انتخاب أنوتين تشارنفيراكول رئيساً للوزراء في تايلند
أقَرّ البرلمان التايلندي اختيار رجل الأعمال والسياسي أنوتين تشارنڤيراكول رئيساً للوزراء، ليكون بذلك ثالث رئيس وزراء يتسلم السلطة في غضون عامين بعد إقالة قيادية جديدة من منصبها. القرار جاء وسط أجواء من عدم اليقين السياسي المتجدد في بلد شهد حكومات أطيح بها عبر تدخلات قضائية وانقلابات عسكرية متكررة.
إقالة بايتونغتارن شيناواترا
قضت المحكمة الدستورية الأسبوع الماضي بعزل بايتونغتارن شيناواترا، المنتمية إلى أقوى سلالة سياسية في البلاد، لارتكابها مخالفات أخلاقية تتعلق بتعاملها مع نزاع حدودي مع كمبوديا. كانت إقالتها بمثابة ضربة قوية لعائلة شيناواترا التي هيمنت على المشهد السياسي منذ صعود والدها تاكسين عام 2001.
تحوّلات التحالفات البرلمانية
انسحبت حزب أنوتين، بهومجايثاي، من التحالف الذي كانت تقوده حركة فو تاي الخاصة بعائلة شيناواترا، وعقدت تحالفات جديدة مكنته من تأمين أغلبية كافية لتبوأ رئاسة الوزراء، رغم أن الحزب يملك فقط 69 مقعداً من أصل 500. التحالف مع حزب الشعب التقدمي كان الخيار الوحيد المتاح تقريباً، رغم التباين الأيديولوجي الحاد بين الطرفين.
مطالب حزب الشعب وشروط الدعم
فرض حزب الشعب شروطاً صارمة على دعمه لحكومة أنوتين: الدعوة إلى إجراء انتخابات خلال أربعة أشهر وبدء مسار تعديل الدستور الذي صاغته المؤسسة العسكرية. الحزب أعلن أنه سيدعم بقاء الحكومة حتى موعد الانتخابات فقط، دون الموافقة على أي تشريعات مطروحة، ما يترك حكومة أنوتين مقيدة اليدين وزمنياً مضغوطة الأداء.
الخلفية السياسية والشخصية لأنوتين
أنوتين، البالغ من العمر 58 سنة، سياسي مخضرم وذو سمعة كصانع صفقات. ينحدر من عائلة ثرية لها حضور سياسي وتجاري؛ والده تولى وزارات عدة وأسّس شركة إنشاءات عائلية هيئت لبناء المجمع البرلماني الجديد الذي جرت فيه جلسة التصويت. اشتهر أنوتين عندما كان وزير صحة في 2022 بتخفيف قوانين الماريجوانا، وهو أيضاً طيار متحمس يمتلك ثلاث طائرات خاصة.
انعكاسات على عائلة شيناواترا ومستقبل المشهد السياسي
تُمثّل صعود أنوتين هزّة كبيرة لعائلة شيناواترا وسياساتها الشعبوية التي كسبت قاعدة واسعة بين الشرائح الأدنى دخلاً، لكنها اصطدمت دائماً بنخبة بانكوك المحافظة والملكية. بايتونغتارن كانت خامس رئيس وزراء تُعزل بقرار محكمة دستورية من حكومات دعمتها أسرة تاكسين. وفي ظل تهميش حزب فو تاي الآن، ارتفعت التكهنات حول إمكانية عودة قائد الانقلاب السابق برايوث تشان أوتشا، وهو احتمال أقل قبولاً لدى كثيرين.
قضية تاكسين وحركته
غادر تاكسين البلاد بطائرة خاصة في وقتٍ راقبه الرأي العام بانتباه؛ ونشر لاحقاً أنه توجه إلى دبي للعلاج الطبي وينوي العودة لحضور جلسة استماع مقررة في 9 سبتمبر في قضية قد تعيده إلى السجن. حزب فو تاي، الذي برز بقوة في انتخابات 2023، وجد نفسه على الهامش بعد إقالة بايتونغتارن، وكان آخر مرشح له للمنصب شخصية ذات حضور عام ضعيف ووضع صحي متدهور.
الرهان الزمني والتحديات المقبلة
يبدأ أنوتين ولايته بعتقٍ نسبي: أغلبية محدودة، شروط تحالفية مقيدة، ومهلة زمنية قصيرة لإظهار تأثيرٍ ملموس قبل الانتخابات القادمة. أمامه مهمة قيادة بلد يمر بأزمة سياسية متجددة، وإقناع خصومه وشركائه أن حكومته قادرة على إدارة شؤون الدولة بتيقن واستقرار في ظرف قصير.