تهديد مبهم بعد رفض طالبان طلب ترامب استعادة قاعدة باغراام
تاريخ النشر: 21 سبتمبر 2025
هدد رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب أفغانستان بعواقب غير محددة ما لم تُرجَع السيطرة على قاعدة باغراام إلى واشنطن. جاء هذا التهديد الغامض بعد يوم من إعلان حكومة طالبان رفضها دعوة ترامب لإعادة القاعدة، التي تقع على بعد نحو 64 كيلومتراً من كابل.
كتب ترامب على منصته «تروث سوشال»: «إذا لم تُعد أفغانستان قاعدة باغراام إلى من بنوها، أي الولايات المتحدة الأمريكية، فَسَتَحْدُث أمورٌ سيئة!!!» (الاقتباس حرفي). كانت باغرام طوال عقدين القاعدة الرئيسة للقوات الأمريكية خلال الحرب التي أعقبت هجمات 11 سبتمبر 2001 التي نفذتها القاعدة في نيويورك وواشنطن.
احتُجز آلاف الأشخاص في الموقع لسنوات دون توجيه تهم أو محاكمات على يد القوات الأمريكية ضمن ما وصفته الأخيرة بـ«الحرب على الإرهاب»، وتعرّض كثيرون من المحتجزين لسوء المعاملة والتعذيب. استعادت طالبان السيطرة على المرفق عام 2021 عقب انسحاب الولايات المتحدة وانهيار الحكومة الأفغانية.
غالباً ما أعرب ترامب عن استياءه لفقدان الوصول إلى القاعدة، مشيراً إلى قربها من الصين، لكن تصريحاته خلال زيارة إلى المملكة المتحدة كانت المرة الأولى التي يكشف فيها علناً أنه يعمل على استعادتها. قال ترامب في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر: «نحاول استعادتها، قد يكون هذا خبراً عاجلاً قليلًا. نحاول استعادتها لأنهم بحاجة إلى أشياء منا».
من جهة أخرى، أعرب مسؤولون أفغان عن معارضتهم لعودة أي وجود عسكري أمريكي. وكتب زكِر جلال، مسؤول في وزارة الخارجية، على موقع «إكس» أن «أفغانستان والولايات المتحدة بحاجة إلى الانخراط مع بعضهما البعض… من دون أن تحتفظ الولايات المتحدة بأي وجود عسكري في أي جزء من أفغانستان». وأضاف أن «كابل مستعدة لمتابعة علاقات سياسية واقتصادية مع واشنطن على أساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة».
رأى ترامب في خسارة القاعدة نقطة انتقاد متكررة لتصرّف سلفه جو بايدن خلال الانسحاب، كما أعرب عن قلقه من تزايد نفوذ الصين في أفغانستان. عندما سئل يوم السبت عما إذا كان سيرسل قوات لاستعادة القاعدة امتنع عن الإجابة صراحة قائلاً: «لن نتحدث عن ذلك». وأضاف أمام الصحفيين في البيت الأبيض: «نتحدث الآن مع أفغانستان، ونريدها أن تُعاد، ونريدها سريعًا، فورًا. وإذا لم يفعلوا ذلك — إذا لم يفعلوا — فسوف تكتشفون ما سأفعله».