أسفرت الانهيارات الأرضية والفيضانات الناجمة عن أمطار موسمية أشدّ من المعتاد عن مقتل أكثر من 850 شخصًا في باكستان منذ يونيو/حزيران. غير أن خمس صور يُقال إنها تُظهر الوضع في إقيلم البنجاب قديمة، وقد نُشرت سابقًا في تقارير عن فيضانات عام 2022.
ورد في منشور باللغة الأردية على منصة X بتاريخ 29 أغسطس 2025 دعاء نصه: «اللهم يا خالق الأرض والسماوات، يسر على عبادك. اجعل هذا المطر مصدر حياة ورحمة لا مصيبة وبلاء. احمِنا من الفيضانات والابتلاءات وادخلنا في ملجأك. آمين». أُرفق بالمنشور وسم يشير إلى “#LahoreFlood” في إشارة إلى مدينة لاهور عاصمة إقليم البنجاب.
تضمنت المنشورات صورة لرجل يحمل سريرًا تقليديًا (تشربوي) وجلس طفل عليه، إلى جانب صورة أحدث لزوجين مُسنين يَجْبِران على الخوض في مياه الفيضانات — وقد أفادت وكالة رويترز أن هذه الصورة أُخذت في إقليم السند في آب/أغسطس. أضافت وكالة الأنباء الفرنسية (AFP) علامة X حمراء على لقطة شاشة لأحد المنشورات المضللة.
نُشِرت أيضًا مجموعة صور تُظهر إجلاء أشخاص بالقوارب على تيك توك في 29 أغسطس، وانتشرت لاحقًا عبر إنستغرام. وفي 31 أغسطس شارك موقع الأخبار المحلي البارز ARY News منشورًا على منصة X يعرض حيًا غارقًا مع تحديثات عن الفيضانات.
تغذت ثلاثة أنهار رئيسية بالمياه نتيجة الأمطار الموسمية، ما أثر في إقليم البنجاب — القلب الزراعي للبلاد والمأوى لنحو نصف سكان باكستان البالغ عددهم نحو 255 مليون نسمة. طالت الفيضانات في المقام الأول المناطق الريفية قرب ضفاف الأنهار، لكنها اجتاحت أيضًا أحياء حضرية من بينها أجزاء من مدينة لاهور.
رغم أن موسم المونسون الموسمي في جنوب اسيا مهم لهطول الأمطار الذي يعتمد عليه الفلاحون، فإن تغيّر المناخ يجعل هذا النمط أكثر تذبذبًا وحِدَّةً، مع تداعيات قاتلة، وقد قُتل أكثر من 850 شخصًا منذ يونيو.
أظهرت عمليات البحث بالعكس (reverse image) والبحث بالكلمات المفتاحية أن الصور المتداولة تعود إلى فيضانات عام 2022 التي غمرتها مياه المونسون واضطرت ثلث البلاد للغرق وقتلت ما لا يقل عن 1,190 شخصًا. ونُشِرت الصورة الأولى — لرجل يخوض مياهً موحلة حاملاً طفلاً على سرير تقليدي — عبر وكالة European Pressphoto Agency في 30 أغسطس 2022، ووُصفت بأنها تُظهر أشخاصًا في إقليم خيبر بختونخواه.
الصورة الثانية التي تُبيّن مجموعة تحمل متاعها عبر مياه الفيضان ظهرت سابقًا في تقرير لرويترز بتاريخ 29 أغسطس 2022 حول الكارثة آنذاك. أما صورة رجال الزي الرسمي الذين يجرون عمليات إجلاء بالقوارب فموجودة في أرشيف وكالة الأناضول التركية مؤرخة في 27 أغسطس 2022، وتُنسب لجهود الجيش الباكستاني في عمليات البحث والإنقاذ.
التقط مصور تابع لـ AFP صورة لطفل رضيع يُحمل من قِبَل ركاب قارب في 24 أغسطس 2022، وذكرت الوكالة أنها تُظهر سكانًا وصلوا بالقوارب بعد إجلائهم إثر أمطار مونسونية غزيرة في منطقة راجانبور بإقليم البنجاب. كما تضم أرشيفات AFP صورة لحي سكني غارق التُقِطَت في 29 أغسطس 2022 في إقليم بلوخستان.
خلاصة الأمر: الصور المتداولة على أنها حديثة في واقعها قديمة ومأخوذة خلال فيضانات 2022، ووسائل الإعلام ووكالات الأنباء قد وثقت هذه اللقطات آنذاك، فيما واصل التحقيق البصري نفي الادعاءات الكاذبة المتداولة حول الفيضانات الحالية. AFP نشرت كذلك توضيحات أخرى نفت مزاعم إضافية متصلة بهذه الفيضانات.