تزايد ملحوظ في غيابات مُراقبي الحركة الجوية الأمريكيين مع استمرار الإغلاق الحكومي
نُشر في 4 نوفمبر 2025
تواجه مطارات الولايات المتحدة اضطرابات واسعة في الرحلات الجوية وارتفاعًا كبيرًا في التأخيرات والإلغاءات، نتيجة ازدياد حالات الغياب بين مراقبي الحركة الجوية الذين يعملون منذ أكثر من شهرين من دون تلقّي أجر، وفقًا لإدارة الطيران الفدرالية (FAA)، التي حذّرت من “ضغطٍ هائل وإرهاق” يؤثران على الأداء التشغيلي.
خلال عطلة نهاية الأسبوع (الجمعة–الأحد) سجّلت منصة تتبُّع الرحلات FlightAware أكثر من 16,700 رحلة متأخرة و2,282 رحلة مُلغاة، فيما استمرّت المشكلات إلى مساء الاثنين حيث رصَد الموقع أكثر من 4,000 حالة تأخير ونحو 600 إلغاء في مطارات رئيسية مثل شيكاغو أوهار، دالاس فورت وورث، دنفر ونيوآرك.
أفادت إدارة الطيران الفدرالية على حسابها في X أن نحو نصف منشآتها الـ«Core 30» في المطارات الكبرى تُعاني نقصًا في الكوادر بسبب الإغلاق، مع بلوغ نسب الغياب في مطارات منطقة نيويورك حوالي 80 في المئة.
يكاد عدد مراقبي الحركة الجوية يصل إلى 13,000 موظف يعملون من دون أجر منذ بداية الإغلاق في الأول من أكتوبر، وهم يضمنون سلامة أكثر من 50,000 عملية جوية يومية عبر نظام المجال الجوي الوطني. ومع تزايد حالات الانقطاع عن العمل، اضطرت الإدارة إلى تقليل تدفق الحركة الجوية للحفاظ على معايير الامن والسلامة، مما تسبب في تأخيرات وإلغاءات متجددة.
وقالت FAA في تدوينة لها: “يجب إنهاء الإغلاق لكي يتقاضى هؤلاء المراقبون الأجور التي استحقوها ولتجنب المزيد من الاضطرابات والتأخيرات. عندما تحدث نقص في الكادر، ستقلل FAA من تدفق الحركة الجوية حفاظًا على السلامة، وقد يؤدي ذلك إلى تأخيرات أو إلغاءات.”
من جانبه، أشار وزير النقل الأمريكي شون دافي في مقابلة مع برنامج Face the Nation على شبكة CBS إلى أن تباطؤ حركة الرحلات واستمرار التأخيرات هي إجراءات متعمدة للحفاظ على سلامة الطيران. وقال: “نعمل ساعات إضافية لضمان سلامة النظام. سنبطئ الحركة، سترون تأخيرات وستُلغى رحلات لضمان سلامة النظام.” وأضاف أن العاملين الذين يغيبون أحيانًا للعمل في وظائف أخرى لتأمين سبل العيش لن يُطردوا، موضحًا: “عندما يتخذون قرارات لإطعام أسرهم، لن أفصل مراقبي الحركة الجوية.”
يدخل الإغلاق الحكومي يوم الثلاثاء يومه الخامس والثلاثين، ما يربطه بالإغلاق الذي شهده 2018–2019 كأطول إغلاق في تاريخ الولايات المتحدة. ووفق مركز السياسات الحزبي (Bipartisan Policy Center) في واشنطن، تم تعليق عمل ما لا يقل عن 670,000 موظف مدني فدرالي مؤقتًا بينما يواصل نحو 730,000 آخرين العمل من دون أجر.
المشهد الراهن يضع ضغوطًا متصاعدة على شبكة النقل الجوي الأمريكية ويطرح تساؤلات حادة حول مدة التحمل قبل أن تتفاقم الأثرات على الركاب والاقتصاد الوطني.