تخفيض المساعدات الأمريكية يدفع فتيات الروهينغا نحو الزواج ويزجّ بالأطفال في أعمالٍ شاقة | أخبار الروهينغا

نُشر في 18 ديسمبر 2025

انقر للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي — مشاركة

أدت التخفيضات العميقة في المساعدات الخارجية التي أقرتها إدارة رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب هذا العام، إلى جانب تقليصات مماثلة من مانحين آخرين، إلى اغلاق آلاف المدارس ومراكز الشباب في مخيمات اللاجئين الروهينجا في بنغلاديش، مما دمّر برامج حماية الطفل الحيوية وحرم آلاف الأطفال من ملاذات أساسية.

النتائج مروعة: فتيات أجبرن على الزواج، أطفال في سن العاشرة دفعوا للعمل الشاق، وبعض الفتيات اللاتي لم تتجاوز أعمارهن 12 عاماً تم إجبارهن على ممارسة الدعارة.

رغم أن وزارة الخارجية الأميركية تقول إنها قدمت أكثر من 168 مليون دولار من المساعدات للروهينجا منذ تولي ترامب السلطة، وتبرر ذلك بتحسين الكفاءة وتحمّل مسؤولية تمويلية مشتركة بين الدول المانحة، فإن الواقع على الأرض لا يزال كارثياً.

في لحظات نادرة من الانفراد، وبين صفعات زوجها، تبكي حسينة (17 عاماً) على المدرسة التي كانت تمثل لها ملاذاً في عالم قاسٍ بلا رحمة.

منذ أن قتل الجيش في ميانمار والدها عام 2017 واضطرت هي ووالدتها وشقيقاتها إلى الفرار إلى بنغلاديش، شكّلت المدرسة ملجأها من متحرّشي المخيم ومن خطر الزواج القسري. ثم، في يونيو عندما كانت حسينة في السادسة عشرة، أعلن مدرسها أن تمويل المدرسة قد قُطع. المدرسة تغلق. وفي لحظة تبخّرت طفولتها وتعليمها.

مع اختفاء فرص التعليم وخوف أسرتها من تردي الأوضاع نتيجة تقليص المساعدات، تزوجت حسينة — مثل مئات الفتيات القاصرات — بسرعة، والآن تعاني، كغيرها، من إساءات من زوجها.

«حلمت أن أكون شيئاً، أن أعمل لصالح المجتمع» تقول حسينة بصوت خافت. وتحتفظ وكالة الأسوشيتد برس باسمها الكامل لحمايتها من انتقام زوجها. «حياتي محطمة».

يقرأ  كوريا الجنوبية تطلق طلقات تحذيرية بعد عبور سفينة كورية شمالية للحدود البحريةأخبار نزاعات الحدود

في بناية خانقة قرب مأواها الضيق، تعبث حسينة بعصبية بغطاء هاتفها الوردي المكتوب عليه «Forever Young». ورغم صغر سنها، دفعتها التخفيضات إلى نضج قسري — وإلى رعب بالغ. بعد الزواج مباشرة عَزلها زوجها عن عائلاتها وبدأ يسيء إليها جسدياً وجنسياً. تحلم بالمدرسة التي تفوّقت فيها في الإنجليزية وطالبت أن تصبح معلمة؛ أما الآن فهي محصورة في مأواها تؤدي أعمالاً منزلية وتعيش على وقع الخوف من الاعتداء التالي.

كانت ستهرب لو أمكنها، لكن ليس لديها مكان تذهب إليه. العودة إلى ميانمار مستحيلة بينما لا يزال الجيش المسؤول عن الإبادة الجماعية عام 2017 يسيطر على وطنها. زوجها الآن يتحكّم في مستقبلها، وهي بالكاد ترى مستقبلاً على الإطلاق.

«لو لم تُغلق المدرسة» تقول، «لما وجدت نفسي محبوسة في هذه الحياة».

الوضع يزداد خطورة بالنسبة إلى نحو 600,000 طفل يعيشون في هذه المخيمات المزدحمة. تفيد اليونيسف بأن انتهاكات حقوق الطفل تصاعدت هذا العام بشكل كبير: حالات الخطف والاختطاف تضاعفت أكثر من أربعة أضعاف لتصل إلى 560 حالة مقارنة بالعام الماضي، والتقارير عن تجنيد الجماعات المسلحة للأطفال ارتفعت ثماني مرات لتطال 817 طفلاً.

في مخيمات بنغلاديش، قلّصت الولايات المتحدة تمويلها بنحو النصف مقارنة بالعام الماضي، بينما يظل الاستجابة الطارئة لأزمة الروهينجا ممولة بنسبة 50 بالمئة فقط لعام 2025. وعلى الرغم من أن اليونيسف أعادت توجيه بعض الأموال المتبقية لإعادة فتح معظم مراكز التعلم التابعة لها، فإن العديد من المدارس التي تديرها منظمات إغاثية أخرى ما تزال مغلقة، تاركة آلاف الأطفال بلا تعليم.

أضف تعليق