ترامب ولولا يجريان مكالمة هاتفية لبحث الرسوم الأمريكية على البرازيل وتداعيات العقوبات

تحسّن في العلاقات بين البرازيل والولايات المتحدة

أشارت مكالمة هاتفية مدتها أربعون دقيقة بين الرئيس البرازيلي لويز إيناسيو لولا دا سيلفا ونظيره الأميركي دونالد ترامب إلى بوادر تحسّن في العلاقات بعد أشهر من التوترات السياسية والاقتصادية. وصف الجانبان الاتصال بأنه «منتج»، وتناول محادثتهما خفض الحواجز التجارية ومكافحة الجريمة المنظمة، واتفقا على استمرار الحوار قريبًا.

قال لولا في منشور على وسائل التواصل عقب المكالمة إنه شدد على ضرورة تعزيز التعاون مع الولايات المتحدة لمواجهة الشبكات الإجرامية الدولية. وأكد ترامب استعداده الكامل للعمل مع البرازيل وتقديم الدعم للمبادرات المشتركة بين البلدين لمجابهة هذه التنظيمات.

توتر حول بولسونارو

كانت العلاقات بين البرازيل والولايات المتحدة قوية تقليديًا، لكنها شهدت اضطرابًا بعد عودة ترامب إلى البيت الأبيض لعهدة ثانية. ربط ترامب علاقات وثيقة بسلفه اليميني جايير بولسونارو، الذي رحل عن السلطة عام 2023، لكن مدّعٍ عام برازيلي قدّم في فبراير اتهامات ضده بمحاولة قلب نتائج الانتخابات الرئاسية 2022، التي خسرها أمام لولا، ونُظر في قضيته أمام هيئة من خمسة أعضاء في المحكمة العليا.

احتج ترامب على المحاكمة وهدد في يوليو برفع تعريفات جمركية على صادرات برازيليّة محددة إلى 50% إن لم تتراجع القضية؛ وبدأت تلك التعريفات سريانها في أغسطس. كما فرضت الولايات المتحدة عقوبات وقيودًا على التأشيرات بحق أحد أعضاء المحكمة العليا البرازيلية، ألكسندر دي مورايس، الذي كان له دور بارز في التحقيقات. وردّ لولا بوصف تدخل ترامب في النظام القضائي البرازيلي بأنه «ابتزاز» واتهمه بالتدخل في سيادة البلاد. منذ ذلك الحين، حُكم على بولسونارو بالسجن لمدة 27 عامًا وألقي القبض عليه الشهر الماضي.

انفراجة محتملة

كانت لحظة التحول في سبتمبر عندما تلاقت طريقا لولا وترامب على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة وتبادلا عناقًا بدا أنه كسر جليد؛ وصفت الملامح بينهما بأنها «كيمياء ممتازة». التقيا لاحقًا في ماليزيا على هامش قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا، وفي 20 نوفمبر أعلن ترامب تراجعًا جزئيًا عن رفع الرسوم على منتجات زراعيّة برازيلية مثل القهوة والكاكاو واللحوم، خطوة أثنى عليها لولا لكنها اعتبرها بداية فقط وذكر أن هناك بضائع أخرى لا تزال خاضعة لتعريفات تحتاج إلى نقاش سريع.

يقرأ  تسممات غذائية واحتجاجات في إندونيسيا تختبر السنة الأولى لحكم برابوو

أشار ترامب أيضًا إلى أنه بحث في الاتصال مع لولا «العقوبات المفروضة على بعض الشخصيات البرازيلية». تُعدّ الولايات المتحدة الشريك التجاري الثاني للبرازيل بعد الصين، وتبادلت الدولتان سلعًا وخدمات بقيمة تقارب 127.6 مليار دولار في 2024. تصدّر الولايات المتحدة نحو 91.5 مليار دولار إلى البرازيل مقابل نحو 36.1 مليار دولار صادرات برازيليّة إلى امريكا، ما يوضح عجزًا تجاريًا حادًا لصالح الأميركيين، وهو عنصر ظلّ مثار انتقادات من ترامب الذي رأى سياسات اقتصادية برازيليّة مجحفة لأصحاب المصالح الأمريكية.

تعاون لمكافحة الجريمة المنظمة

كان أحد محاور الاتصال التأكيد على توسيع التعاون في محاربة الجريمة المنظمة. جعل ترامب مواجهة شبكات الجريمة في أمريكا اللاتينية أولوية في سياسته الخارجيّة، وحرّك خلال عودته إلى السلطة إجراءات لتصنيف عدد من الكارتلات والميليشيات كـ«منظمات إرهابية أجنبيّة»، وشنّ ضربات جويّة ضد قوارب ومراكب في البحر الكاريبي والمحيط الهادئ الشرقي على امتداد السواحل الأمريكية الجنوبية.

رأت منظمات حقوق الإنسان أن حملات القصف تُعدّ إعدامات خارج نطاق القضاء وتنتهك القانون الدولي، وقد أسفرت الضربات حتى الآن عن مقتل ما لا يقل عن 83 شخصًا. من جهته، يواجه لولا ضغوطًا داخلية لمعالجة ملف الجريمة قبل ترشحه لإعادة الانتخاب في 2026، ودعا في نوفمبر إلى تشريع أقوى يدعم الشرطة الفدرالية والمجتمع الاستخباراتي، قائلاً: «نحتاج قوانين حازمة وآمنة لمكافحة الجريمة المنظمة».

في المقابل، تلقّت الحكومة البرازيلية انتقادات لعملية شرطة دامية جرت في 28 أكتوبر في ريو دي جانيرو وأودت بحياة 122 شخصًا؛ وطلب لولا فتح تحقيق في الحادث الذي استُهدف فيه تنظيم يُعرف باسم «القائد الأحمر». بعد مكالمته مع ترامب، جدّد لولا تأكيد التزامه بخنق الشبكات الإجرامية داخل البرازيل، مع توقع التعاون والمساندة من الجانب الأمريكي.

يقرأ  مقتل عشرات في غارة بطائرة مسيّرة على مسجد في السودان بحسب مسعف

أضف تعليق