تتوالى التساؤلات حول إصلاح قوانين الأسلحة وتصاعد معاداة السامية بعد حادث إطلاق النار في شاطئ بوندي — أخبار العنف المسلح

رئيس وزراء استراليا يتعهد بمراجعة قوانين الأسلحة ويؤكد دعمه للأستراليين اليهود

تعهد رئيس الوزراء أنتوني ألبانيز بإجراء مراجعة شاملة لقوانين الأسلحة وتقديم دعم إضافي للمجتمع اليهودي في البلاد، بعد أن واجهت حكومته تدقيقًا واسعًا إثر حادث إطلاق نار مميت على شاطئ بوندّي في سيدني خلال احتفال محلي بالحنوكا. أسفرت الحادثة عن مقتل ما لا يقل عن 15 شخصًا، من بينهم فتاة تبلغ من العمر 10 سنوات، وأصيب العشرات.

قال ألبانيز أمام الصحفيين بعد زيارته مسرح الجريمة: «ما شاهدناه أمس كان فعلًا من أبشع أشكال الشر، فعلًا إرهابيًا وعنصريًا معادًا للسامية: هجوم في أول أيام الحنوكا استهدف المجتمع اليهودي. يوم قاتم في تاريخ أستراليا، في يوم كان يفترض أن يكون يوم نور».

وحددت السلطات المشتبه بهما كرجل يبلغ من العمر 50 عامًا وابنه البالغ 24 عامًا؛ توفي الأب في تبادل لإطلاق النار مع الشرطة، بينما يتلقى الابن العلاج في مستشفى محلي. وفي سياق مؤتمر الصحافة حثّ ألبانيز الأستراليين على إظهار التضامن مع اليهود ودعاهم إلى «إضاءة شمعة ووضعها في نافذة المنزل الليلة عند الساعة 6:47 مساءً (19:47 بتوقيت غرينتش) لإظهار أن النور سينتصر على الظلام».

مع ذلك، طالبت أصوات منتقدة الحكومة بإجراءات أكثر صرامة لاحتواء معاداة السامية والعنف المسلح. وبرز من بين أبرز المنتقدين رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، الذي حمّل حكومة ألبانيز الوسطية-اليسارية مسؤولية التقصير في حماية المجتمع اليهودي وربط الحادث بقرار أستراليا الأخير الاعتراف بدولة فلسطين. قال نتنياهو موجّهًا كلامه إلى ألبانيز: «نداؤكم من أجل دولة فلسطينية يضيف وقودًا إلى نار معاداة السامية» مضيفًا أنه «يمكّن من يهددون اليهود الأستراليين ويشجع كراهية اليهود التي تجوب شوارعكم».

أثار ذلك ردود فعل غاضبة واتهامات بأن نتنياهو يستغل المأساة لأغراض سياسية. وانتقد المقرر الخاص للأمم المتحدة بن سول نتنياهو لربطه بين دعم أستراليا المبدئي لدولة فلسطينية وهجوم بوندّي، وقال إنه مستاؤٌ من هذا الربط مشددًا أن أستراليا اتخذت تدابير واسعة لمنع معاداة السامية.

يقرأ  مراقب الاتحاد الأوروبي: عام 2025 على المسار ليشارك المرتبة الثانية كأشد السنوات حرارةً في سجلات القياس — أخبار أزمة المناخ

عندما سُئل عن تصريحات نتنياهو، أكد ألبانيز أن تركيزه ينصب على «جمع الناس معًا»: «هذه لحظة للوحدة الوطنية، لحظة يتوحد فيها الأستراليون — وهذا بالضبط ما سنفعله». وأضاف أن حكومته ستعزز التمويل والدعم لحماية أفراد المجتمع اليهودي، بما في ذلك تغطية تكاليف خدمات الحراسة، وتمديد التمويل للمجلس الوطني لأمن المجتمع اليهودي والمجالس الأمنية المجتمعية على مستوى الولايات، والعمل مع مؤسسات المجتمع اليهودي لدعم جهود جمع التبرعات، بما في ذلك عبر منح التبرعات وضعًا قابلاً للخصم الضريبي.

قوانين الأسلحة في استراليا تحت المجهر

أعلن ألبانيز أيضًا أنه سيعقد اجتماعًا مع رؤساء حكومات الولايات لمناقشة «قوانين أسلحة أشد صرامة، بما في ذلك تحديد عدد الأسلحة المسموح بحيازتها أو ترخيصها للأفراد». وقال: «ظروف الناس تتغير، ويمكن أن يُتطرّف الفرد على مدى فترة زمنية. لا ينبغي أن تكون الرخص دائمة». تأتي تصريحاته في ظل تساؤلات حول ستة أسلحة عُثر عليها في مسرح الحادث وكشوفات تفيد أن المشتبه به البالغ 24 عامًا كان قد خضع لمراجعات سابقة من قبل الشرطة.

كان المشتبه به الأكبر «توافق مع معايير الأهلية للحصول على رخصة أسلحة»، بحسب مسؤولين، بينما لم تُعتبر النتائج السابقة للمراجعات أن الابن يشكل تهديدًا في حينه. تشتهر أستراليا بكونها قد سنت أحد أشد قوانين الأسلحة في العالم بعد مجزرة بورت آرثر عام 1996 التي قُتل فيها 35 شخصًا، وشُيدت الإصلاحات آنذاك بقيادة رئيس الوزراء السابق جون هاورد ووصفت وقتها بانتصار للعمل الحزبي المشترك، إذ لم تقع حوادث إطلاق نار جماعي لسنوات تلت.

إلا أن تقريرًا حديثًا لمعهد أستراليا أشار إلى تراجع فعالية التنفيذ في السنوات الاخيرة وازدياد عدد الأسلحة في البلاد مقارنة بما كان عليه الوضع قبل 1996. وقال ألبانيز إن الإصلاحات «حققت فرقًا هائلًا» لكنها شدد على ضرورة مراجعات الآن لضمان تنسيق أفضل بين الولايات. ومن جهته قال كريس مينّز، رئيس وزراء نيو ساوث ويلز حيث وقع الهجوم، إنه سيجري مراجعات لقوانين الأسلحة محليًا مؤكدًا أن التغيير والإصلاح سيتمان وسيتركان أثرًا دائمًا.

يقرأ  نائب مدّعي عام المحكمة الجنائية الدولية يحذّر: قوات شبه عسكرية سودانية قد تكون متورّطة بارتكاب جرائم حرب في دارفور

يُشار إلى أن حادث بوندّي يأتي بعد سلسلة من حوادث إطلاق النار الجماعي في السنوات الأخيرة، منها هجوم 2022 في ويامبيلا بولاية كوينزلاند المرتبط بأيديولوجيا مسيحية متطرفة والذي أودى بحياة ستة أشخاص، والهجوم الذي نفّذه أسترالي في 2019 وقتل 51 شخصًا في مسجد بكرايست تشيرش بنيوزيلندا. الرجاء تزويدني بالنص الذي تريد إعادة صياغته
وترجمتة.

أضف تعليق