ترامب يختتم محطته اليابانية ضمن جولته الآسيوية بعد لقائه بسناء تاكايتشي

زار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليابان والتقى رئيسة الوزراء الجديدة سناء تكايتشي، في لقاء رسم طابعاً احتفالياً جمع بين المديح السياسي ووعود استثمارية وشعارات دبلوماسية عن “عصر ذهبي” للعلاقة بين طوكيو وواشنطن.

وقع الطرفان اتفاقات تتعلق بالمواد الأرضية النادرة ذات الأهمية الاستراتيجية، ووثيقة تضمنت تأكيداً على تنفيذ التفاهمات السابقة بين البلدين، من بينها تخفيض الرسوم الجمركية إلى حوالي 15% بعد أن كانت أعلى بكثير. وجاءت الفاعليات في قصر أكاساكا المزخرف، حيث استقبل ترامب بحرس شرف وعزف موسيقي رسمي، في مشهد بدا ملائماً لرغبة الرئيس في أجواء رسمية فخمة.

على مأدبة غداء وصفتها البيت الأبيض بأنها «أرز أمريكي ولحم بقري أمريكي معدّان بمكونات يابانية»، هنأ ترامب تاكايتشي لتوليها منصب أول امرأة تتولى رئاسة الحكومة في اليابان. وردّت رئيسة الوزراء بدورها بتصفيق للتعاون مع الولايات المتحدة، بل وأعلنت ترشيح ترامب لجائزة نوبل للسلام، مُثنية على دوره في إحراز تطورات في ملفات إقليمية.

رافق اللقاء زيارة إلى حاملة الطائرات يو إس إس جورج واشنطن، حيث رحّب بها آلاف الجنود الأميركيين وهتفوا للحضور. على المنصة أشادت تاكايتشي بـ«أعظم تحالف في العالم» وتعهدت بزيادة الإنفاق الدفاعي—استجابةً لانتقادات سابقة أطلقها ترامب بشأن ما وصفه بعدم توازن الإنفاق الأمني بين الحليفين.

على الصعيد الاقتصادي، شكلت مطالب ترامب بفتح أسواق اليابان أمام سلع أميركية، خصوصاً السيارات والمنتجات الزراعية والسلع التكنولوجية، أحد محاور اللقاء. وقد عرضت تاكايتشي خلال الغداء خريطة توضح حجم الاستثمارات اليابانية في الولايات المتحدة، بينما تحدث ترامب عن خطط لتوريدات صناعية واستثمارية كبيرة، من بينها تقارير عن نية تويوتا ضخّ نحو عشرة مليارات دولار في مصانع أميركية.

ومع ذلك، تبقى رهانات طوكيو محكومة بحماية القطاعات المحلية الحساسة—لا سيما القطاع الزراعي القوي واللوبيات المرتبطة به—وبضغوط صناعة السيارات التي تعتمد بشدة على الصادرات إلى السوق الأميركية. لقد عانت شركات صناعة السيارات سابقاً من رسوم جمركية مرتفعة أدت إلى خسائر كبيرة قبل تعديل نسب الرسوم إلى مستوى أقل.

يقرأ  مطار ميونخ يستأنف عملياته بعد رصد مزيد من الطائرات المسيّرة التي أدت إلى تعليق الرحلات — أخبار الطيران

نصح مقربون من الساحة اليابانية تاكايتشي بالتحلّي بالوضوح في عرض المصالح الوطنية والبحث عن نقاط التقاء مع المصالح الأميركية، مع الحفاظ بحزم على أن تكون سلامة اليابان منوطًة بقدرتها الذاتية على الحماية. وتنبّه خبراء آخرون إلى ضرورة توازن دقيق بين تعزيز التحالف مع الولايات المتحدة والحفاظ في الوقت نفسه على الشراكة التجارية الحيوية مع الصين—مهمة قد تستدعي تهدئة بعض المواقف التصاديية تجاه بكين مع تقديم ضمانات ملموسة لواشنطن بأن العلاقة مع اليابان تبقى أولوية إستراتيجية.

ختاماً، بدا اللقاء اختباراً مبكراً لقدرة الحكومة الجديدة على الموازنة بين الضغوط الخارجية والالتزامات الداخلية: إبقاء باب الاستثمار الأميركي مفتوحاً وتأمين دعم عسكري أقوى، من دون المساس بحساسيات الطبقات الاقتصادية واللوبيات التي تشكل ركيزة السياسة الداخلية لليابان.

أضف تعليق