عاجل — لجنة أممية تعتبر أن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة ترقى إلى مستوى الابادة الجماعية
خلصت لجنة تحقيق دولية تابعة للأمم المتحدة، استناداً إلى إفادات مسؤولين إسرائيليين والأدلة الميدانية، إلى أن السياسات الإسرائيلية في قطاع غزة تشكّل إبادة جماعية. وأعلنت نافي بيلاي، رئيسة اللجنة الدولية المستقلة للتحقيق في الأراضي الفلسطينية المحتلة، النتائج في مقابلة مع قناة الجزيرة يوم الثلاثاء.
وقالت بيلاي إن اللجنة حدّدت، استناداً إلى التصريحات والأوامر الصادرة عنهم، كلّاً من رئيس الدولة إسحاق هرتسوغ ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف جالانت كأشخاص مسؤولين. وأضافت أن هؤلاء الأفراد كانوا وكلاء للدولة، وبموجب القانون تتحمل الدولة المسؤولية، «فلذلك نقول إن دولة إسرائيل هي التي ارتكبت الابادة الجماعية».
ورجّحت اللجنة، إلى جانب تصريحات المسؤولين الإسرائيلية، وجود «دلائل ظرفية» تقود إلى استنتاج النية الإبادةية. وخلص التقرير إلى أن السلطات والقوات الإسرائيلية تملك القصد الإبادي لتدمير الفلسطينيين في قطاع غزة كلياً أو جزئياً.
ردّت وزارة الخارجية الإسرائيلية بوصف نتائج التقرير بأنها «مزيفة»، وكتبت على منصة إكس أن كاتبي التقرير «يعملون كعملاء لحماس». وادعت الوزارة أن التقرير يستند كلياً إلى «أكاذيب حماس تم غسلها وتكرارها من قِبَل آخرين»، وأن إسرائيل ترفض بشدة هذا التقرير المزور وتطالب بحل لجنة التحقيق فوراً. كما دان السفير الإسرائيلي لدى جنيف، دانيال ميرون، نتائج التقرير واصفاً إياها بـ«الفضيحة» و«الافتراء».
«قَتْل متعمد» واستخدام ذخائر عالية التأثير
أورد التقرير أن جنوداً إسرائيليين قتلوا مدنيين في غزة عمداً باستخدام ذخائر ذات تأثير واسع. وخلصت اللجنة إلى أن السلطات الإسرائيلية ارتكبت جريمة ضد الإنسانية تتمثّل في الإبادة في قطاع غزة عبر قتل مدنيين فلسطينيين، مشيرة إلى أن عدد الضحايا ليس شرطاً لتشكيل جريمة إبادة، لكن يمكن أن يؤخذ في الاعتبار لإثبات نية الإبادة.
بدأت الحرب الإسرائيلية على غزة في 7 أكتوبر 2023، بعد هجوم شنته حركة حماس في جنوب إسرائيل أسفر عن مقتل 1,139 إسرائيلياً وأسر 251 شخصاً، لا يزال 48 منهم محتجزين في غزة. ومنذ ذلك الحين استمرت الهجمات الإسرائيلية الواسعة والمكثفة عبر القطاع، وأسفرت، بحسب وزارة الصحة في غزة، عن سقوط ما لا يقل عن 64,905 قتيلاً وإصابة 164,926 شخصاً حتى يوم الإثنين.
على وقع نتائج التقرير تصاعدت الهجمات الإسرائيلية على غزة، وقال وزير الدفاع الإسرائيلي إسحاق كاتس في الساعات الأولى من يوم الثلاثاء إن القطاع «في حالة احتراق». وذكرت مصادر طبية للجزيرة أن ما لا يقل عن 41 فلسطينياً قتلوا منذ الفجر في أنحاء القطاع، بينهم 37 قتيلاً في مدينة غزة وحدها.
تصعيد العنف مستمر، والتوصيات القانونية ونداءات المجتمع الدولي باتت في صدارة النقاش بعد هذا التقرير الذي يمثّل لحظة فارقة في متابعة جرائم الحرب والانتهاكات في الأراضي الفلسطينية المحتلة.