ترامب: سأبطل الأوامر التنفيذية التي وقعها بايدن عبر جهاز التوقيع الآلي «أوتوبن»

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه سيلغي كل الأوامر التنفيذية الصادرة عن سلفه جو بايدن والتي يزعم أنها وُقّعت بواسطة «الأوتوبن»، في خطوة تهدف إلى تقويض شرعية سياسات الحزب الديمقراطي.

في منشور على منصته يوم الجمعة قدّر ترامب — العضو في الحزب الجمهوري — أن غالبية أوامر بايدن نفّذت بواسطة جهاز يحاكي التوقيع، مؤكداً نسبة تقارب 92% منها. وكتب ترامب بصيغة قضائية: «أي وثيقة وُقّعت بواسطة جو بايدن الملقَّب بـCrooked Joe باستخدام الأوتوبن — والتي تشكّل نحو 92% منها — تُلغى وتعدّ بلا أثر قانوني».

ترامب، الذي يبلغ من العمر 79 عاماً، كرّر اتهاماته الطويلة بأن بايدن — الذي كان يبلغ 82 عاماً عند مغادرته المنصب في يناير — لم يكن متحكماً بمكتب الرئاسة بسبب تقدّم العمر وتراجع الحالة الذهنية، وهدّد بملاحقته قضائياً إذا أنكر ذلك. الرئس نفسه سبق أن استخدم الجهاز، خصوصاً خلال فترته الأولى في البيت الأبيض.

للأوتوبن وتوابعه تاريخ طويل في البيت الأبيض يعود إلى عهد توماس جيفرسون في أوائل القرن التاسع عشر، ولا يقتصر استخدامه على إدارة بعينها. ومع ذلك، اتسمت علاقة ترامب بسلفيه الديمقراطيين بالعدائية، وكان بايدن هدفاً للسخرية من قِبَله بسبب العمر واستخدامه المفترض للأوتوبن: استبدل ترامب صورة بايدن بصورة الجهاز في «ممشى مشاهير الرؤساء» قرب حديقة الورد في البيت الأبيض، وأظهر الصورة لأمير سعودي خلال زيارة هذا الشهر.

تقابل بايدن وترامب انتخابياً مرتين: في 2020 خسِر فيها ترامب، وفي 2024 انسحب بايدن من السباق ففاز ترامب في الجولة الثانية. ومع ذلك يواصل ترامب إنكار خسارته في 2020 وكرر ادعاءات مزيفة بوقوع تزوير على نطاق واسع.

كما أدلى ترامب بتصريحات مضللة أخرى، من بينها اتهام موظفي البيت الأبيض بأنهم استغلوا تراجع قدرات بايدن للتوقيع على وثائق سياسية دون علمه. وحتى الآن لا توجد دلائل قاطعة على أن الأوتوبن استُخدم خلال إدارة بايدن من دون موافقته، وبايدن نفى هذه الاتهامات في بيان صدر في يونيو: «دعوني أوضح — لقد اتخذت القرارات خلال رئاستي. قررت بشأن العفو والأوامر التنفيذية والتشريعات والإعلانات؛ أي ما يُلمح إلى العكس فهو سخيف وكاذب».

يقرأ  منظمة الصحة العالمية تدحض مزاعم ترامب حول صلة بين الباراسيتامول أثناء الحمل والتوحد

إلا أن ترامب عاد وأعاد تكرار المزاعم في منشور آخر على منصته، واصفاً من يتصرّفون حول مكتب الرئيس بأنهم «المتطرفون اليساريون المجانين» الذين سلبوا الرئاسة من بايدن.

محاولات ترامب تجريد خصومه السياسيين من الشرعية ليست جديدة؛ ففي مارس نشر تغريدة حاول فيها إبطال عفوّات أصدرها بايدن قبل مغادرته، زاعماً أنها «باطلة بلا أثر» لأنها صادرة عن جهاز الأوتوبن. وجاوبت الغالبية من الخبراء القانونيين بأن هذا الموقف دستوريّاً غير مُجدٍ، إذ إن القوانين الأميركية لا تشترط طريقة معيّنة لتوقيع العفو الرئاسي — ولا حتى أن يكون مكتوباً يدوياً. ومذكرة صادرة عن مكتب المستشار القانوني في وزارة العدل عام 2005 تنص صراحةً على أن الرئيس ليس مضطراً للقيام شخصياً بالفعل المادي لوضع توقيعه، وأن استخدام آلية آلية لتوقيع اسم الرئيس أو توجيه مرؤوس للقيام بذلك مقبولان قانونياً.

على الصعيد العام، أثارت مسألة عمر بايدن قلقاً بشأن قدرته على أداء المهام خصوصاً في سنواته الأخيرة بالمنصب؛ وأثارت مقابلة الرئاسة في يونيو 2024 مزيداً من المخاوف بعد أداء ضعيف بدا فيه متيبّساً وغير قادر على الحفاظ على تسلسل أفكاره. وبعد ذلك ضُغط على بايدن من داخل الحزب الديمقراطي للانسحاب من سباق 2024، وهو ما فعله في يوليو. وتكهن بعض النقّاد بأن تقدّم العمر قلّل من قدرة بايدن على تكريس الوقت للشؤون الخارجية وأتاح لمستشارينه الكبار نفوذاً أوسع في صنع السياسات.

في تطورات صحية شخصية، أعلن بايدن هذا العام أنه مصاب بسرطان البروستاتا في مرحلة متقدمة ويتلقّى جلسات علاج بالإشعاع. ومن جهة أخرى، إذا أكمل ترامب فترة رئاسية ثانية فسيبلغ 82 عاماً، أي أكبر ببضعة أشهر ممّا كان عليه بايدن عند نهاية ولايته؛ وقد طالت مخاوف مشابهة متصلة بالعمر والصحة الذهنية فترة ترامب أيضاً. صحيفة نيويورك تايمز نشرت مقالة بعنوان «أيام أقصر، علامات تعب: ترامب يواجه واقع التقدّم في السن أثناء تولّيه المنصب» ذكرت حالات بدا فيها وكأنه ينعس خلال مناسبات عامة وبيّنت أنه قلّص ظهوره العلني في ولايته الثانية.

يقرأ  بناء الحزمة التقنية المثلى للتدريبكيف تحقق أقصى عائد للاستثمار

وردّ ترامب على التقرير بصفتهية هجومية: شتَمَ مراسلة واصفاً إياها بـ«القبيحة» وصرّح أنه اجتاز فحوصاته البدنية والذهنية بنتيجة ممتازة.

أضف تعليق