انتخب الحزب الليبرالي الديمقراطي الحاكم في اليابان يوم السبت الوزيرة السابقة سناء تاكايشي كأول زعيمة له، ما يمهّد الطريق أمام ترشحها المحتمل لرئاسة الوزراء في وقت لاحق من هذا الشهر.
أدلى أكثر من 900 ألف عضو في الحزب و295 نائباً من نواب الحزب بأصواتهم، فاختاروا المحافظة المتشددة تاكايشي في جولة الإعادة على حساب منافسها المعتدل شينجيرو كويزومي.
حصلت تاكايشي على 185 صوتاً من نواب الحزب مقابل 156 لمنافسها.
الحزب، الذي يحكم ائتلافياً مع شريكه الأصغر كوميتو، تحول إلى حكومة أقلية منذ خسارته للأغلبية في المجلس الأعلى للبرلمان في يوليو.
لكن مع انقسام المعسكر المعارض واستبعاد اتفاقه على مرشح موحّد، يُتوقّع على نطاق واسع أن تنتخبها البرلمانين كزعيمة لليابان في 15 أكتوبر.
في حال انتخابها، ستصبح المرأة البالغة من العمر 64 عاماً رابع رئيس وزراء في غضون خمس سنوات، وأول سيدة تتبوأ هذا المنصب في تاريخ البلاد.
وقبل ذلك بأيام استقال شيغورو إيشيبا من رئاسة الوزراء في أوائل سبتمبر بعد أقل من عام في المنصب، مستشهداً بالهزيمة التاريخية للحزب في انتخابات المجلس الأعلى في يوليو.
أثار الارتفاع الحاد في الأسعار خلال السنوات الأخيرة وتزايد أعداد المهاجرين سخطاً واسع النطاق تجاه الحكومة بين شرائح متعددة من المجتمع الياباني.
كما ارتفعت شعبية أحزاب يمينية شعبوية صغيرة، لا سيما حزب «سانسيتو» المعروف بمواقف علنية مناوئة للأجانب.
خيار قيادي مثير للجدل
من المرجح أن يؤدي فوز تاكايشي إلى توترات مع الصين وكوريا الجنوبية. فبعد فترة إيشيبا التي اتسمت بتوجهات أكثر ليبرالية نسبياً، من المرجح أن تعيد تاكايشي الحزب إلى مسار محافظ يميني.
وشغلت تاكايشي مناصب وزارية عدة، وأبدت مراراً موقفاً نقدياً من سياسة الهجرة ودافعت عن نهج صارم حيال الصين.
وبصفتها حليفة رئيس الوزراء السابق شينزو آبي الذي اغتيل عام 2022، تتشارك معها في مواقف قومية ومراجعات تاريخية مثيرة للجدل.
وتشتهر تاكايشي بزياراتها المتكررة إلى مزار ياسوكوني المثير للجدل في طوكيو؛ المزار الشنتوي الذي يكرّم الذين قضوا في حروب إمبراطورية اليابان، ويضم أيضاً أسماء مدانين من مجرمي الحرب الذين نُفّذ في حقهم أحكام بالإعدام.
ويرى المنتقدون في المزار رمزاً للميليشيا السابقة أو للسياسات العسكرية السابقة، وقد أدت زيارات السياسيين اليابانيين وتقديم القرابين هناك مراراً إلى إشعال التوترات مع الصين وكوريا الجنوبية، اللتين تكبّدتا معاناة هائلة على يد القوات اليابانية خلال الحرب العالمية الثانية.