ساكشي فينكاترامان — مراسلة الولايات المتحدة
صورة: غيتي إيماجز
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نيته منح عفو لرجل الكونغرس الديمقراطي هنري كويار، الذي وُجّهت إليه تهم العام الماضي بتلقي رشاوى بنحو 600 ألف دولار. شمل الإعلان أيضاً زوجته إيميلدا كويار، التي وُجّهت لها اتهامات في نفس القضية.
على منصات التواصل الاجتماعي قال ترامب إنه سيمنح “عفواً كاملاً وغير مشروط” لعضو الكونغرس وزوجته، وأرفق تغريدته بقوله: «هنري، لا أعرفك، لكن نام مطمئناً الليلة — كابوسك انتهى أخيراً!» وأضاف الرئيس الجمهوري أن ما جرى قد يكون ناجماً عن موقف كويار من سياسة الحدود المفتوحة، مُشيراً إلى أن الادعاءات ضده قد جاءت لأنّه «تحدّث بشجاعة» ضد الحدود المفتوحة. كويار وزوجته نفيا التهم وخرجا بكفالة بعد توجيه الاتهامات.
في خطوة مفاجئة أودت شائعات انتقاله إلى الحزب الجمهوري إلى التوقف، فقد تقدم كويار الأربعاء بطلب الترشح لإعادة انتخابه عن الحزب الديمقراطي، ما قضى على التكهنات التي راجت بأن تغييره للانتماء الحزبي قد يعزّز الغالبية الضئيلة للجمهوريين في مجلس النواب.
وزعمت وزارة العدل في إدارة بايدن أن كويار، الممثل لدائرة تكساس الـ28 منذ عام 2005، تلقى مبالغ مالية بشكل غير مشروع من شركة نفط مملوكة للحكومة الأذرية ومن مصرف مكسيكي. وورد في لائحة الاتهام أن كويار تعهّد، مقابل هذه الأموال، بالعمل على التأثير في السياسة الخارجية الأمريكية لصالح أذربيجان والمطالبة بإجراءات تُفيد المصرف المكسيكي المذكور. كما زعمت اللائحة أن شركات تملكها إيميلدا كويار غسلت الأموال، التي استُخدمت بين أمور أخرى لسداد ديون وشراء حاجات شخصية.
احتوت لائحة الاتهام على أمثلة لمصاريف عائلية مشتبه في تمويلها بالمال المغسول، من بينها سداد بطاقات ائتمان بقيمة 58 ألف دولار، ومشتريات بقيمة 18 ألف دولار من متاجر الجملة، و12 ألف دولار لفساتين مفصّلة. المواجهات القانونية شملت تهم التآمر، والرشوة، والاحتيال عبر الأسلاك، وغسيل الأموال، والانتهاك المزعوم لحظر العمل كوكلاء لمنظمة أجنبية.
سياسياً، يقف كويار يمين كثير من زملائه في الحزب الديمقراطي؛ وقد وُصف بأنه “آخر ديمقراطي مؤيد للحياة” نظراً لمواقفه المعتدلة من قضايا الإجهاض. وقد صرّح سابقاً: «إيماني واضح: يجب أن يكون الإجهاض نادراً وآمناً».
وجهت بنات كويار رسالة إلى ترامب أكدن فيها اعتقادهن أن مواقف والدهن من الهجرة، لا سيما سعيه إلى “تأمين الحدود” واستقلاليته وأمانته، قد تكون السبب وراء ملاحقته واتهامه. على منصة تروث سوشيال أعاد ترامب التأكيد قائلاً إن بايدن “طارَد النائب وحتى زوجته الرائعة، إيميلدا، لمجرد قولهم الحقيقة”.
تأتي خطوة العفو هذه كجزء من نشاطات رحمة قضائية نفذها ترامب هذا الأسبوع؛ فقد منح عفواً لخوان أورلاندو هيرنانديز، الرئيس السابق لهندوراس، الذي دان في مارس 2024 بالتآمر لاستيراد كوكايين إلى الولايات المتحدة وحيازة أسلحة رشّاشة، كما خفف يوم الاثنين عقوبة مدير استثمارات سابق، ديفيد جنتيلي، الذي بدأ قبل أيام قليلة فقط تنفيذ حكم بالسجن سبع سنوات بتهمة الاحتيال. حتى الآن في فترته الثانية شهدت رئاسته منح إعفاءات وعفو أو تخفيف أحكام لعدة مدانين بجرائم احتيال وجرائم مالية.