خبر متطور
قال وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسث إن الضربات تمثّل «إعلانًا للانتقام» وأضاف أن «الكثير» من المقاتلين قُتلوا.
أعلن الرئيس دونالد ترامب أن الجيش الأمريكي «يضرب بقوة كبيرة معاقل داعش في سوريا»، بعد أسبوع من مقتل جنديين أميركيين ومترجم في مدينة تدمر. وكتب ترامب على منصته «تروث سوشيال»: «بسبب القتل الوحشي الذي ارتكبه داعش لرجال شجعان من أبناء وطننا في سوريا… أعلن هنا أن الولایات المتحده تنفذ ردًّا انتقاميًا شديدًا، تمامًا كما وعدت، على الإرهابيين القتلة المسؤولين».
وقالت الرئاسة إن الحكومة السورية، التي تشكّلت بعد سقوط نظام بشار الأسد أواخر 2024، كانت «تأييدًا كاملاً» للعملية العسكرية الأمريكية. وردّت وزارة الخارجية السورية أيضًا مؤكدة التزامها بمحاربة تنظيم الدولة وتكثيف العمليات العسكرية ضده.
وأضاف وزير الدفاع أن الغارات استهدفت «مقاتلي تنظيم الدولة، والبنى التحتية، ومواقع الأسلحة»، موضحًا أن العملية أُطلق عليها اسم «عملية عين الصقر». وقال في منشور على وسائل التواصل: «هذه ليست بداية حرب — إنها إعلان للانتقام. اليوم طاردنا وقتلنا أعداءنا. كثير منهم. وسنواصل».
أخبر مسؤولان أمريكيان رويترز، شريطان بأنهما يتحدثان دون الإفصاح عن هويتهما، أن الضربات استهدفت العشرات من مواقع تنظيم الدولة في وسط سوريا. وقالت قيادة العمليات المركزية الأمريكية (سنتكوم) إنها ستنشر مزيدًا من المعلومات قريبًا.
من واشنطن، قالت مراسلة الجزيرة روزيلاند جوردان إن تغريدات ترامب وتصريحات هيجسث تؤكد أن البيت الأبيض يكرر أن مقتل عناصر أمريكيين في سوريا «سيُقابل برد مماثل». وذكرت أن الأمر بدا كما لو أن الحكومة السورية «منحت موافقتها» على العملية.
وأضافت جوردان: «لا نعلم بعد ما إذا كانت قوات دفاع سورية تشارك في هذا العمل الانتقامي، لكن الولايات المتحدة تعتبر من المهم محاولة مساعدة سوريا على تجاوز سنوات ديكتاتورية نظام الأسد». واعتبرت أن التخلص من ما تعتبره واشنطن تهديدًا للأمن القومي — وهو أعضاء تنظيم الدولة — يشكّل جزءًا من مساعدة سوريا على الانتقال إلى مرحلة جديدة كدولة ذات سيادة.
قُتل في نهاية الأسبوع الماضي ثلاثة أميركيين، بينهم عضوان من الحرس الوطني ومترجم مدني، في بلدة تدمر بوسط سوريا، عندما استهدف مهاجم قافلة للقوات الأمريكية والسورية قبل أن يُقتل، وفق الجيش الأمريكي. وأُصيب ثلاثة جنود أمريكيين آخرين في الهجوم.
يتمركز نحو ألف جندي أمريكي في سوريا ضمن عملية استمرت سنوات تستهدف بقايا تنظيم الدولة في المنطقة. كما شنّت تحالفات بقيادة الولايات المتحدة ضربات جوية وعمليات برية خلال الأشهر الأخيرة استهدفت مشتبهين بتنظيم الدولة غالبًا بتعاون مع الأجهزة الأمنية السورية.
وتُشير تقارير إلى أن الحكومة السورية الجديدة، التي يقودها سابقون من المعارضة الذين أطاحوا بنظام الأسد، تعاونت في القتال ضد تنظيم الدولة. وقد تم التوصل إلى اتفاق تعاون الشهر الماضي حينما التقى رئيس البلاد المؤقت أحمد الشراع بالرئيس ترامب في البيت الأبيض.