ترامب: الولايات المتحدة استهدفت «منشأة كبيرة» مرتبطة بزوارق مخدرات يُشتبه بأنها فنزويلية

صرّح دونالد ترامب أن الولايات المتحدة نفّذت ضربة استهدفت «منطقة رصيف» تُنسب إلى قوارب تهريب مخدرات يُشتبه في صلتها بفنزويلا، مشيراً إلى حدوث «انفجار هائل» في المكان الذي «يتم فيه تحميل القوارب بالمخدرات». ولم يقدّم الرئيس الأميركي تفاصيل إضافية، ولم تصدر بعد ردّة فعل رسمية من حكومة كاراكاس.

نقلت سي إن إن ونيويورك تايمز عن مصادر مطلعة أن الانفجار نجم عن ضربة طائرة مسيرة نفذتها وكالة الاستخبارات المركزية. وإذا ما تأكدت هذه الرواية، فستكون هذه أول عملية معلنة للقوات الأميركية داخل حدود فنزويلا.

منذ أيلول/سبتمبر، شنت واشنطن ضربات ضد ما تصفه بسفن تهريب المخدرات، مستهدفة أكثر من عشرين مراكب في المحيط الهادئ ومنطقة الكاريبي، وأسفرت هذه العمليات عن مقتل ما لا يقل عن مئة شخص، وفق التصريحات الأميركية. وكانت الضربة الأحدث يوم الإثنين، حين أعلنت القيادة الجنوبية للجيش الأميركي في منشور على وسائل التواصل أن اثنين من «الإرهابيين الناكوبو» أُصيبوا بالموت إثر «ضربة قتالية حاسمة» في شرق المحيط الهادئ.

سبق لترامب أن لوّح بضربات برية داخل فنزويلا، كما أجاز عمليات سرية لوكالة الاستخبارات المركزية في إطار حملة ضغط على رئيس البلاد نيكولاس مادورو. وعندما سُئل يوم الإثنين عما إذا كانت «السي آي إيه» هي التي نفّذت الضربة، اكتفى بالقول: «لا أريد أن أقول ذلك. أعلم بالضبط من فعلها، لكن لا أريد أن أذكره».

أوضح ترامب أن العمليات طالت «كل القوارب» وامتدت إلى «المنفّذة» حيث «ينفّذون»، في إشارة إلى المنطقة التي تعمل فيها شبكات التهريب؛ وأضاف أن تلك المنطقة «لم تعد موجودة». (هناك تلميح ضمني أن القصف استهدف مرافق على الشاطئ أو أرصفة تستخدم لتجهيز القوارب بالمخدرات — أي منطقة الرصيف المشار إليها).

يقرأ  انهيار الصداقات قد يكون مدمّراً لأطفال ما قبل المراهقةكيف يمكن للبالغين أن يساعدوا؟

أحالت البنتاغون استفسارات بي بي سي إلى البيت الأبيض، ولم يُدْلِ الأخير بأي تعليق رسمي حتى الآن. ولا توجد حتى اللحظة صور أو مقاطع فيديو منشورة للحادثة على غرار المواد التي نشرها البنتاغون سابقاً لتوثيق ضربات على القوارب المُشتبه بها.

تقدم إدارة ترامب الضربات ضد سفن في الكاريبي وشرق المحيط الهادئ، غالباً منطلقَة من فنزويلا، بوصفها عمليات ضد «إرهابيين» يهدفون إلى إدخال مخدرات قاتلة وغير مشروعة إلى الولايات المتحدة عبر البحر. ولتعزيز هذه الحملات، نشرت واشنطن نحو 15 ألف جندي وسلسلة من حاملات الطائرات ومدمّرات صواريخ موجهة وسفن إنزال برمائية في منطقة الكاريبي.

وُصفت هذه التعبئة بأنها الأكبر إلى المنطقة منذ غزو الولايات المتحدة لبنما عام 1989، ويُعَدّ الهدف المعلن منها احتواء تدفّق الفنتانيل والكوكايين إلى الأراضي الأميركية. من بين القطع البحرية المشاركة حاملة الطائرات «يو إس إس جيرالد فورد»، التي يُعتبرها البعض أكبر حاملة طائرات في العالم، وذكر أن مروحيات أميركية أقلعت منها قبل أن تستولي القوات الأميركية على ناقلة نفط قبالة سواحل فنزويلا في 10 ديسمبر.

اتهمت إدارة ترامب الحكومة الفنزويلية بتوظيف عائدات النفط لتمويل أنشطة متعلقة بالمخدرات، فيما رفضت فنزويلا عمليات الاستيلاء ووصفَتها بأنها «قرصنة». ونفى مادورو صِلاته بأي نشاطات عصابية على مستوى الكارتلات، واتهم الولايات المتحدة باستخدام «حربها على المخدرات» ذريعة للإطاحة به والاستحواذ على احتياطيات النفط الضخمة في بلاده.

وعندما سُئل ترامب الأسبوع الماضي عمّا إذا كانت عمليات الاستيلاء تهدف إلى دفع مادورو عن السلطة، أجاب: «أعتقد أن ذلك قد يحدث على الأرجح… الأمر متروك له ليقرر ما يريد القيام به. أعتقد أنه سيكون ذكياً لو فعل ذلك. لكننا سنعرف قريباً».

أضف تعليق