الرئيس الأمريكي يتبنّى مسؤولية الهجوم الإسرائيلي المفاجئ الذي أودى بحياة جنرالات وعلماء إيرانيين
نُشر في 6 نوفمبر 2025
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه يتحمّل مسؤولية الهجوم الأولي الذي شنته إسرائييل على إيران، في تصريح يتعارض مع التصريحات الأمريكية السابقة التي جادلت بأن الحكومة الإسرائيلية تحرّكت من دون تنسيق مع واشنطن.
وقال ترامب للصحفيين يوم الخميس: «إسرائيل هي التي هاجمت أولاً. كان ذلك الهجوم قوياً للغاية. كنت مسؤولاً إلى حد كبير عن ذلك». وأضاف: «عندما هاجمت إسرائيل إيران أولاً، كان ذلك يوماً عظيماً لإسرائيل لأن الهجوم ألحق أضراراً أكثر من بقية الأعمال مجتمعة».
وجاءت تصريحاته بينما دعا الجمهوريين إلى إلغاء إجراء المعركة الإجرائية (الفيلبوستر) لتمرير القوانين بالأغلبية البسيطة في مجلس الشيوخ، مشبّهاً خطوة حزبه المقترحة بتغيير قاعدة المجلس بالطريقة نفسها التي أطلقت بها إسرائيل الحرب ضد إيران.
في 13 يونيو شنّت إسرائيل هجوماً مدمّراً على مواقع إيرانية، أسفر عن مقتل عدد من كبار الجنرالات والعلماء النوويين إضافة إلى مدنيين. وردّت إيران بشن مئات الصواريخ نحو الأراضي الإسرائيلية، ثم شاركت الولايات المتحدة لاحقاً في العملية العسكرية بقصف ثلاثة مفاعلات نووية رئيسية في إيران.
لكن في الساعات الأولى من الصراع، أكدت واشنطن أن إسرائيل تصرفت أحادياً وحذّرت طهران من الانتقام ضد القوات والمصالح الأمريكية في المنطقة. وقال وزير الخارجية الأمريكي آنذاك ماركو روبيو: «الليلة، اتخذت إسرائيل إجراءً أحادياً ضد إيران. نحن لسنا متورطين في ضربات ضد إيران، وأعلى أولوياتنا حماية القوات الأمريكية في المنطقة».
تم التوصل إلى وقف إطلاق نار بعد أن شنت طهران هجوماً صاروخياً استهدف قاعدة جوية أمريكية في قطر. ومنذ ذلك الحين، بدأ ترامب يزايد على نجاحات الحرب، مؤكداً مراراً أن الولايات المتحدة «قَضَت تماماً» على البرنامج النووي الإيراني.
غير أن ترامب ألمح يوم الخميس إلى أنه هو من بادر إلى اندلاع الحرب منذ البداية. من جانبها، لم تقدّم طهران تقييماً علنياً لحالة مواقعها النووية، لكن مسؤولين إيرانيين أكدوا أن البرنامج لا يزال قابلاً للاستمرار بفضل المعارف والخبرات التي راكمتها الجمهورية الإسلامية على مدى سنوات. كما لا يزال مصير مخزونات اليورانيوم المخصب عالياً غير واضح.
خاض ترامب حملاته الانتخابية متعهّداً بعدم افتعال حروب جديدة، متصوّراً نفسه كمرشح لـ«السلام». وخلال الحرب تعرّض لضغوط من فئات من قاعدته لعدم جرّ الولايات المتحدة إلى الصراع. وفي الأسابيع الأخيرة أعاد التأكيد أنه يسعى إلى صفقة مع إيران تقود إلى إقامة علاقات رسمية بين طهران وإسرائيل.
في الأشهر الأولى من ولايته الثانية، فتح ترامب قنوات تفاوضية مع طهران حول ملفها النووي وأبدى رغبة متكررة في التوصل إلى اتفاق، لكنّ المحلّلين يرون أن الملف النووي صار خافياً إلى حدّ ما وأنّ لا عجلة في واشنطن لإعادة إطلاق المفاوضات. كما أبدت إيران أيضاً تشكّكاً حيال المبادرات الدبلوماسية الأمريكية، مع استُعداد مسؤولين أمريكيين وإيرانيين لعقد جولة محادثات في يونيو قبل أيام من ضربات الطائرات الإسرائيلية.