مع تزايد المخاوف من انقطاع تمويل برنامج المساعدة الغذائية التكميلي (SNAP) في الولايات المتحدة اعتباراً من الأول من نوفمبر، انتشر على وسائل التواصل مخطط فيروسي يدّعي أن غالبية مستفيدي مساعدات الطعام في البلاد من غير البيض وغير المواطنين.
حمل المخطط عنواناً يصف “حصص مستفيدي قسائم الطعام بحسب العِرق/الأصل” وضم 36 مجموعة مسماة غالباً باسم جنسيات (مثل أفغاني، صومالي، عراقي) إلى جانب فئات عرقية مثل الأبيض والأسود والأصل الأميركي الأصلي. بدا في الرسم أن أفغاناً هم أكبر مجموعة تتلقى فوائد SNAP بنسبة 45.6%، تليهم الصوماليون بـ42.4% ثم العراقيون بـ34.8%، بينما وُصفت الفئة الممثلة بالعلم الأمريكي بأنها في ذيل القائمة تقريباً بنسبة 8.6%.
سبب التهديد بانقطاع تمويل SNAP هو الإغلاق الحكومي الفيدرالي الذي بدأ في الأول من أكتوبر. يوفر البرنامج مزايا لشراء الغذاء للأسر منخفضة الدخل، لكن بعض التيارات المحافظة روّجت لرواية مضللة مفادها أن الديمقراطيين يسعون لتوسيع الرعاية لغير المهاجرين النظاميين، وما تَناقله متداولو المخطط أعاد تدوير هذه الحجة.
المخطط نفسه لا يعكس الصورة الكاملة لتوزيع المستفيدين بحسب العِرق أو المواطنة. المصدر الأكثر موثوقية لتفصيل تركيبة المستفيدين هو وزارة الزراعة الأمريكية (USDA). وفق أحدث بيانات متاحة من 2023، تشكل الفئة البيضاء أكبر نسبة بين مستفيدي SNAP بمعدل 35.4%، يليها الأميركيون من أصل أفريقي بنسبة 25.7%، ثم ذوو الأصول اللاتينية 15.6%، والآسيويون 3.9%، والسكان الأصليون 1.3%، ومتعددو العِرق 1%، وبقيت سَبعة عشر بالمئة من الحالات بلا تصنيف عرقي معروف.
كما وجدت تقارير الوزارة أن 89.4% من مستفيدي SNAP هم مواطنون مولودون في الولايات المتحدة، ما يعني أن أقل من 11% من المشاركين هم من المولودين خارج الولايات المتحدة. من هؤلاء، 6.2% أصبحوا مواطنين متجنسين، و1.1% لاجئون، و3.3% فئات غير مواطِنة أخرى تشمل المقيمين الدائمين الشرعيين وغيرهم من غير المواطنين المؤهلين.
أكّد خبراء أن مجموعات مثل الأفغان والعراقيين والصوماليين قد تُسجل نسباً مرتفعة من بين الأسر المتلقية للمزايا في مسح معيّن، لكنهم يظلون “حصة صغيرة من مجموع الأسر ونفقات SNAP” كما أوضحت تريسي روف، أستاذة العلوم السياسية في جامعة ريتشموند.
من أين أتى المخطط؟ نشأ عن تدوينة في يونيو على موقع يقدم نصائح مالية حملت استشهاداً بجدول مكتب التعداد الأمريكي (الجدول S0201). اعترف الموقع نفسه بأنه لا يضمن اكتمال أو دقة المعلومات، ويبدو أنه اختار مجموعات بعينها لأن مُعدّي الرسم رأوا أنها ستكون أكثر جذباً لمتابعيهم.
البيانات المستخدمة استُخرجت من مسح المجتمع الأمريكي (American Community Survey) لعام 2024 مفلترة حسب 49 مجموعة عرقية/أصلية، وتضمّ عموداً يظهر «الأسر التي تتلقى قسائم طعام/SNAP»، فتطابقت نسب هذا العمود إلى حد ما مع أرقام المخطط. لكن الجدول لا يبيّن ما نسبة كل مجموعة من إجمالي مستفيدي SNAP، ولا يفرق بين المنظور القائم على السلالة/الأنساب وبين حالة المواطنة.
قال جوزيف لوبريرا، مدير أبحاث فريق المساعدة الغذائية في مركز الميزانية والسياسات للأولويات: السياق مفقود، وهذا الرسم مضلل وقد يخدع الجمهور إلى الاعتقاد بأن كثيراً من غير المواطنين يشاركون في SNAP، وهذا غير صحيح. مسح المجتمع الأمريكي يعتمد على تعريفات ذاتية للعرق والأصل—ويعرّف “الأصل” بكونه الأصل الإثني أو الانحدار أو مكان الميلاد أو جذور الأجداد قبل الهجرة إلى الولايات المتحدة.
كما نبهت كولين هيفلن، خبيرة انعدام الأمن الغذائي وسياسات الرفاه بجامعة سيراكيوز، إلى أن سؤال الحصول على مزايا SNAP في المسح تقرير ذاتي ومعروف عنه وجود هامش كبير من أخطاء القياس مقارنةً ببيانات إدارة البرنامج الإدارية.
تتوسع الصورة عندما نأخذ بعين الاعتبار أحكام الأهلية. كانت فئات مثل اللاجئين وطالبي اللجوء مؤهلة للحصول على SNAP فورياً قبل تمرير قانون أُطلق عليه “One Big Beautiful Bill Act”، كما قد تُسهّل أوضاع الهجرة التي يتمتع بها بعض الأفغان والعراقيين حصولهم على المساعدة. المقيمون الدائمون الشرعيون يخضعون عادةً لفترة انتظار خمس سنوات ليصبحوا مؤهلين. ومع ذلك، تغيّرت الأهلية بعد تمرير ذاك القانون فأصبحت بعض فئات اللاجئين وطالبي اللجوء غير مؤهلة الآن، والمهاجرون غير قاانونيين لم يكونوا ولا هم مؤهلون أبداً للحصول على SNAP.
الخلاصة: الرسم الفيروسي يعكس نسبة الأسر التي أبلغت عن حصولها على مزايا في مسح معيّن بحسب أصل أو انتماء، لكنه لا يقدّم دليلاً على أن غالبية مستفيدي SNAP هم من غير المواطنين أو أن الدولة “تموّل أجانب” كما يزعم البعض؛ البيانات الإدارية الرسمية تُظهر توزيعات مختلفة بكثير وتوضّح أن أغلب المستفيدين مواطنون امريكيون.