ترامب: «يجب إيقاف الحرب في غزة فوراً»
ألقى رئيس الولايات المتحدة كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة مطالباً بوقف فوري للحرب على قطاع غزة، واصفاً قرار بعض الدول الغربية بالاعتراف بدولة فلسطين بأنه «مكافأة» لحركة حماس. قال إنه منخرط بعمق في محاولات التوصل لوقف إطلاق النار، مؤكداً أن وقف القتال يجب أن يكون فورياً.
الرهائن وإجماع مناصري السلام
جدد ترامب دعوته لعودة الأسرى المحتجزين في غزة إلى ديارهم، قائلاً: «يجب أن ننجز ذلك. لا بد من التفاوض على السلام. علينا استعادة الرهائن. نريد كل العشرين». كان يقصد بذلك عشرين أسيراً من بين ثمانية وأربعين لا يزال يُعتقد أنهم على قيد الحياة. ودعا قادة العالم إلى التوحد في مطلب إطلاق سراح الأسرى، محذّراً من أن أي خطوات أحادية نحو الاعتراف بالدولة الفلسطينية قد تُعدّ «مكافأة» لمن وصفهم بـ«إرهابيي حماس» وتُشجع استمرار العنف.
رد أممي وتحليلات أكاديمية
في المقابل، شدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرس على أن إقامة الدولة الفلسطينية «حقّ لا مكافأة». واعتبر سلطان بركات، أستاذ بجامعة حمد بن خليفة، أن دعوة ترامب لوقف الحرب «فورية» لكنها افتقرت إلى توضيح كيفية التنفيذ، معتبراً أن ترامب يدرك أن أحد عوامل استمرار الصراع هو الدعم الذي يقدمه ــ وفق بركات ــ للحملة التي تستمر الآن.
مقترحات التهدئة ومسؤولية الأطراف
رغم مطالبه بوقف الحرب، وجّه ترامب قدرًا ضئيلاً من الانتقاد لإسرائيل وحمّل جماعة حماس مسؤولية تعثر المفاوضات، مدّعياً أن الحركة «رفضت مراراً عروضاً معقولة للسلام». من جانبها تتهم إسرائيل، وخصوصاً رئيس وزرائها، بتعطيل مفاوضات وقف النار منذ بدء العمليات في أكتوبر/تشرين الأول 2023. هذا الشهر استهدفت إسرائيل، بحسب التقرير، مسؤولين من حماس أثناء اجتماعهم في العاصمة القطرية الدوحة لبحث اقتراح هدنة قدمته الولايات المتحدة.
انهيار الهدنة وتصعيد الأرضيّة
كسر رئيس الوزراء الإسرائيلي آخر وقفٍ لإطلاق النار في منتصف مارس، وفرض حصاراً شاملاً على القطاع أدى إلى تفاقم أزمة الغذاء وموجة وفيات جوع. نفى حماس أنها كانت عقبة أمام التوصل إلى اتفاق، مضيفة أن الإدارة الأمريكية والوسطاء والعالم يعلَمون أن «نتياناهو هو العائق الوحيد أمام أي محاولة للتوصل لاتفاق». أبدت حماس استعدادها لوقفٍ يقود إلى إطلاق سراح الأسرى وتبادلَ سجناءٍ فلسطينيين وإنسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، لكن نتيا(ـ)ناهو رفض الالتزام بانسحاب كامل، وشنّ خلال الشهر هجوماً برياً على مدينة غزة أسفَر عن مئات القتلى وتهجير آلاف المدنيين.
الخسائر والانتقادات الدولية
أشارت التقديرات إلى مقتل أكثر من 65 ألف فلسطيني منذ بدء العملية العسكرية. وتعرّضت الولايات المتحدة لانتقادات شديدة لاستمرارها في تزويد إسرائيل بالأسلحة في حرب وصفتها لجنة أممية بأنها قد ترتقي إلى مستوى الإبادة الجماعية، بحسب توصيف اللجنة.
محور إيران والادعاءات العسكرية
كرّس ترامب جزءاً من خطابه للهجوم على إيران، واصفاً طهران بأنها «الراعي الأول للإرهاب في العالم» ومتعاهداً بأن «لن تمتلك إيران سلاحاً نووياً أبداً». روى ادعاءً بأن «عملية ميدنايت هامّر» شاركت فيها سبع قاذفات أمريكية من طراز B-2 أسقطت قنابل بوزن ثلاثين ألف رطل على منشآت نووية إيرانية، مُعلناً أنها أبادت كل شيء، رغم أن تقييمات دفاعية أميركية لاحقة أشارت إلى أن الضربات ربما أرجأت التقدم النووي الإيراني لعدة أشهر فقط.
المكانة الدولية والجوائز
بدأ ترامب خطابه بالتطرق لوقائع بسيطة واجهها في مقر الأمم المتحدة قبل أن يصوّر إدارته كقصة نجاح اقتصادية، واستعرض إنجازاته الخارجية مدعّياً أنها أنهت «سبع حروب مختلفة» وأن هذا إنجاز يستحق جائزة نوبل للسلام، على حد قوله. وانتقدَ أداء الأمم المتحدة واعتبرها بعيدة عن بلوغ إمكاناتها، قائلاً إنه «كان عليه إنهاء الحروب بدلاً من الأمم المتحدة».
الصراع الأوكراني والعلاقات مع روسيا
في شأن الحرب الروسية على أوكرانيا، قال ترامب إن النزاع «لم يكن ليبدأ لو كنت رئيساً الآن»، وصف علاقته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنها «طيبة»، معتبراً في الوقت ذاته أن الغزو لا يخدم صورة روسيا. لام أوروبا على استمرارها في شراء النفط والغاز الروسي رغم العقوبات، ووصف ذلك بأنه «محرج»، وأشار إلى الصين والهند كـ«ممولين أساسيين» للمجهود الحربي الروسي ودعا دول الاتحاد الأوروبي إلى فرض رسوم على موسكو.
الحدّ من الهجرة وانتقادات للأمم المتحدة
استغل ترامب المنصة لشن هجوم على الأمم المتحدة، متّهماً المنظمة بـ«تمويل هجوم على الدول الغربية وحدودها»، وزاعماً أنها تساعد «المهاجرين غير الشرعيين» على دخول الولايات المتحدة من خلال تقديم الطعام والمأوى والنقل وبطاقات صراف آلي. وتوضّح الآليات المعتمدة من قبل المنظمة الدولية للهجرة أن مساعداتها تتم عبر بطاقات صرف وبرامج نقل وتكون منسقة مع الحكومات، وليست مخصّصة لتسهيل عبور الحدود بطرق غير نظامية.
حذّر ترامب من «غزو» مهاجرين على أوروبا وهاجم عمداء ومدنيين غربيين بمن فيهم عمدة لندن صديق خان، متهماً—بغير دليل—بأنه يرنو لفرض الشريعة الإسلامية. كما وصف تدفقات الهجرة والتحول نحو الطاقة المتجددة بأنهما «أكبر تهديد للعالم الحر». اتهم أن بعض الدول «تتجه إلى الجحيم» بسبب سياساتها الحدودية، ووصف تغيّر المناخ بأنه «أكبر عملية احتيال».
«ختامًا، أود أن أكرر أن الهجرة وتكاليف ما يسمى بالطاقة المتجددة الخضراء المرتفعة يدمران جزءًا كبيرًا من العالم الحر وجزءًا كبيرًا من كوكبنا»، قال.
وجدد كذلك هجومه على سياسات المناخ واتهم الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو بتسهيل تهريب المخدرات.
وفي وقت لاحق من يوم الثلاثاء، من المقرر أن يلتقي ترامب مع الأمين العام أنطونيو غوتيريش وكذلك مع قادة من اوكرانيا والأرجنتين والاتحاد الأوروبي ومجموعة من دول الشرق الأوسط وآسيا. وسينظم مأدبة استقبال لأكثر من مائة زعيم عالمي قبل عودته إلى واشنطن العاصمة.