اعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن إسرائيل وحماس وافقتا على المرحلة الأولى من إطار سلام يهدف إلى وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين والسجناء الفلسطينيين.
تأتي هذه التطورات بعد عرض ترامب لخطة من 20 بنداً لإنهاء الحرب على غزة أعلن عنها الأسبوع الماضي، والتي لاقت ترحيباً واسعاً من إسرائيل وحماس وجزء كبير من المجتمع الدولي.
قُتل أكثر من 67,000 شخص في حرب إسرائيل على قطاع غزة، ووصفتها منظمات حقوقية دولية ولجنة أممية بأنها حملت طابعاً إبادياً بحسب تقارير متعددة.
ما نعرفه حتى الآن
ماذا حدث يوم الأربعاء؟
ترامب قال إن إسرائيل وحماس اتفقتا على الخطوة الأولى من خطة وقف النار في غزة. وفي منشور على منصة “تروث سوشال” عند الساعة 23:17 بتوقيت غرينتش، كتب أن جميع الرهائن سيُفرَج عنهم “قريباً جداً” وأن إسرائيل ستنقل قواتها إلى خط متفق عليه كجزء من الاتفاق. قبل ذلك بساعات، صرّح لعدد من الصحفيين أنه مستعد للتوجه إلى الشرق الأوسط فوراً—حتى خلال عطلة نهاية الأسبوع—لدفع الخطة قُدُماً.
خلال حدث في البيت الأبيض دخل وزير الخارجية ماركو روبيو إلى الغرفة وسلمه مذكرة، وبعد قراءتها قال للصحفيين إنه تلقى إشعاراً يفيد بأن الاتفاق بات قريباً وأنه سيُستدعى سريعاً للمشاركة في تنفيذه.
ما الذي اتفقوا عليه بالضبط؟
– إسرائيل وحماس وقّعا على المرحلة الأولى من خطة السلام.
– سيُفرَج عن جميع الرهائن في وقت قريب جداً.
– ستنسحب القوات الإسرائيلية إلى خط متفق عليه.
– تُعد هذه الخطوة الأولى نحو سلام قوي ودائم.
– ستُعامل جميع الأطراف بعدل.
– شكر ترامب وسطاء من قطر ومصر وتركيا لدورهم في الوساطة.
ما الذي لا يزال غير واضح؟
على الرغم من التفاؤل، لا تزال تفاصيل حاسمة معلّقة. المحلل السياسي البارز مروان بحّارة قال إن “بعض الخلافات الجدية” لا تزال قائمة بين إسرائيل وحماس، وإنه يتعين الاتفاق على توقيت ونطاق الانسحاب الإسرائيلي، وتركيبة الإدارة ما بعد الحرب في غزة، ومصير حركة حماس نفسها. باختصار، يبدو أن الطرفين اتفقا على “بعض المعايير” لتبادل الأسرى، لكن الخلاف يبقى حول ما إذا كانت نهاية الحرب مرهونة بتسليم الأسرى فقط أم بعملية نزع سلاح حماس أيضاً—إسرائيل تقول إن الحرب لن تنتهي إلا بعد نزع سلاح الحركة.
متى قد يُطلق سراح الأسرى؟
ترامب صرّح لبرنامج شون هانيتي على قناة فوكس أن الإفراج قد يتم يوم الإثنين، بما في ذلك تسليم جثث من توفوا بين الأسر. ووفق انباء من مصادر داخل حماس، فإن الناجين من الأسر سيُطلق سراحهم خلال 72 ساعة من موافقة الحكومة الإسرائيلية على الصفقة، فيما أشار مسؤولون إسرائيليون إلى أن العملية قد تبدأ يوم السبت. يُعتقد أن نحو 20 رهينة إسرائيلي ما زالوا أحياء في غزة، في حين أنّ حماس وفصائل فلسطينية أخرى أخذت نحو 250 رهينة في هجوم 7 أكتوبر 2023 الذي أودى بحياة أكثر من 1,100 شخص.
كيف ردت إسرائيل؟
وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الإعلان بأنه “يوم عظيم لإسرائيل”. وشكر في بيان صدر عنه ترامب وفريقه على جهودهم في مهمة “تحرير رهائننا”، وأكد: “بمشيئة الله، سنواصل معاً تحقيق أهدافنا وتوسيع دائرة السلام مع جيراننا.” مع إقرار المرحلة الأولى من الخطة، قال مسؤولون إسرائيليون إنه سيتم إعادة جميع رهائنهم إلى الوطن. نجاح دبلوماسي… ونصر وطني وأخلاقي لإسرائيل
رئيس الوزراء وصف ما تحقق بأنه إنجاز دبلوماسي ونصر على المستوى الوطني والأخلاقي. منذ البداية شدد على أننا لن نهدأ حتى يعود جميع الرهائن وتتحقق كل أهدافنا الاستراتيجية والأمنية.
كيف ردّت حماس؟
أصدرت حركة حماس بياناً أورد أن الاتفاق ينص على «إنهاء الحرب على غزة، وانسحاب الاحتلال من القطاع، ودخول المساعدات، وتبادل للأسرى». وأعربت عن شكرها لدول الوساطة، وعلى رأسها قطر ومصر وتركيا، وكذلك للرئيس ترامب على جهوده الوسيطية، ودعت واشنطن والأطراف الأخرى إلى الضغط على الحكومة الإسرائيلية لضمان تنفيذ بنود الاتفاق كاملةً وعدم السماح لها بالتسويف أو المماطلة. كما حيّت الجماهير الفلسطينية في قطاع غزة والقدس والضفة الغربية، مشيدةً بما أظهرته من عزيمة وشجاعة وشرف، مؤكدةً أن هذه التضحيات أفشلت مخططات إخضاع ونزح الشعب. وشددت الحركة على أنها لن تتخلى عن الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال وتقرير المصير.
ما الذي سيحدث بعد ذلك؟
ذكر نتنياهو أنه سيعرض الاتفاق على حكومته يوم الخميس لنيل الموافقة. بعد تصويت المصادقة، ستنسحب القوات الإسرائيلية تدريجياً، ومن المقرّر أن تبدأ حماس بإطلاق سراح الأسرى بعد مرور اثنتين وسبعين ساعة على الانسحاب. من المتوقع كذلك أن يقوم ترامب بزيارة إلى مصر في الأيام المقبلة، وقد تمت دعوته لإلقاء كلمة أمام البرلمان الإسرائيلي، وهو أعرب عن احتمال قيامه بالرحلة لتلبية هذه الدعوة. وتشمل المرحلة التالية من خطة ترامب إنشاء هيئة دولية لإدارة مرحلة ما بعد الحرب في غزة، باسم «مجس السلام» يترأّسها ترامب ويضمّ قادة عالميين آخرين، من بينهم رئيس وزراء بريطاني سابق، للإشراف على إدارة إعادة الإعمار والإجراءات الإنسانية والسياسية في القطاع.