ترامب يعلن إلغاء عفو وبُطُلات بايدن الموقعة بالأوتوبن
القرار والإعلان
أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عبر منصته “تروث سوشال” أنه أبطل كل العفو والتقليصات العقابية والوثائق التنفيذية التي وُقِعت ـ بحسبه ـ بأداة التوقيع الآلي المعروفة بالأوتوبن خلال إدارة جو بايدن، واصفًا تلك التواقيع بأنها غير مُصرَّح بها ولا تحمل أي أثر قانوني مستقبلاً.
أية وثائق طالت؟
خلال ولايته، أصدر بايدن نحو 4,245 إجراءً من إجراءات الرحمة أو التخفيفات، وهي الكمية الأكبر منذ بداية القرن العشرين وفق مركز بيو للأبحاث غير الحزبي. كان معظمها تخفيفاً للأحكام (commutations)، بينما منح 80 عفوا فردياً فقط، مع لجوئه أيضاً إلى عفو “بالمرسوم” شمل فئات كاملة من الأشخاص، مثل العسكريين السابقين الذين دانوا لانتهاك حظر على العلاقات الجنسية المثلية (الذي أُلغي لاحقًا) ومن أدينوا بجرائم فيدرالية متعلقة بالماريجوانا. غير أنه ليس واضحاً أيٌّ من هذه القرارات تم توقيعها فعلاً بالأوتوبن.
هل لإعلان ترامب أثر قانوني؟
قانونيون مختصون في الدستور الأمريكي أوضحوا أن إعلان ترامب لا يغيّر الواقع القانوني للعفو أو لتقليصات العقوبة. برناديت ميلر، خبيرة القانون الدستوري في ستانفورد، قالت إن الرئيس السابق لا يملك سلطة إسقاط عفو أو تخفيف عقوبة أُصدر من رئيس سابق، وأن مثل هذا الإعلان لا يمتلك أثراً قانونياً. موقع التدقيق PolitiFact أشار أيضاً إلى أنه لا توجد أية آلية دستورية لإلغاء العفو، وأن حكمًا قضائياً يعود إلى 1869 اعتبر أن العفو يصبح نهائياً بمجرد التسليم. الدستور بدوره لا يشترط أن يكون توقيع العفو بخط اليد، كما تظهر مذكرات قانونية من 1929 و2005.
من هم المتأثرون المحتملون؟
كان ترامب قد أشار سابقاً إلى سلسلة عفو “استباقي” منحها بايدن لنواب وساسة لهم دور في التحقيقات حول اقتحام الكابيتول في 6 يناير 2021، وادعى أن تلك التواقيع كانت بالأوتوبن. من بين الأسماء التي طالتها تلك الخلافات السياسيّة أسماء مثل ليز تشيني وآدم كينزينغر، وهما عضوان سابقان في الكونغرس انتقدا ترامب ودعما التحقيقات. خلفية الهجوم كانت محاولة من مناصري ترامب لمنع المصادقة على نتائج انتخابات 2020، وادّعاءات التزوير الكبرى التي روّج لها ترامب وحلفاؤه لم تُثبت بمرة واحدة دليلاً واسع النطاق.
سابقات استخدام التوقيع الآلي
بايدن لم يكن الأول في استخدام أجهزة النسخ الآلي للتوقيع؛ تقنيات مشابهة استخدمت منذ قرون. توماس جيفرسون استعان بجهاز يُسمى “البوليغراف” الذي ينسخ حركة القلم، وفي الستينيات اعتمد جون ف. كينيدي نسخة أكثر حداثة، ولاحقاً استعمل باراك أوباما الأوتوبن في بعض المناسبات. كما أن الممارسة أيدتها مذكرات قانونية تشير إلى أن الرئيس لا يُلزَم بتوقيع الوثائق بخط يده.
خلاصة
إعلان ترامب يحمل بعدًا سياسياً واضحاً لكنه يواجه عراقيل قانونية قوية؛ العفو والقرارات القضائية المرتبطة به تُعدّ عادةً نهائية ولا تخضع لإلغاء بسيط من رئيس لاحق، فيما يبقى السؤال المفتوح حول عدد ووضع الوثائق التي وُقِّعت فعلاً بالأوتوبن وكيفية تعامل المحاكم والهيئات المعنية معها مستقبلاً. انّه تطور سيبقى رهين المراجعات القانونية والإجراءات المؤسسية.