تحويل التعليم الريفي رؤية جديدة لنجاح المسارات المهنية

د. ج. كليف بايلوت
مدير التعليم المهني والتقني، مركز فيرفيلد للمهارات والتكنولوجيا، وينزبورو، ساوث كارولينا

مواجهة التحدي

في مقاطعة فيرفيلد، التي كانت تعتمد سابقاً على قطاعَي التصنيع والنقل، أدت التحولات الاقتصادية إلى تقلّص حاد في سوق العمل المحلي. المشهد الحالي يختلف جذرياً عما عرفته الأجيال السابقة؛ فقد غادرت المنطقة شركات كبرى كانت تشكّل ركيزة للوظائف مثل MAC Truck وHON Furniture وRite-Aid ومحطة SC&G النووية، ولم تبقَ أمام الأهالي سوى فرص محدودة تتركز في شركات مثل إيليمنت تي في وقطاع الوجبات السريعة.

هذا النَقص في التنوع المهني يحدّ من وعي الطلاب ويضعف استعدادهم لدخول قطاعات ناشئة مثل الرعاية الصحية والتصنيع المتقدّم والتكنولوجيا. من دون احتكاك بشركات مثل Michelin أو Nucor أو بقطاع الأمن السيبراني والتقنيات الرقمية، يصعب على كثير من طلابنا تخيّل مسارات مهنية تتجاوز ما يرونه في محيطهم المباشر. ونتيجة لذلك، نفقد مواهب محلية، إذ يغادر الخريجون الحاصلون على شهادات أو تراخيص المقاطعة بحثاً عن فرص خارجها.

خمس حلول نفذناها

1. الاستفادة من موارد Discovery Education وشراكات الصناعة
لتوسيع آفاق الطلاب وتعميق فهمهم لمسارات العمل المحتملة، استفدنا بشكل استراتيجي من موارد التعليم الرقمي المتاحة عبر Discovery Education وأقمنا شراكات مع منظمات مثل تحالف ميدلاندس للتعليم والأعمال (MEBA). مكنتنا هذه الشراكات من تقديم فرص استكشاف مهني افتراضية وحضورية على حد سواء، عرّفنا فيها الطلاب على مجموعة واسعة من المهن وعززنا الربط بين التعلم والفرص المحلية في المنطقة بما يشجع التفاعل المجتمعي.

2. خلق فرص التظليل الوظيفي (Job Shadowing)
إيماناً بأهمية التجربة الواقعية، أدخلنا برنامج التظليل الوظيفي الذي يتيح للطلاب مرافقة محترفين في ميادين متنوّعة لمراقبة العمل اليومي وفهم بيئات العمل والمهام الفعلية. هذا الربط بين الصف والمدرسة والحياة المهنية يمكّن الطلاب من اتخاذ قرارات مستقبلية أكثر وعيًا وثقة.

يقرأ  مفارقة تبنّي الذكاء الاصطناعي:نحو بناء دائرة من الثقة

3. الشراكة مع ائتلاف التنمية الاقتصادية
عملنا عن كثب مع ائتلاف التنمية الاقتصادية المحلي لبناء جسور بين المدارس وأصحاب العمل الإقليميين. من خلال فعاليات ومبادرات مشتركة تعرّف الطلاب بصورة مباشرة على أسواق العمل المتغيرة والمهارات المطلوبة وسبل الدخول إلى فرص مهنية متاحة داخل منطقتنا.

4. مواءمة برامج التعليم المهني والتقني مع احتياجات السوق
قمنا بإعادة هيكلة منهج مركز فيرفيلد للمهارات والتكنولوجيا لتتطابق برامجنا مع احتياجات سوق العمل المحلي والإقليمي المتجددة. الآن، نجهّز الطلاب لشغل وظائف مطلوبة في الرعاية الصحية، والاتصالات الرسومية، والضيافة، والتصنيع المتقدّم. يحصل طلابنا مثلاً على شهادات فنيي رعاية المرضى المعتمدين، وسحب الدم (فلبتوميست)، وترخيص الحلاقة والتجميل، واختصاصات في الاتصال الرسومي وتقنيات التصنيع المتقدّم، ما يضمن تخرجهم جاهزين لدخول سوق العمل بدخل مستدام وذو معنى.

5. توسيع الوعي المهني خارج القطاعات التقليدية
سعينا عمداً لتوسيع آفاق الطلاب إلى مجالات ناشئة في تكنولوجيا الرعاية الصحية، والابتكار الرقمي، والتصنيع المتقدّم، مواكبين بذلك طبيعة العمل المتغيرة وأهمية المهارات المتخصّصة. عبر توسيع منظورهم وتعريفهم بقطاعات عالية النمو نساعدهم على تصور مستقبل كان يبدو سابقاً بعيد المنال.

رؤية جديدة لنجاح الريف المهني

من خلال هذه المبادرات سعيت إلى إعادة تشكيل نظرة طلاب مقاطعة فيرفيلد للتعليم المهني والتقني، لأرى مركز فيرفيلد ليس مجرد مدرسة مهنية تقليدية، بل منشأة تدريبية متخصصة تُعدّ الطلاب للنجاح في مجالات مهنية ديناميكية ومطلوبة. والأهم من ذلك أن هذا العمل يهدف إلى تقوية مجتمعنا—بناء جيل من المهنيين المؤهلين والدافعين القادرين على الإسهام في اقتصادنا المحلي وبناء حياة ذات معنى في أماكنهم.

بجمع شراكات مبتكرة، ومناهج متوافقة مع السوق، وتجارب واقعية، نساعد طلاب الريف على رؤية عالم الإمكانات المتاح لهم وتزويدهم بالأدوات اللازمة لتحقيق نجاح مهني مستدام.

يقرأ  المراحل الأربع للكفاءةدليل احترافي لمتخصّصي التعليم الإلكتروني

نبذة عن د. ج. كليف بايلوت

بصفتي قائدًا تربوياً متمرسًا أمتدّت خبرته لأكثر من 27 سنة، أشغل حالياً منصب مدير التعليم المهني والتقني في دائرة مدارس مقاطعة فيرفيلد. طوال مسيرتي المهنية—بوصفى معلماً، مدير مدرسة، نائب مدير، مستشاراً مدرسياً ومتخصّصاً في الصحة النفسية—شهدت عن قرب التحديات التي تواجه الطلاب في المناطق الريفية في الوصول إلى فرص مهنية متنوعة تتجاوز الصناعات المحلية التقليدية.

ينبع شغفي بمساعدة الطلاب على اكتشاف مسارات مهنية ذات معنى من خلفيتي المهنية والتزامي بالقيادة التربوية. أحمل درجات علمية متعددة، بما في ذلك ماجستيران في استشارات إعادة التأهيل والإرشاد المدرسي، ودرجة أخصائي ودكتوراه في القيادة التربوية. كما أحمل شهادات مهنية وإدارية (شهادة المشرف)، وشهادة المجلس الوطني للارتقاء بالمهنة التعليمية في الإرشاد المدرسي على مستوى K‑12—مؤهلات تُجسّد رغبتي في تمكين كل طالب من الفرصة للازدهار.

أضف تعليق