ترامب: الولايات المتحدة استهدفت منطقة في فنزويلا تُستخدم لتحميل الزوارق بالمخدرات، فيما نفذ البنتاغون ضربة قاتلة أخرى في المحيط الهادئ
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن قواته ضربت رصيفاً في فنزويلا يُستخدم ـ حسب زعمه ـ لتحميل الزوارق بالمخدرات، في أول ضربة برِّية معلنة تتهمها واشنطن بالاستهداف داخل الأراضي الفنزويلية منذ إطلاق حملتها التصعيدية قبل أربعة أشهر.
جاءت تصريحات ترامب بالتزامن مع إعلان الجيش الأمريكي عن تنفيذ ضربة أخرى ضد زورق مشتبه في نشاطات تهريب مخدرات في شرق المحيط الهادئ، أسفرت عن مقتل شخصين على الأقل.
خلال مقابلة إذاعية يوم الجمعة، وتكراراً أمام الصحفيين يوم الاثنين بشأن انفجارٍ سجل في البلاد، قال ترامب إن الولايات المتحدة ضربت المكان الذي “يُحمَّل فيه الزوارق”. وأضاف أثناء لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي في فلوريدا: «هم يحمِّلون الزوارق بالمخدرات، فاستهدفنا كل الزوارق، وها نحن ضربنا المنطقة أيضاً. إنها منطقة التنفيذ. هنالك يَنفِّذون. ولم تعد موجودة الآن.»
امتنع ترامب عن الإفصاح عما إذا كانت الضربة نفذتها القوات المسلحة الأمريكية أم وكالة المخابرات المركزية، مكتفياً بالقول إنه يعرف الجهة لكنه لا يريد الكشف عنها، وإن الحادث وقع “على طول الشاطئ”.
لم يصدر تعليق فوري من كاراكاس حول الهجوم، ولم ترد تقارير مستقلة من داخل فنزويلا تؤكد وقوع اعتداء أمريكي.
تأتي هذه الادعاءات في سياق تصعيد إدارة ترامب لحملتها ضد فنزويلا، وهي جزء من جهود أوسع تستهدف، وفقاً للرئيس، شبكات تهريب المخدرات المتجهة إلى الولايات المتحدة. وتُنكر كاراكاس أي تورط في الاتجار بالمخدرات وتؤكد أن واشنطن تسعى للإطاحة برئيسها نيكولاس مادّورو لنهب احتياطيات النفط الضخمة في البلاد.
ويبدو أن التحرك الأمريكي الأخير يرمز إلى تحول نحو توسيع نطاق الضربات باتجاه شواطئ البلد، بعد أشهر من العمليات البحرية في مياه الكاريبي والمحيط الهادئ الشرقي. ووفق أرقام أوردتها إدارة ترامب، أسفرت الضربات منذ أوائل سبتمبر عن مقتل ما لا يقل عن 107 أشخاص في 30 هجوماً.
ووصف خبراء قانونيون ومنظمات حقوقية هذه العمليات بأنها غير قانونية بموجب القوانين الأمريكية والدولية واعتبروها “إعدامات خارج نطاق القضاء”. ووصفت القيادة الجنوبية الأمريكية الضحيتين الأخيرتين يوم الإثنين بأنهما “إرهابيان نَرخو-” ـ اعترافها أنهما متهمّون بالاتجار، وأن قاربهما كان منخرطاً في عمليات تهريب.
تأتي الضربات على وقع تعزيز عسكري أمريكي كبير في المنطقة، يشمل تواجد أكثر من 15 ألف جندي، إضافة إلى مصادرة عدة ناقلات نفط في سياق الحصار الذي أمر به ترامب على السفن الخاضعة للعقوبات والمتجهة إلى فنزويلا أو الخارجة منها.
لمحت إدارة ترامب طوال الأشهر الماضية إلى احتمال توسيع نطاق العمليات لتشمل ضربات برّية في أمريكا الجنوبية، لا سيما في فنزويلا، وقال الرئيس مؤخراً إن الولايات المتحدة ستنتقل قريباً من استهداف الزوارق إلى ضرب الأرض. وفي أكتوبر أقر ترامب رسمياً تفويض وكالة المخابرات المركزية للقيام بعمليات سرية في فنزويلا، ولم تُدلِ الوكالة بأي تعليق حول ما قاله الرئيس يوم الاثنين.
وفي مقابلة نُشرت حديثاً مع Vanity Fair، قالت مديرة مكتب البيت الأبيض سوزي وايلز إن ترامب “يريد الاستمرار في تفجير الزوارق حتى يستسلم مادّورو”.