إعلان حالة طوارئ على الحدود مع تشيلي يثير مخاوف من أزمة إنسانية
أعلن الرئيس البيروفي خوسيه جيري عبر منصات التواصل أنه سيفرض حالة طوارئ على الحدود المشتركة مع تشيلي، في خطوة أثارت تحذيرات من احتمال تفجّر أزمة إنسانية. ويأتي هذا الإعلان قبل أيامٍ قليلةٍ أكثر من أسبوعين على إجراء الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية في تشيلي.
تأتي هذه التطورات فيما يتنافس المرشح اليميني المتطرف خوسيه أنطونيو كاست مع اليسارية جيانيت جارا في الانتخابات المقررة في 14 ديسمبر؛ وقد تعهّد كاست باعتقال وترحيل المهاجرين غير الموثّقين في حال فوزه، مما دفع أعداداً متزايدة من المهاجرين، ولا سيما من فنزويلا، إلى عبور الحدود باتجاه بيرو هرباً من احتمالات التشديد.
جيري—الذي يُعدّ زعيماً يمينياً متشدداً وكان رئيساً للبرلمان قبل أن يخلف الرئيسة المعزولة دينا بولوارتي في أكتوبر—أكد نيّة إعلان حالة الطوارئ من خلال منشور مقتضب على منصة X، وقال: «سنعلن حالة طوارئ على الحدود مع تشيلي لتوليد الطمأنينة أمام خطر دخول مهاجرين بدون إذن».
وحذّر من أن هذا التدفّق قد «يهدد السلامة العامة» لسكان بيرو الذين يقدّر عددهم بنحو 34 مليون نسمة. وذكرت هيئة شرطة بيرو أن نحو مئة شخص تواجدوا عند المعبر الحدودي يوم الجمعة طلباً للدخول، كما بثّت وسائل إعلام بيروفية لعدة أيام مشاهد لعائلات تحاول عبور الحدود.
وسجّل تصاعد التوترات بعد أن صور كاست شريطاً انتخابياً على الحدود توجّه فيه إنذاراً للمهاجرين غير الموثّقين بأن يغادروا قبل 14 ديسمبر. ويقيّد القانون التشّيلي الرئيس الحالي غابرييل بوريك بولايةٍ رئاسيةٍ واحدةٍ مدتها أربع سنوات قابلة للترشّح مجدداً فقط بشكل غير متتالي، ومن المقرّر أن يؤدّي الرئيس الجديد اليمين في 11 مارس 2026، ويُعتبر كاست المرشح الأوفر حظّاً حالياً.
وجاء في شريط كاست: «لديكم 111 يوماً لمغادرة تشيلي طوعاية. إن لم تفعلوا سنوقفكم ونحتجزكم ونطردكم. ستغادرون بملابسكم فقط».
وفي وقت سابق من الأسبوع زار جيري أيضاً المنطقة الحدودية معلناً إرسال تعزيزات عسكرية إلى المعبر، فيما تشير تقديرات إلى وجود نحو 330 ألف شخص لا يحملون وثائق في تشيلي، دون أن يتضح فوراً عدد الذين عبروا مؤخراً إلى بيرو.
ومن جهته انتقد وزير الأمن التشّيلي لويس كورديرو أساليب حملة كاست، محذّراً من أن «الخطاب أحياناً يترك آثاراً»، ومشدّداً على أنه لا يجوز «استغلال البشر كوسيلة لإثارة الجدل الانتخابي»، لأن الهدف الأساسي يجب أن يكون تلافي وقوع أزمة إنسانية.