ناڤين سينغ خادكا — مراسل شؤون البيئه، خدمة بي بي سي العالمية
غيتي إيميجز
الهند ثالث أكبر مصدر لانبعاثات الكربون في العالم.
في قمة الأمم المتحدة للمناخ هذا العام (COP30) المقامة في مدينة بيلم البرازيلية، تتجه الأنظار بشكل رئيسي إلى الهند — الدولة التي تحتل المرتبة الثالثة عالمياً من حيث الانبعاثات الكربونية.
لم تقدّم نيودلهي بعد خطة مناخية أساسية مطلوب من الدول تقديمها كل خمس سنوات، في حين اعتبرت تقييمات دولية إجراءات الهند في مواجهة المناخ «غير كافية بشكل مقلق». ومع ذلك، تنفي الحكومة الهندية هذه التوصيفات.
تُعرف هذه الخطط بالمساهمات المحددة وطنياً (NDCs)، وهي تحديثات يتعين على كل عضو في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ تقديمها، ومن المتوقع أن تحمل أهدافاً أكثر طموحاً لخفض الكربون لأن العالم فشل حتى الآن في تحقيق خفض كافٍ لتفادي ارتفاع خطير في درجات الحرارة العالمية.
حتى الآن، قدّمت نحو 120 من أصل 196 دولة عضواً في الاتفاقية خططها المحدثة، ولا تزال الهند من بين الدول التي لم تقدم بعد.
ينص اتفاق باريس للمناخ الموقع في 2015 على هدف الحد من متوسط ارتفاع درجة الحرارة العالمية إلى ما دون درجتين مئويتين والسعي جاهداً لحد 1.5 درجة مئوية لتجنب تداعيات مناخية كارثية.
تشير وكالة برنامج الأمم المتحدة للبيئة إلى أن خفضاً في الانبعاثات السنوية يتراوح بين 35% و55% مقارنة بعام 2019 سيكون ضرورياً بحلول 2035 لمواءمة المسار مع أهداف اتفاق باريس.
لكن الانبعاثات واصلت الارتفاع تقريباً كل عام منذ ذلك الحين، وخطط المناخ التي قدّمت إلى الاتفاقية حتى 10 نوفمبر تظهر إمكانية تحقق خفض يقارب 12% فقط بحلول 2035 — وذلك في أفضل الأحوال إذا ما طبقت الدول سياساتها بالكامل.
تحذّر الوكالة من أن السياسات الحالية للانبعاثات تضع العالم على مسار يؤدي إلى ارتفاع بنحو 2.8 درجة مئوية خلال هذا القرن، ما يبرز الحاجة لرفع سقف الطموحات في خفض الكربون.
كان الموعد النهائي الأولي لتقديم تحديثات NDC3 في فبراير، لكنه مدَّد حتى سبتمبر بعد فشل أكثر من 90% من الدول الأعضاء في الالتزام به.
توجّهت الأنظار إلى كبار الملوثين مثل الصين والهند والاتحاد الأوروبي، لا سيما مع إعلان رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب مرة أخرى انسحاب بلاده من اتفاق باريس، ما أثار تساؤلات حول ما إذا كانت قوى كبرى أخرى ستتولى ملء الفراغ.
إلا أن عدداً كبيراً من الدول أخفق أيضاً في الوفاء بموعد سبتمبر. بينما شرعت بعض الدول في تقديم خططها قبل انعقاد COP30، كانت هناك توقعات بأن تقدم البقية ملفاتها أثناء القمة في بيلم.
قدّم بعضها خططه بالفعل، لكن الهند أبقت العالم في حالة ترقّب حتى صرّح وزير البيئة بهوبندر ياداف، قائد الوفد الهندي في بيلم، لوسائل الإعلام هذا الأسبوع بأن نيودلهي ستقدّم خطتها بحلول نهاية ديسمبر.
فلماذا تؤخر الهند تقديم خطتها المناخية رغم أن ذلك قد يجلب لها تغطية إعلامية سلبية خلال COP30؟
رغم أنها لم توضح موقفها تفصيلياً، تسعى نيودلهي إلى إبراز وجهة نظر تشاركها العديد من دول العالم النامية: وهي أن الدول الغنية تتحمّل مسؤولية تاريخية في خفض الانبعاثات وأن عليها تقديم دعم مالي أكبر بكثير للدول النامية.
قبل أسبوع من انطلاق COP30، كتب ياداف مقالة رأي في صحيفة Economic Times جادل فيها بأن «التقدم العالمي في قضايا المناخ لا يمكن أن يقوم على سجال لا ينتهي من النقاشات وحدها».
«لفترة طويلة، ظل العالم عالقاً في دورة من المفاوضات بينما تزداد إشارة استغاثة الكوكب وضوحاً». النص المرسل فارغ؛ لايظهر فيه أي محتوى لأعيد صياغته.