بانكوك: بنوم بن يجب أن تعلن وقف إطلاق النار أولاً وتتعاون «بصدق» في إزالة الألغام على الحدود
نُشر في 16 ديسمبر 2025
طالبت الحكومة التايلاندية بأن تكون كمبوديا الطرف الذي يعلن أولاً وقف إطلاق النار لإيجاد مخرج للجولة الأخيرة من الاشتباكات بين الجارتين الجنوب‑شرقيّتين، بحسب بيان لوزارة الخارجية التايلاندية.
قالت المتحدثة باسم الوزارة، ماراتي ناليتا أندامو، خلال إحاطة عقدت في بانكوك يوم الثلاثاء، ونقلتها وكالة الصحافة الفرنسية، «بصفتها المعتدية التي عبرت إلى الأراضي التايلاندية، يتوجّب على كمبوديا أن تعلن وقف إطلاق النار أولاً». وأضافت أن على بنوم بن أيضاً التعاون «بصدق» في جهود نزع الألغام في المناطق الحدودية.
لم ترد كمبوديا فوراً على هذه المطالب. كل من البلدين اتهم الآخر ببدء الاقتتال، وتعلّل كل منهما بأنه تصرّف دفاعي وأن الطرف المقابل مسؤول عن استهداف المدنيين.
عشرات قتلى
أُشعلت الأعمال القتالية مجدداً إثر اشتباك وقع في 7 ديسمبر، في سياق نزاع طويل على حدود برية بطول 817 كيلومتراً. وأسفرت المواجهات المتجددة في مواقع متعددة عن مقتل ما لا يقل عن 32 شخصاً من جنود ومدنيين على جانبي الحدود، ونزوح نحو 800 ألف شخص، وفق تصريحات مسؤوليْن.
من موقع يضمّ نازحين داخلياً في محافظة سيساكيت التايلاندية، أفاد مراسل الجزيرة جاك بارتون بأن أصوات القتال لا تزال تتردد في المنطقة. وقال: «لا نزال نسمع القتال… بما في ذلك قذائف المدفعية التايلاندية الخارجة والصواريخ الكَمبودية من نوع غراد الذاهبة إلى الداخل».
إن وقف إطلاق النار الذي دفع به الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب وأنهى خمسة أيام من القتال الدامي في يوليو، تلاشى مع تجدد العنف الآن. حاول ترامب أيضاً التدخّل في الأزمة الأخيرة، وقال الأسبوع الماضي إن البلدين اتفقا على وقف لإطلاق النار يبدأ ليلة السبت، لكن القتال استمر يومياً منذ اندلاع الاشتباكات الأخيرة، ونفت بانكوك مرّةً صحة ادعاء ترامب بوجود هدنة.
لا ضغوط لوقف إطلاق النار: رئيس الوزراء التايلاندي
قال رئيس الوزراء التايلاندي أنوتين تشارنفيراكول للصحفيين، بحسب وكالة رويترز، إنه «لا أحد يضغط علينا. من يضغط على مَن؟ لا أعرف»، عند سؤاله عمّا إذا كان ترامب يحاول استخدام تهديدات الرسوم الجمركية كوسيلة لثني بانكوك عن مواصلة القتال.
في الأثناء، تحاول السلطات التايلاندية إيجاد سبل لإعادة حوالى 6000 مواطن عالقين جراء إغلاق كمبوديا منفذ بوبيت الحدودي.
قال هون سن، الزعيم السابق المؤثر والرئيس الحالي لمجلس الشيوخ الكمبودي، إن الإغلاق جاء لحماية المدنيين من ما وصفه بإطلاق نار عشوائي من قوات تايلاندية في المنطقة.
من جهته، ذكر سوراسان كونغسيري، المتحدث باسم وزارة الدفاع التايلاندية، أن «قتالاً مستمراً عبر الحدود» أُبلغ عنه في ثماني محافظات حدودية، فيما تعهّدت وزارة الدفاع الكمبودية بأن تظل قواتها «صامدة، شجاعة وثابتة في قتالها ضد المعتدي».
لقد أثّر التصعيد سلباً على المدنيين في المناطق الحدودية وعلى محاولات التوصل إلى حل أو تسويه، وتبقى الجهود الدبلوماسية غير كافية لوقف دوامة العنف حتى الآن.