولندا ودول أوروبية أخرى منذ بدء روسيا غزوها الشامل لأوكرانيا في فبراير 2022.
وذكر توسك أن أحد مرتكبي هذه الأعمال مواطن أوكراني أُدِين في مايو من محكمة في لفيف بتهم “أعمال تخريب”، أما الآخر فهو من إقليم دونباس الذي تحتله روسيا، وقد دخلا معاً بولندا عبر بيلاروس هذا الخريف. وبعد الحوادث، يُعتقد أنهما غادرا الأراضي البولندية متجهين إلى بيلاروس.
وأضاف توسك أن إجمالي الموقوفين في قضايا التخريب داخل بولندا بلغ 55 شخصاً، فيما تم توقيف 23 منهم احتياطياً. ورداً على تصريحات توسك اتهم الكرملين السلطات البولندية بـ”روسوفوبيا”؛ فقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف لإحدى القنوات الحكومية الروسية إن “روسيا تُتَّهم بكل مظاهر الحرب الهجينة والمباشرة القائمة. في بولندا، يمكن القول إنّ الجميع يحاول أن يسبق القاطرة الأوروبية في هذا المضمار. والروسوفوبيا، بطبيعة الحال، تزدهر هناك.”
في السنوات الأخيرة قيّدت بولندا حركة الدبلوماسيين الروس على أراضيها وأمرت بإغلاق قنصليتين روسيتين، في إطار توترات دبلوماسية متصاعدة بين الطرفين.