الكرملين: لا يوجد جدول زمني دقيق لمحادثات وقف إطلاق النار بعد تصريح ترامب
تتكاثف الشكوك بشأن احتمال انعقاد لقاء سريع بين الرئيسين فلاديمير بوتين ودونالد ترامب لبحث وقف إطلاق النار في أوكرانيا. وأبدت موسكو الثلاثاء موقفا يُقلل من التوقعات بإحاطة قمة وشيكة، مشيرة إلى أنه «لا يوجد إطار زمني دقيق» وأن «التحضير للقاء بين زعيمي روسيا والولايات المتحدة قد يستغرق وقتاً».
وقال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، للصحفيين إن «لا تفاهم» لدى موسكو بشأن موعد محتمل للاجتماع المرتقب في بودابست، مما شكل إشارة قوية للتشكيك في ادعاء ترامب أن اللقاء قد يحدث خلال أسبوعين. وقال بيسكوف ان «لم يُحدد هنا إطار زمني دقيق» وأضاف: «هناك حاجة إلى تحضير جاد».
ظهرت بوادر تباطؤ أيضاً في تقارير أفادت بأن الاجتماع التمهيدي المخطط بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الأمريكي ماركو روبيو لن يُعقد هذا الأسبوع. واعتبر نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف أن من المبكر مناقشة تفاصيل الاجتماع التحضيري.
تبادلا لافروف وروبيو مكالمة هاتفية يوم الاثنين، وقد تكون المحادثة كشفت عن فروق في التوقعات. ونقلت شبكة سي إن إن عن مصادر مطلعة أن الاجتماع «طُوي، على الأقل في الوقت الراهن»، وأن مصدرًا واحدًا أشار إلى قلق أمريكي من التمسك الروسي بموقف «أقصى» بشأن شروط وقف النار. وصف لافروف التقرير بأنه «غير أمين» لكنه أصر على أن موقف موسكو لم يتغير منذ قمة ألاسكا قبل شهرين.
وأكد لافروف للصحفيين أن «روسيا لم تغير موقفها مقارنةً بما تم التوافق عليه خلال قمة ألاسكا»، وأنه نقل هذا الكلام مباشرة إلى روبيو. وأوضح الدبلوماسي أن مكان وتوقيت القمة القادمة بين ترامب وبوتين — التي أعلن عنها ترامب بعد مكالمة هاتفية مع بوتين في 16 أكتوبر — أقل أهمية من تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في ألاسكا.
في قمة أغسطس قال بوتين إن بلاده ملتزمة بإنهاء الحرب، لكنه أضاف أن «الأسباب الأساسية» للصراع يجب إزالتها لكي يكون أي اتفاق طويل الأمد. وتضمنت قائمة موسكو السابقة لتلك «الأسباب الأساسية» مطالب إقليمية ومطالبة بأن تبقى أوكرانيا محايدة، فضلاً عن تفكيك قدراتها العسكرية.
«بوتين يستمر في اختيار العنف»
رد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وعدد من القادة الأوروبيين باتهامات لموسكو بأنها تماطل في جهود السلام بينما تواصل «العنف والتدمير» ضد جارها. وجاء في بيان مشترك لزيلينسكي وثمانية قادة أوروبيين: «تكتيكات المماطلة الروسية أثبتت مراراً أن أوكرانيا هي الطرف الوحيد الجاد في السعي للسلام. يمكن للجميع أن يروا أن بوتين يستمر في اختيار العنف والتدمير».
يُعد التأجيل الظاهر للقمة انتكاسة أخرى لترامب، الذي وعد بإنهاء الحرب بسرعة لكنه فشل في انتزاع تنازلات ملموسة من موسكو. وبعد أشهر من الرسائل المتذبذبة دعا ترامب مؤخراً إلى تجميد خطوط القتال الحالية كنقطة انطلاق للمفاوضات، وهو موقف حظي بتبني من قبل زيلينسكي وعدد من القادة الأوروبيين.
ومع ذلك، رفض بوتين عدة دعوات لوقف إطلاق النار وتمسك بقائمة مطالب صلبة تشمل تنازلات إقليمية كبرى تراها كييف غير مقبولة. وتقول أوكرانيا إن لقاءً مباشراً بين بوتين وزيلينسكي ضروري لإحراز تقدم، بيد أن الكرملين استبعد إجراء محادثات مع الزعيم الأوكراني حتى يتم التوافق عملياً على صفقة سلام.