تبادل الأفكار — ما هي المدرسة وكيف نمارسها؟

لمحة عامة:

هذا المعلم يعيد طرح السؤال حول بنى التعليم التقليدية ويُدافع عن إدخال تغييرات بسيطة ذات مغزى — مثل تدريس الثقافة الماليّة، والفنون، والنشاط البدني — التي تُثري عمليّة التعلّم من دون أن تُعطّل الجوهر المنهجي للمناهج الدراسية.

التعليم واحد من أكبر الأنظمة التي نتعامل معها يوميًّا. كلّنا تقريبًا مررنا بتجربة تعليم رسميّة بشكل أو بآخر، ومن ثمّ فلكلٍّ منا ذكريات وملاحظات عن الذهاب إلى المدرسة أثناء النموّ. لذا اسمحوا لي أن أطرح بعض الأسئلة، مع التركيز على المراحل من الروضة وحتى الصف الثاني عشر:

– ما رأيك في جدول المدرسة اليومي والأسبوعي؟
– كيف تتصور أنّه تُختار المناهج الدراسية؟
– ما التغييرات التي تقترحها على المدارس التي درست فيها؟

لابدّ من الاعتراف أن المدارس تختلف اختلافًا واسعًا، وأن ثمة عناصر في منظومة التعليم قد لا نكون على دراية كافية بها، لذلك أستخدم تعابير مثل «أعتقد» و«أؤمن». ومع ذلك، أستطيع أن أفترض أن مجموعة من عشرة أشخاص غرباء لو تبادلوا ذكرياتهم عن التعليم في المراحل الأولى والثانوية لوجدوا تشابهات واضحة. ونظرًا لأننا كلّنا نمرّ بهذه التجربة، فكم مرة نتساءل فعلاً عن النظام الأكاديمي — مثل الأسئلة أعلاه — ونسأل «لماذا» يتعلّم الأطفال بهذه الطريقة، أو حتى «كيف» ينبغي أن تكون مدارسنا؟ وكم مرّة نمرّ مرور الكرام دون تساؤل؟

أنا لست محايدًا في هذا النقاش، ولهذا فمقالتي أقرب إلى افتتاحية رأي. أنا مناصر لإدخال مزيد من مواضيع الثقافة الماليّة، والفنون، والموسيقى، والتعليم المهنيّ، والنشاط البدني داخل المباني الصفية. المعايير الرسميّة للدولة مهمة وتحتاج إلى الاهتمام، لكن هل يعني ذلك أننا لا نملك وقتًا في اليوم لأن نُدرِج أشكالًا أخرى من التعلّم؟ إجابتي: لا! على سبيل المثال، ولاية ويسكونسن لديها معيار للتربية الماليّة لا تلتزم به كثير من المدارس المحلية في المراحل الأوّلية. الفنون تُنمّي التفكير، والموسيقى عبارة عن تطبيق للرياضيات باستمرار، وبحث بسيط على الإنترنت سيكشف الكثير من الدراسات الأكاديمية التي تُثبت فوائد النشاط البدني على التحصيل الدراسي.

يقرأ  قادة دول غرب البلقان يلتقون في لندن — محادثات حول الهجرة والأمن

بصفتي أبًا، عندما بدأنا أنا وزوجتي بالبحث عن مدارس لابننا الأكبر لم نكن نفكّر كثيرًا في تفاصيل الجدول المدرسي؛ الأمر كان مفهوماً ضمنياً بناءً على تجاربنا الذاتية. كذلك لم تُعرض علينا معلومات مفصّلة عن المناهج خارج إطار المواد العامة التي تُدرّس؛ لقد كان هذا الجانب مُختصَرًا. المدارس كانت — بالمعنى الحرفي — «لامعة» وتضع أفضل ما لديها في الواجهة. بالنسبة إليّ، لم تبدأ الأسئلة الجديّة حول ماذا نُدرّس وكيف ولماذا إلا مع وقت المساعدة بعد الواجبات المسائية، وبحقيقة عملي في مراحل K-8.

هناك طرق عدة لتحسين واقع التعليم، كما هو الحال مع أي نظام آخر ناقص. أحد الأساليب هو التركيز على الحلول الصغيرة والمكمّلة بدل محاولة قلب البنية الأساسية بأكملها. أؤمن أن التعديلات البسيطة قد تتراكم فتؤدي إلى تحسينات كبيرة. لقد قدّمتُ درسًا قصيرًا في الثقافة الماليّة مدته 20 دقيقة أسبوعيًا لطلاب الصف الثامن طوال فصلين دراسيين العام الماضي؛ هذا يُساوي نحو 11 ساعة سنويًا. الطلاب طبّقوا مهارات ماليّة حقيقية، اشتروا أسهماً في وقتها الحقيقي، وراكموا مبالغ على بطاقات هدايا. كل ذلك داخل وقت الدوام المدرسي، من دون أن يتداخل مع بقية المقررات.

إذن إلى أين نذهب بأفكارنا وتوصياتنا وحتّى شكاوانا؟ كم من نموذج التقديم الأكاديمي هو مجرد أمر مفروغ منه؟ أحيانًا نشعر أننا أفرادٌ صغار أمام مؤسسات تعليمية ضخمة؛ منفردين قد نكون كذلك، لكن معًا يمكننا بناء قوة تأثير. زوجتي بدأت مؤخرًا بالانخراط كمتطوعة في مدارس أطفالنا وتناقشنا كثيرًا حول منظمات أولياء الأمور والمعلمين (PTO). التطوّع بهذا الشكل ليس من نقاط قوتي وقد تأخرت في الانضمام فعليًا، لكن أحد أدوار هذه المنظمات هو طرح أفكار للتطوير والتنفيذ أمام إدارة المدرسة. أتساءل: لو ازدادت مشاركة الآباء، كيف سيبدو ذلك؟ المدارس تخدم الأطفال والعائلات؛ كيف يمكن تضخيم صوت جسم الطلبة الجماعي؟

يقرأ  حلفاء أوكرانيا: جهود إنهاء حرب روسيا وصلت إلى مرحلة حاسمة

من المهم أن نؤكد أن كل مجتمع تعليمي يختلف عن الآخر، وأن PTOs واللجان الأخرى تتفاوت في الحجم والتأثير، وأن استجابة المدارس لاحتياجات الطلبة قد تتباين. أكتب هنا من منطلق تجربتي الشخصية كفرد وكرجلٍ أب، ومع عشر سنوات من العمل والتدريس في المدارس؛ أعتقد أن هذا يجعل وجهة نظري ذات وزن. طالما هناك مجال لتحسين المدارس، فدعونا نستمر في الدفع للأمام. دعونا نستمر في طرح الأسئلة ومساءلة أنفسنا، كما ذكرت من خلال مثال التطوع. وبقدر ما يبدو الأمر فلسفيًا، لبدء هذه الحوارات يمكننا القول: ما هي المدرسة؟ وكيف «نمارس» المدرسة؟ أخبروني كيف سارت النقاشات…

بريندان من مدينة ميلووكي في ولاية ويسكونسن، مسقط رأس بطل NBA لعام 2021، نادي ميلووكي باكس. تزوّج هو وزوجته كاتريس عام 2009 ولديهما خمسة أطفال معًا. المعلّمين الذين عملت معهم كانوا داعمين، رغم أن بعض السياسات تحتاج لمراجعة في كثير من المدارسة.

أضف تعليق