لمحة عامة
منذ تأسيس موقع PolitiFact في 2007، كان تتبُّعه لنانسي بيلوسي مستمراً، وهي التي أعلنت تقاعدها الذي سيصبح نافذاً في يناير 2027. أول عملية تدقيق حقائق أجريناها بشأن بيلوسي كانت في 25 أغسطس 2008، حين وصفت المرشح الرئاسي آنذاك باراك أوباما بأنه كان عضواً في مجلس تشريعي ولديه سجل تعاون عبر الحزبين؛ قيّمنا ذلك بـ«نصف صحيح». إجمالاً قيّمنا تصريحات بيلوسي 56 مرة على مقياس Truth‑O‑Meter، وكان التقييم الوسيط «نصف صحيح».
مكانتها القيادية وأسلوبها
يعتبر المحللون السياسيون بيلوسي (85 عاماً) من أكثر القادة التشريعيين فاعلية في التاريخ الأمريكي المعاصر. بوجود أغلبية ضئيلة في أحيان كثيرة، استطاعت غالباً توحيد كتلها وراء أهداف تشريعية متعلقة بالرعاية الصحية والبيئة وقضايا أخرى. كانت قدرتها على جمع التبرعات سبباً رئيسياً في بقائها زعيمة الأقلية بعد خسارتها مطرقة الرئاسة في انتخابات التجديد النصفي 2010، ثم عودتها إلى منصب الرئيسة في 2018 عندما استعاد الديمقراطيون الأغلبية. خسرت المنصب مرة أخرى عندما انتصر الحزب الجمهوري في 2022، فرَكَنت من القيادة لكن بقيت عضواً عادياً في المجلس.
خارج الأضواء، كانت بيلوسي فعّالة في غرف تبديل الأزياء بالمبنى وفي العشاءات الخاصة؛ أما الجمهوريون فركّزوا على أسلوبها البلاغي المحرج أحياناً أمام الكاميرات وتمثيلها لواحد من أكثر الدوائر تحرراً، سان فرانسيسكو.
حملات الافتراء ضدها
انتشرت على الإنترنت اتهامات كثيرة كاذبة ضد بيلوسي: اتهامات بالسكر العلني مراراً، بصرف مبالغ فاحشة على شعرها، بالسقوط أو البكاء علناً، بالاعتقال أو الاختفاء، بالتحالف مع زعماء مخدرات مثل «إل تشابو»، بتصريحات قللت من الأمريكيين، حتى اتهامات بالخيانة أو بالإعدام. عندما تعرّض زوجها بول لاعتداء في منزله في 2022 على يد مهاجم مطرقة، انتشرت نظريات مؤامرة، بعضُها روجه دونالد ترامب وآخرون، مفادها أن الحدث كان «علم مزيف» (false flag).
مواجهات بارزة مع ترامب
العلاقة البليغة بين بيلوسي وترامب اتسمت بالتصعيد الكلامي. بعد إعلانها التقاعد، وصفها ترامب «امرأة شريرة». في 2018 زعم ترامب خطأً أن بيلوسي «أيدت عصابة MS‑13»؛ ما كان صحيحاً. في 2020 مزقت بيلوسي نسخة ورقية من خطاب حالة الاتحاد لترامب، فادعى هو أنها مزقت النسخة الرسمية المخزنة في السجلات الرئاسية واصفاً فعلها بأنه جريمة؛ قيّمنا ذلك بـ«خطأ»، لأن ما مزقته كان نسخة مكررة تخصّها وليست النسخة الرسمية المحفوظة وفق قانون سجلات الرئاسة.
في 2017 كانت تصريحاتها عن أن مشروع قانون الضرائب في ولاية ترامب «كان سيخفض ضرائبه بمقدار 30 مليون دولار في 2005» الحصول على تقييم «غالباً صحيح». لكن وصفها لترامب في 2020 بأنه «سليم بدنياً مريض السمنة المفرطة» قيّمناه «خطأ»، لأن المعطيات لم تكن كافية لتصنيف وزنه كسمنة مفرطة بمعايير طبية دقيقة.
الأحداث الأليمة في 6 يناير 2021، عندما اقتحم مؤيدو ترامب مبنى الكابيتول، كانت محوراً للصراع بينهما؛ اقتحم بعض المهاجمين مكتب بيلوسي وهتفوا باسمها أثناء التجوال في المبنى. ادعاء ترامب المتكرر بأنه طلب «10,000 من الحرس الوطني» لتأمين التجمع وأن بيلوسي رفضت ذلك قيّمناه مبكراً بـ«خطأ»، ولم تظهر أدلة لاحقة تدعم الزعم.
إسهامات تشريعية
من إنجازات بيلوسي البارزة لعبها المركزي في تمرير قانون الرعاية الصحية المعروف بـAffordable Care Act عام 2010، الذي كان أولوية أوباما في 2009، ولعبت—بصفتها الرئيسة—دوراً حاسماً في تأمين دعم الديمقراطيين لرؤية الرئيس. ناقشت بدقة بعض الفروق بين مشاريع القوانين الديمقراطية والجمهورية بشأن الرعاية الصحية، مثل حماية المصابين بحالات طبية سابقة. لكن في مناسبة أخرى نقلت عنها عبارة عن ضرورة «تمرير قانون رعاية صحية فظيع لكي يعلم الشعب ما فيه»، وكان ذلك وصفاً مقرباً لما قالت، لكن موجز الحزب الجمهوري في تكساس تجاهل السياق الذي أبدت فيه فخرها ببنود التشريع.
جمع التبرعات ومبالغات متصلة
بين 2000 و2024 جمعت بيلوسي 86.6 مليون دولار لصالح لجنة حملتها و51 مليون دولار إضافية للجنة عمل سياسي قيادية، وفق OpenSecrets. مع ذلك، بالغت في 2017 حين وصفت دور أموال وول ستريت ضد الديمقراطيين على نحو عام، إذ اختارت دورات انتخابية محدودة تدعم روايتها متجاهلة دورات أخرى كان فيها الديمقراطيون هم المسيطرون؛ قيّمنا ذلك بـ«غالباً خطأ».
أمثلة على تصريحات خاطئة
من بين أربع تصريحات قيّمناها بـ«خطأ» تماماً:
– تدوينة لها في 2010 نقلت تصريحاً لزعيم الأقلية آنذاك جون بوينر بصورة توحي بأنه يعترف بأنهم «لن يختلفوا عما كانوا عليه» في السياسات الاقتصادية، بينما كان حديث بوينر يتناول قضايا اجتماعية محددة، والفيديو المنشور حُرِمَ من سياقه.
– قرارها في 2011 بالترويج لمخطط يزعم أن أوباما «زاد الدين بنسبة 16% مقابل 115% لسبقه جورج دبليو. بوش»، حيث شاب المخطط خطأ حسابي كبير وتجاهل اختلاف مدد الرئاسة وانتقائية المقاييس.
– تصريحها في 2016 أن روسيا والصين «لم يصوتا معنا أبداً على أي عقوبات على إيران» حتى وقت قريب؛ وجدنا ثمان قرارات في مجلس الأمن خلال عقد من الزمن دعمتها روسيا والصين.
– تصريحها في 2019 بأن حملة تطهير قوائم الناخبين في ويسكونسن ستمنع أكثر من 200,000 مسجل من التصويت؛ الحقيقة أنها قد تُزال تلك الأسماء من السجل لكن بإمكان المتضررين إعادة التسجيل، بما في ذلك في يوم الانتخابات.
حكاية تدقيق حي
مرة تدققنا تصريحات بيلوسي مباشرةً على الهواء. كنتُ حينها رئيساً لمؤسسة نادي الصحافة في واشنطن التي تنظم عشاءً سنوياً رسميّاً بالبدلة الرسمية، وكانت بيلوسي ضيفة متكررة. بدأت كلمتها في 2018 بشكر أعضاء الطاولة الرئيسية ومن بينهم «الرئيس لويس جاكوبسون من FactCheck.org». قاطعتها: «في الواقع، PolitiFact». ضحك الحضور، وتحولت بيلوسي مبتسمة لتقول: «لا بأس، أيها الفريق—كانت غالباً صحيحة».