غيتي إيماجز — أميليا إيرهارت في لونغ بيتش بولاية كاليفورنيا، إلى جانب طائرتها
أعلن دوّلد ترامب أنه سيأمر إدارته بكشف وثائق حكومية سرية تتعلق باختفاء رائدتَي الطيران الأميركية أميليا إيرهارت عام 1937.
كتب الرئيس الأميركي على وسائل التواصل الاجتماعي أن قصة إيرهارت، التي اختفت أثناء تحليقها فوق المحيط الهادئ، “أسرت الملايين”. اختفاءها أثناء محاولتها الطيران حول العالم أثار طيفاً واسعاً من النظريات، من فرضية تحطم بسيط ناجم عن نفاد الوقود إلى مزاعم أكثر تعقيداً تتعلق بأسرها من قبل اليابان أو دور محتمل للتجسّس الحكومي الأميركي.
على الرغم من إتاحة بعض ملفات مكتب التحقيقات الفيدرالي وتقريرات البحث التابعة للبحرية عبر العقود، تبقى سجلات أخرى مغلقة، مما غذّى الشكوك بوجود تواطؤ أو تغطية على ما حدث.
لغز أميليا إيرهارت المستمر
اختفت إيرهارت أثناء محاولتها إتمام رحلة حول العالم، وكانت تسعى للوصول إلى جزيرة هاولاند في المحيط الهادئ للتزود بالوقود. التفسير الرسمي يذهب إلى أنها لم تعثر على الجزيرة، فقد الاتصال وانهى الوقود، فحطمت طائرتها في المحيط. وعلى الرغم من قبول هذا السيناريو على نطاق واسع، لا يوجد دليل مادي قاطع — مثل حطام — يدعم الحادثة.
قال ترامب: «اختفت في جنوب المحيط الهادئ وهي تحاول أن تصبح أول امرأة تطير حول العالم. وصلت أميليا تقريباً إلى ثلاثة أرباع الطريق حول العالم قبل أن تختفي فجأة وبدون إنذار، ولم يَرَها أحد مجدداً.»
أبرز نظريتين أخريين تردان في السرد هما أنها هبطت اضطرارياً على أو قرب جزر مارشال التي كانت تحت السيطرة اليابانية آنذاك، أو أنها وصلت إلى جزيرة نيكومارورو قرب كيريباتي وماتت هناك كناجمة على الشاطئ. لا توجد أدلة حاسمة لأي من النظريتين، لكن ذلك لم يمنع مؤرخين هاوين ومحترفين من التنقيب والتحقيق في هذه الإمكانيات.
عُثر على أجزاء من هيكل عظمي على جزيرة نيكومارورو عام 1940 واعتُقد في البداية أنها قد تكون لها، غير أن الأطباء آنذاك قرروا أنها تعود لجسد ذكر.
ووفقاً لترامب، فإن الوثائق التي ستُفكّ السرية عنها وتُنشر ستشمل “كل السجلات الحكومية المتعلقة بأميليا إيرهارت، ورحلتها الأخيرة، وكل ما يتعلق بها”.
بصوتها الخاص: تحدثت أميليا إيرهارت إلى هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) عام 1933
ظل الاهتمام بقضيتها — بما في ذلك محاولات العثور على طائرتها — قوياً بعد ثمانية عقود. العام الماضي قال بعض الباحثين إنهم ربما عثروا على طائرة إيرهارت الضائعة، إذ استخدمت تقنيات تصوير بالسونار لرسم قاع المحيط بالصوت، ووجّهتهم إلى ما وصفوه باعتباره طائرة صغيرة. جرى الاكتشاف على عمق يقارب 4,877 متراً (16,000 قدماً) تحت سطح المحيط الهادئ.
وفي عام 2022 أقيمت سلسلة فعاليات في ديري لإحياء الذكرى الـ90 لهبوط إيرهارت التاريخي عبر الأطلسي.